خلال تدشينه قاعدة تابعة للدرع الصاروخية الأمريكية في رومانيا..

الناتو يؤكد عجزه عن مواجهة صواريخ روسيا

الناتو يؤكد عجزه عن مواجهة صواريخ روسيا
الجمعة ١٣ مايو ٢٠١٦ - ٠٧:٣٧ بتوقيت غرينتش

دشن أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ مجمعا تابعا للدرع الصاروخية العالمية في رومانيا، مؤكدا أنه عاجز عن مواجهة صواريخ روسيا، فيما أكدت موسكو اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمنها.

وبحسب "روسيا اليوم"، حضر لفيف من المسؤولين الرومانيين والأمريكيين وممثلي حلف الناتو المراسم التي جرت يوم الخميس 12 مايو/أيار في قاعدة ديفيسيلو برومانيا، للإعلان عن دخول مجمع "إيجيس" للدفاع الصاروخي حالة الاستعداد العملياتي.

وتبلغ قيمة مشروع نشر مجمع "إيجيس" للدفاع الصاروخي في قاعدة ديفيسيلو برومانيا 800 مليون دولار. ومن المقرر تزويد المجمع بصواريخ اعتراض من طراز "Standard SM-3." وتؤكد واشنطن أن هذه الخطوة ضرورية لضمان أمنها وأمن حلفائها الأوروبيين. ويتولى الناتو رسميا مسؤولية إدارة عناصر الدفاع الصاروخي في أوروبا على الرغم من أنها تدخل في قوام الدرع الصاروخية العالمية التي تبنيها الولايات المتحدة.

وأعلن ستولتنبرغ في بيان نشره الموقع الإلكتروني لحلف الناتو، أن منظومة الدرع الصاروخية وعناصرها التي تنشرها واشنطن في أوروبا، لا تقدر على تمثيل أي تهديد على القوات الاستراتيجية الروسية، نافيا أن تكون المنظومة برمتها موجهة ضد موسكو.

وأضاف: "منظومة الدرع الصاروخية لا تمثل أي خطر على قوات الردع الاستراتيجية التابعة لروسيا. وبسبب مواقعها الجغرافية ومواصفاتها، تعد المنظومات التابعة لحلف الناتو عاجزة تماما عن إسقاط الصواريخ الباليستية الروسية العابرة للقارات".

وتابع أمين عام حلف الناتو أن منظومة الدرع الصاروخية تضم "عددا قليلا جدا" من صواريخ الاعتراض، كما تنتشر هذه الصواريخ إما على مسافات قصيرة جدا من حدود روسيا، أو تبعد عنها جنوبا لدرجة تجردها من القدرة على اعتراض الصواريخ الروسية.

وشدد ستولتنبرغ في بيانه: "تحمل المنظومة التي نبنيها طابعا دفاعيا. ولا تتضمن القذائف التي نستخدمها لإسقاط الصواريخ، أي مواد متفجرة، وهي لا تقدر إلا على اعتراض أهداف في السماء". واستطرد قائلا: "لا يمكننا أن نستخدم هذه المنظومة لشن هجوم، ولو أردنا ذلك".

وفي الوقت نفسه تابع ستولتنبرغ أن دخول مجمع الدرع الصاروخية في رومانيا المناوبة القتالية يزيد بقدر كبير من قدرات الناتو الدفاعية ويوسع المساحة التي يقدر الحلف على الدفاع عنها من أي هجوم باستخدام صواريخ متوسطة أو قصيرة المدى.

كما أشاد أمين عام حلف الناتو بقرار بولندا تقديم الموقع العسكري في بلدة ريدزيكوفو لنشر مجمع آخر من طراز "إيجيس" سيدخل في قوام الدرع الصاروخية في عام 2018. ومن المقرر أن تنطلق أعمال البناء في قاعدة ريدزيكوفو يوم الجمعة 13 مايو/أيار.

من جانب آخر، قال روبرت وورك نائب وزير الدفاع الأمريكي أثناء مراسم تدشين منظومة "إيجيس" في رومانيا، إن أمريكا مصممة على حماية حلفائها في الناتو من ما اسماه خطر الصواريخ البالستية الإيرانية على حد زعمه.

روسيا تتخذ الإجراءات اللازمة بعد تدشين قاعدة الدرع الصاروخية

بدوره جدد الكرملين قلقه من التحديات التي يأتي بها توسيع الدرع الصاروخية الأمريكية بالنسبة للأمن القومي الروسي.

وأكد دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي للصحفيين، الخميس، أن موسكو تتخذ الإجراءات الدفاعية اللازمة لضمان المستوى الضروري للأمن القومي.

واستطرد قائلا: "منذ بداية هذه القصة كلها، كنا نؤكد أنه حسب تقييم خبرائنا، يشكل نشر منظومة الدرع الصاروخية تهديدا على الاتحاد الروسي".

وذكر بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تساءل مرارا حول الجهة التي تستهدفها هذه المنظومة الأمريكية. وأعاد إلى الأذهان أن الأمريكيين في البداية كانوا يبررون قرار نشر الدرع الصاروخية بوجود خطر صاروخي مصدره إيران حسب زعمهم. لكن الوضع حول الملف الإيراني تغير جذريا بعد عقد الاتفاق النووي في يوليو/تموز عام 2015، لكن الوضع حول نشر الدرع الصاروخية في أوروبا لم يتغير على الإطلاق.

وتابع أن تدشين المجمع التابع للدرع الصاروخية في رومانيا لم يكن حدثا مفاجئا بالنسبة لموسكو، مضيفا أن المؤسسات الروسية المعنية بضمان الأمن القومي والدفاع عن البلاد مطلعة على كافة الخطط من هذا القبيل.

بدورها قالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية أن نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا يشكل خطرا مباشرا على الأمن والاستقرار الدوليين، ويؤدي إلى تعقيد الوضع الاستراتيجي في أوروبا بقدر كبير.

وتابعت الدبلوماسية أن خطوات كهذه تمثل انتهاكا لمعاهدة إتلاف الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. وأردفت قائلة: "إننا سنستخلص الاستنتاجات المناسبة من هذا الوضع، بما في ذلك حول ضرورة اتخاذ إجراءات جوابية تحمل طابعا عسكريا تقنيا".

وأوضحت زاخاروفا في هذا السياق أن مجمعات "إيجليس" التي تنشرها واشنطن في رومانيا وبولندا في إطار خططها لبناء الدرع الصاروخية في أوروبا، تضم منصات إطلاق صواريخ مشابهة للمنظومات الصاروخية التي تستخدم على متن السفن العسكرية الأمريكية لإطلاق صواريخ اعتراض متوسطة المدى من طراز "توماهوك".

114-2