النكسة وانشغال بعض العرب بالهرولة نحو تل أبيب+فيديو

الإثنين ٠٦ يونيو ٢٠١٦ - ٠١:٣٣ بتوقيت غرينتش

(العالم) 05/06/2016 - تسعٌ وأربعون سنة مضت.. أو مايقاربُ نصف قرن من الزمن.. على احتلال الجزء الشرقي للقدس.. لتصبح المدينةُ المقدسة كلها.. بأيدي المشروع الصهيوني المغتصب.. لأرض فلسطين التاريخية منذ سبعة عقود.

حقبةٌ طويلةٌ تعاقبت عليها أجيال.. دون أن يتحرك العربُ وجيوشهم.. لإنقاذ القدس الأسيرة وفلسطين.. منذ انتصروا كما يعتقدون.. ذاك النصر المعنوي على الأقل.. في حرب عام ثلاث وسبعين.. دون تحقيق الهدف الموعود.

لم يتقاعص العرب وحسب.. عن مهمة تحرير فلسطين.. كاملِ فلسطين.. أو بالأحرى سوادُهم الأعظم.. بل راحوا يتشبثون بأوهام السلام.. منذ اتفاقيات أوسلو للتسوية.. فكانت التسويةُ ولا تزال.. على مقاس الكيان الإسرائيلي.

أما الفلسطينيون فقد أريد لهم.. أن يكونوا سلطة بلا أرض.. فلطالما قضم التوسع الإستيطاني.. مزيدا من الفتات الذي ارتضاه العرب.. وأن تكون السلطة بلا قرار.. وهي التي يحاصرها الإحتلال.. سياسيا واقتصاديا وأمنيا.

تتعمق المأساةُ يوما بعد يوم.. فترى الأقصى رهينة الإحتلال.. ومِن حوله ومِن تحته الأنفاق.. حيثُ تسعى الصهيونية في القدس.. سعيا حثيثا لإثباتِ فرضية الهيكل.. بتدنيس مقدسات المسلمين وتهويدها.. بل حتى تهديدِ المسجد بالسقوط.

لم يسقط العربُ منذ نكبة فلسطين.. كسقوط المزيد منهم هذه الأيام.. في أحضان مشروع التطبيع.. بعد اتفاقي كامب دايفيد ووادي عربة.. فها هي المبادرة السعودية المسماةُ عربية.. تطل برأسها مجددا من باريس.. على لسان وزير الخارجية السعودي.

كثير من السخاء سلاما وتطبيعا.. تتعهد فيه دول عربية.. باعتراف بالكيان الإسرائيلي.. مقابل الإنسحاب من أراضي سبع وستين.. وإقامة ما يسمى بالدولة الفلسطينية.. إلى جانب الجزء الشرقي من القدس.. عاصمةً لتلك الدولة المنزوعة السلاح.. على أرجح تقدير.

ويبدو أن الرياض ماضية قدما.. في الهرولة بخطى متسارعة جدا.. نحو التطبيع مع كيان الإحتلال الإسرائيلي.. إذ ليس من الصدفة اليوم أو غدا.. أن تتحدث شحصية سعودية بارزة.. بوزن الجنرال السابق أنور عشقي.. المستشار السابق للأمير بندر بن سلطان.. لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

وبلغة المصالح المشتركة بين الرياض وتل أبيب.. يقول الرجل من بين ما يقول.. إن فرصة تاريخية لإنجاز السلام.. قد أصبحت متاحة في عهد الملك سلمان.. وبامتيازات تصل إلى حد الشراكة التجارية.. وتحديد من أسماهم بالأعداء المشتركين.. في مقابل تشجيع دول عربيةعلى التطبيع. 

5