مشددا على ان هدف العدو من الحرب الناعمة والنفوذ هو افراغ النظام من عناصر قوته..

آية الله خامنئي: قوتنا أجبرت أميركا على الاعتراف بحقنا

آية الله خامنئي: قوتنا أجبرت أميركا على الاعتراف بحقنا
الخميس ٢٦ مايو ٢٠١٦ - ١٠:٠٠ بتوقيت غرينتش

قال قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله سيد علي خامنئي، إن هدف العدو من النفوذ والتغلغل هو إفراغ النظام من عناصر قوته الداخلية، مؤكدا أن قوتنا هي التي أجبرت أميركا على الاعتراف بحقنا النووي.

ونقلا عن وكالة "إرنا"، اعتبر آية الله خامنئي، اليوم الخميس، خلال استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة في دورته الخامسة، اعتبر سماحته هذا المجلس بالظاهرة العظيمة حقا، وأشار الى "الهوية والمسيرة الثورية" لمجلس خبراء القيادة، مشددا على أن السبيل الوحيد لبقاء وتقدم النظام وتحقيق أهداف الثورة يتمثل في "القوة الحقيقية للبلاد" و"الجهاد الأكبر" أي عدم التبعية للعدو.

وأشار إلى الانتخابات الجيدة لمجلس خبراء القيادة ومجلس الشورى الإسلامي ومشاركة الشعب الواسعة فيهما، وأضاف: أن مجلس خبراء القيادة نعمة الهية، وبغض النظر عن مسؤولياته الذاتية الواردة في الدستور فإنه يعتبر ظاهرة عظيمة ومؤثرة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية تبلور مجموعة "منتخبة وموضع ثقة الشعب" من العلماء وأصحاب الرأي الديني والعلمي مسألة تحظى في ذاتها بأهمية فائقة، وأضاف: أن هذه المجموعة البارزة والرفيعة تحظى بطاقة هائلة لتبادل الرأي والتنسيق والنشاط المؤثر.

وأشار آية الله خامنئي إلى العلاقة بين العلماء والأفاضل الأعضاء في مجلس خبراء القيادة مع مختلف شرائح الشعب في أنحاء البلاد وقوة تأثيرهم في الرأي العام واعتبر "تبادل الرأي حول مختلف القضايا" و"التركيز على القضايا المطلوبة" و"الإعلان عن المواقف والمطالب" و"بلورة نوع من الحوار والمطالب العامة" من طاقات مجلس خبراء القيادة، وأضاف: أنه في حال تحقيق هذا الهدف ستتحرك السلطات الثلاث والمسؤولون بصورة طبيعية لتوفير هذه المطالب.

وأكد قائد الثورة الإسلامية بأن مسار وأهداف مجلس خبراء القيادة يجب أن تكون ذات مسار وأهداف الثورة، معتبرا "سيادة الإسلام" و"الحرية" و"الاستقلال" و"العدالة الاجتماعية" و"الرخاء العام" و"اجتثاث جذور الفقر والجهل" و"المقاومة أمام السيول الجارفة للفساد الأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي الجاري في الغرب" و"الصمود أمام هيمنة جبهة الاستكبار"، من أهم أهداف الثورة الاسلامية للشعب الإيراني.

واعتبر الهيمنة بأنها موجودة في ذات وطبيعة الإستكبار، وأضاف: أن جبهة الاستكبار تسعى ذاتيا للهيمنة على الشعوب وأن أي دولة وشعب لا يقاوم سيضحى أسيرا بيد الاستكبار العالمي.

وأكد آية الله خامنئي بأن الإسلام هو المجتث لجذور الظلم والاستكبار، وأضاف: بطبيعة الحال فإن ذلك الإسلام الذي يتبلور في إطار نظام دولة ويمتلك القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية، هو الذي يكون قادرا على مقاومة قوى الغطرسة العالمية وتدمير سلطتها.

واعتبر ان صيانة الثورة أصعب من إطلاقها، وقال في شرحه لكيفية المواجهة الصحيحة لجبهة قوى الظلم العالمي: أن أعداء الشعب الإيراني وضعوا في جدول أعمالهم مسألة الحرب الصلدة، ومن أمثلتها الحرب المفروضة على (إيران) على مدى 8 أعوام وأعمال التمرد التي وقعت بداية انتصار الثورة ودعم الجماعات الإرهابية والهجوم على المنصات النفطية الإيرانية وإسقاط طائرة الركاب (الإيرانية)، إلا أنه وفي ظل العناية الإلهية وقيادة الإمام الخميني (رض) وصبر ومقاومة الشعب فقد تم دحر الأعداء.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية "الحرب الناعمة" مرحلة أخرى من الهجمات المستمرة لقوى الغطرسة العالمية، وأضاف: أن الحظر الاقتصادي المستمر والهجمات السياسية المتواصلة والدعاية المناهضة وضرب مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية في الدول الأخرى، تعد من أساليب المرحلة الثانية للحرب التي يشنها الاعداء، إلا أنها لم تؤد إلى النتائج التي كان يرجونها وذلك بفضل الله تعالى وصمود الشعب والمسؤولين.

ووصف آية الله خامنئي المرحلة الثالثة من هجوم الأعداء أي "التغلغل" بأنه خطير للغاية واستمرار لذات الحرب الناعمة، وأكد قائلا: إن الاستكبار يتابع في استراتيجية التغلغل عدة أهداف أساسية، وهي: "التاثير في مراكز صنع واتخاذ القرار" و"تغيير معتقدات الشعب" و"تغيير محاسبات ومواقف المسؤولين".

ووصف الهجمة التي تتعرض لها المؤسسات والهيئات الثورية بما فيها حرس الثورة ومجلس صيانة الدستور والشباب الملتزم (الحزب اللهي) وعلماء الدين الثوريين، بأنها من الأساليب الحالية للقوي الأجنبية، وأكد أن الهدف الرئيسي للأعداء في هذه المرحلة من الحرب الناعمة، توفير الأرضية لإفراغ النظام من عناصر قوته الداخلية.

وأضاف: إذا تحقق هذا الهدف وتم إفراغ الجمهورية الإسلامية من عناصر القوة فإن تدميرها أو تغيير اتجاه حركتها، لن يكون أمرا شاقا، لذا نؤكد أن عدم التبعية للعدو والممانعة في مواجهة مطاليبه يعتبر "جهادا أكبر".

وفي تبيينه لمسار الحركة الثورية لمجلس خبراء القيادة، اعتبر سماحته الابتكارات الدينية المنضبطة من قبل من لهم القدرة على الاستنباط وتضميد الجراح التي يسببها العدو ومن ضمنها "التفرقة المذهبية والطائفية" و"الخلافات الفئوية" و"ايجاد القطبيات الثنائية المصطنعة" من المسؤوليات الأخرى لمجلس خبراء القيادة.

وأكد قائد الثورة الاسلامية بان اكتساب القدرة الحقيقية هو السبيل الوحيد لـ"البقاء والتقدم وتحقيق اهداف الثورة والشعب" واضاف، ان لجميع المسؤولين والاجهزة مسؤوليات في هذا السياق ينبغي عليهم العمل بها بجدية.

واعتبر سماحته اقتدار البلاد بأنه من شأنه انتزاع المكاسب حتى من القوى الرئيسية في العالم واضاف، انه في غير هذه الحالة ستصبح حتى الحكومات الضعيفة والسافلة مدعية امام الشعب الايراني.

واستعرض قائد الثورة الإسلامية أنموذجا لانتزاع المكاسب من العدو في ظل اقتدار البلاد وأضاف، أن أصدقاءنا الأعزاء يقولون بأننا انتزعنا مكاسب في المفاوضات النووية وأن الأطراف الأخرى أقرت بالصناعة النووية الايرانية؛ وبطبيعة الحال فإن هذه القضية تحققت بعد تحقق اقتدار إيران أي التخصيب بنسبة 20 بالمائة، ذلك لأن الجميع يعلم بأن الوصول إلى نسبة 20 بالمائة يعتبر المرحلة الأصعب في عملية التخصيب.

واعتبر "إنتاج 19 ألف جهاز للطرد المركزي من الجيل الأول" و"استخدام 10 آلاف جهاز للطرد المركزي" و"إنتاج الأجيال الثانية والثالثة والرابعة لأجهزة الطرد المركزي" و"مصنع إنتاج الماء الثقيل" من الأمثلة الأخرى لطاقات ايران النووية، وأضاف ان العدو الذي لم يكن في يوم ما مستعدا للقبول بوجود حتى جهاز واحد للطرد المركزي في ايران اضطر للقبول بالواقع بعد مشاهدته لطاقات البلاد النووية، وفي الحقيقة ان الأميركيين لم يمنحونا هذا المكسب بل انتزعناه نحن في ظل اقتدارنا.

وأضاف آية الله خامنئي، أنه وبعد تحقق نتائج الاقتصاد المقاوم إن شاء الله تعالى واقتدار اقتصاد البلاد سيدرك العدو عدم جدوى أداة الحظر أيضا.

وفي جانب آخر من حديثه اعتبر التقوى والشجاعة والبصيرة والصراحة في الوقت اللازم وعدم الخشية من لوم الآخرين والمعرفة الصحيحة والدقيقة لجبهة العدو وآلياته، من المعايير الاساسية للطابع الثوري.

وأوضح بأنه ربما يقوم العدو لهدف معين بأعمال تبدو إيجابية على الظاهر ويتم الترحيب بها داخل البلاد ولكن لو أدركنا الهدف الحقيقي من وراء ذلك فإننا سوف لا ننخدع.


112-2

114-3