لافروف: المهلة التي أعطيناها للمسلحين في سوريا تنتهي هذا الأسبوع

لافروف: المهلة التي أعطيناها للمسلحين في سوريا تنتهي هذا الأسبوع
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦ - ١١:٤٣ بتوقيت غرينتش

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لم تتخل عن قرارها ضرب التشكيلات المسلحة التي لم تنضم للهدنة في سوريا، وقال إن المهلة المعطى للمسلحين تنتهي هذا الأسبوع.

وأوضح في مقابلة خص بها صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية يوم الثلاثاء 31 مايو/ أيار: "طلبت منا الولايات المتحدة تمديد المهلة عدة أيام، قبل سريان الخطة التي أعلنا عنا سابقا، والتي سيصبح وفقها كل من لم ينضم للهدنة هدفا مشروعا بغض النظر عما إذا كان مدرجا على قوائم الإرهابيين أو لا.. لقد طلب منها الأمريكيون عدة أيام إضافية لكي يقدموا ردهم، وتنتهي هذه المهلة الإضافية هذا الأسبوع".

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد دعا واشنطن للعمل المشترك ضد الإرهابيين في سوريا، مؤكدا حق موسكو في استهداف الفصائل التي لن تنضم للهدنة قبل هذا الموعد.

وأوضح شويغو أن موسكو تقترح على واشنطن التعاون في التخطيط وتوجيه غارات إلى فصائل "جبهة النصرة" والتشكيلات المسلحة غير الشرعية التي لا تدعم نظام وقف الأعمال القتالية، وإلى القوافل التي تحمل أسلحة وذخيرة، وإلى الفصائل المسلحة التي تعبر الحدود السورية - التركية بصورة غير شرعية، مع ضمان عدم استهداف المنشآت المدنية والمناطق المأهولة بالسكان.

وحث شويغو واشنطن على إقناع فصائل المعارضة السورية التي لم تنضم للهدنة بعد، بالإقدام على هذه الخطوة قبل يوم الأربعاء 25 مايو. لكن وزارة الدفاع الروسية أعلنت الأسبوع الماضي عن تمديد المهلة نظرا لتلقي طلبات من عدة فصائل مسلحة راغبة في الانضمام للهدنة.

وأكد لافروف أن روسيا تحولت إلى مركز قوة حقيقي في الشرق الأوسط، وذكر بأن القوات الجوية والفضائية الروسية تمكنت خلال الأشهر الأولى من عمليتها في سوريا من إحداث نقلة نوعية للوضع الميداني.

وأضاف: أنه خلال إحدى مكالماته الهاتفية الأخيرة مع نظيره الأمريكي جون كيري توجه إلى الأخير بسؤال لماذا توقف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن عمليا عن استهداف الإرهابيين في سوريا ولماذا يقف مكتوف اليدين ولا يفعل شيئا لإيقاف تدفقات النفط المهرب إلى تركيا. وكشف أن كيري كرر له المبررات العادية "انطلاقا من منطق غريب مفاده أن مواقع الإرهابيين مختلطة بمواقع "الأخيار"، ولا يجوز استهداف الأخيار".

واستطرد قائلا: "تمكنا خلال الأشهر الأولى من عمليتنا العسكرية بسوريا من إحداث نقلة نوعية فعلية للوضع، ويعترف بذلك الجميع. ومن الواضح أن هناك رغبة في إيقاف هذه العملية أو تحويلها في الاتجاه المعاكس. وتشاطر تركيا هذه الرغبة، وربما شركاؤنا الغربيون أيضا، لأنهم يصرون منذ 5 سنوات على رحيل الأسد".

لافروف: لا تخشوا من حرب عالمية ثالثة

وفي حديث آخر، استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة، واعتبر أن دول العالم ما زالت تتذكر جيدا فظائع الحرب العالمية الثانية.

وأكد لافروف أن الدول الغربية لن تسمح باندلاع حرب عالمية جديدة.

وفي الوقت نفسه جدد الوزير استعداد روسيا لمواصلة الرد على خطوات الغرب التي تعتبرها موسكو خطيرة بالنسبة لها، بما في ذلك التوسع العسكري لحلف الناتو.

وتابع أن الدول الغربية تمارس سياسة ممنهجة لردع روسيا ولمنع عمليات التكامل الأوراسية.. واستطرد قائلا: "منذ حقبة إيفان الرهيب لم يكن أحد يريد أن تكون هناك روسيا قوية وواثقة من قدراتها".

 الدفاع الروسية تنفي شن مقاتلاتها غارات على إدلب

 نفت وزارة الدفاع الروسية توجيه القوات الجوية الروسية أي ضربات في محافظة إدلب السورية.

وقال الجنرال إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الثلاثاء 31 مايو/ أيار، إن "الطيران الروسي لم ينفذ أي مهام قتالية وخاصة لم يوجه أي ضربات في محافظة إدلب".

وأوضح المسؤول العسكري الروسي: "ندعو إلى تبني موقف أكثر انتقادا بالنسبة لأي أنباء مخوفة من "الثنائي البريطاني" الذي يضم المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة "رويترز" للأنباء.. وعندما نقدم للعالم نتائج الرقابة الموضوعية التي تنفي تماما ما زوراه سابقا لم يحاول "المرصد" أو الوكالة الاستماع إلى ذلك وبالأخص نشر أي نفي".

وكانت وكالة "رويترز" للأنباء قد ذكرت سابقا نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الجوية الروسية وجهت ضربات إلى مواقع في محافظة إدلب.

وأعلنت تركيا الثلاثاء أن ضربات جوية روسية شنتها على مستشفى ومسجد في مدينة إدلب السورية أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مدنيا وإصابة نحو 200 شخص. ودعت وزارة الخارجية التركية في بيان لها المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا ضد ما وصفته بجرائم النظامين الروسي والسوري "التي لا يمكن تبريرها".

 الناتو يدعو إلى الاستعداد للرد على روسيا

من جانبه، دعا المجلس البرلماني لحلف شمال الأطلسي الاثنين 30 مايو/ أيار الدول الأعضاء في الحلف العسكري إلى الاستعداد للرد على "التهديد المحتمل" المتمثل بعدوان روسي ضد الدول الأعضاء في الحلف.

وأصدر المجلس إعلانا تضمن اقتراحات بعد اجتماع استمر 3 أيام في تيرانا، قبل قمة الحلف التي ستعقد في وارسو في يوليو/ تموز المقبل.

وقال الأمريكي مايكل ترنر رئيس المجلس: " التحدي الذي تمثله روسيا حقيقي وخطير".

وأعرب الإعلان الذي أصدره الاجتماع الذي شارك فيه نحو 250 برلمانيا من دول الحلف الـ28، عن أسفه "لاستخدام روسيا القوة ضد جاراتها ومحاولة ترهيب حلفاء حلف شمال الأطلسي".

وقال ترنر: " لم تترك للحلف خيارات سوى التفكير في احتمال أن ترتكب روسيا عملا عدوانيا ضد دولة عضو في الحلف وتعتبره تهديدا محتملا".

من جهته، أعلن ينس ستولتنبيرغ الأمين العام للناتو، أن الحلف سيعزز تواجد العسكري في بولندا بعد عقد قمة الحلف في وارسو، مشيرا إلى أن عدد القوات وأماكن وجودها لا يزال قيد النقاش.

وقال ستولتونبرغ خلال مؤتمر صحفي في وارسو: " سيكون هذا وجودا متعدد الجنسيات على أساس التناوب.. لدينا مقترحات واضحة من خبرائنا العسكريين، نناقش العدد الدقيق للقوات، وأماكن تواجدها، وذلك من أجل إرسال إشارة واضحة لأي عدو محتمل بأن الهجوم على بولندا يعتبر هجوما على الحلف".

ودعا الحلف أيضا، إلى تعزيز قوة ردعه التقليدية والنووية وزيادة التعاون مع وكالة "فرونتكس" التابعة للاتحاد الأوروبي لحماية الحدود.

يذكر أن الحلف قطع جميع أشكال التعاون العملي مع موسكو في أعقاب الأزمة الأوكرانية، إلا أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة قال: "سنجري محادثات غير رسمية مع موسكو قبل قمتنا التي ستجري يوم الـ8 والـ9 من يوليو/ تموز المقبل".

من جهتها، حذرت روسيا من تمدد حلف الناتو شرقا نحو حدودها المباشرة، وهددت باتخاذ إجراءات جوابية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إن موسكو ستعدل خططتها لاعادة تسليح الجيش بما يتناسب مع مستوى التهديد.

وشدد الكرملين على لسان المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، أن روسيا تراقب توسع نشاط حلف الناتو بالقرب من الحدود الروسية.

ووضع بيسكوف معادلة واضحة، مشيرا إلى أن "الناتو هو نتاج لزمن الصراعات، وهو أداة للمواجهات، ومسألة إلى أي مدى يمكنه أن يساهم في ضمان الأمن الأوروبي، قابلة للنقاش".

وتشهد العلاقات الروسية مع حلف شمال الأطلسي خلال الآونة الأخيرة، توتراً بسبب توسع الناتو شرقاً وزيادة وجوده العسكري بالقرب من الحدود الروسية، الأمر الذي تعتبره موسكو خرقا للوثيقة الأساسية للعلاقات المتبادلة مع الحلف، ونشر مزيد من القوات والمعدات في أوروبا الشرقية يهدد أمنها.

المصدر: وكالات

3