خالدة جرار بعد رحلة الأسر.. تحذر من المبادرة الفرنسية، والسبب؟

خالدة جرار بعد رحلة الأسر.. تحذر من المبادرة الفرنسية، والسبب؟
الأحد ٠٥ يونيو ٢٠١٦ - ٠١:٢٧ بتوقيت غرينتش

في أول ظهور لها على الإعلام، بعد خروجها من السجن الإسرائيلي، استغلت النائبة الفلسطينية في المجلس التشريعي خالدة جرار، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني، الحدث الدولي الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس من أجل إحياء عملية التسوية، لتؤكد أن الحراك السياسي الدولي الهادف لإعادة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني "مجرد مضيعة للوقت".

وبحسب "رأي اليوم"، فان جرار أدلت بهذه التصريحات للموقع الإخباري الرسمي بالجبهة الشعبية "بوابة الهدف" وبدأته بتوجيه انتقادات للسلطة الفلسطينية، وقالت: انها "لا تملك خياراً سياسياً واضحاً وجريئاً بأن تُطالب بعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات، يضمن تطبيق الاحتلال قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالحقوق الفلسطينية".

واتهمت جرار السلطة الفلسطينية بأنها "تمسك بالمبادرات التي لا تحقق طموحات شعبنا".

ورأت جرار أن الفلسطينيين لا يريدون هذا النهج، إذ قالت في تعقيبها على مبادرة فرنسا: "هذه المبادرات التي تُطرح هنا وهناك، لن تُحقق شيئاً من مطالبه، لذا فإنه على السلطة السعي الجاد لعقد مؤتمر دولي يُنصف الشعب الفلسطيني، بدلاً من تمسكها بتلك المبادرات الواهية".

والنائبة جرار قضت مدة محكومية في السجن الإسرائيلي بلغت 15 شهرا، ولم تنس الحديث عن معاناة الأسرى التي كانت قبل يومين واحدة منهم، جراء المعاملة القاسية من الاحتلال، وقالت ان "فقدان الحرية" هو أبرز ما يعانيه المعتقلون، إضافة لـ "الظروف الصعبة الناجمة عن سياسات الاحتلال المُجحفة".

وأشارت إلى ما تعانيه الأسيرات على وجه الخصوص، حيث قالت انهن "يعانين من الازدحام الشديد، داخل غرف السجن، وذلك منذ شهر نوفمبر الماضي"، وقالت ان هذه الحالة لم يسبق لها مثيل داخل غرف الأسيرات، وبدأت منذ تصعيد سياسة الاعتقال بحق الفلسطينيات، بعد اندلاع انتفاضة القدس.

وقالت: انه رغم نقل عدد من الأسيرات (حوالي 20 أسيرة) إلى سجن الدامون، إلى أن الاحتلال زج بهن داخل غرفتين فقط، مضيفة "لذا لا زالت الأسيرات تعانين من سياسة الاكتظاظ المتعمد".

وحول أبرز السياسات الإسرائيلية التي تتعمد مصلحة السجون ممارستها بحق الأسرى عموماً، أوضحت جرار أنه من واقع تجربتها فإن الاحتلال يتعمد إهانة الأسرى وإذلالهم، وتعذيبهم من خلال النقل فيما يسمى البوسطة، لساعات طويلة.

"والبوسطة" عبارة عن شاحنة بها عدد من الزنازين الضيقة جداً، ومقاعدها من الحديد، ويظل الأسير مقيد فيها طوال رحلة النقل بين السجون، وإلى المحاكم، والتي تبدأ منذ الساعة الثانية فجراً وحتى الساعة 12 منتصف الليلة التالية.

وقالت جرار وهي تصف هذا الوضع المرير: أنها أمضت في البوسطة 24 ساعة متواصلة.

وطالبت جرار الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بقضية الأسرى بـ "الفعل وليس بالقول"، وأضافت "الأسرى يريدون تفعيل قضيتهم بالعمل الجاد سعياً لتحريرهم، وليس فقط الكلام والتصريح عبر الإعلام".

وختمت جرار التي تنسمت الحرية الجمعة الماضية تصريحاتها بالتأكيد أنه لم يكن سهلا عليها ترك الأسيرات خلال الوداع الذي وصفته بأنه كان "صعباً جداً"، خاصة وأنها أُبلغت بموعد خروجها من الأسر قبل يوم واحد فقط.
103-3