قمة طهران الدفاعیة..

تأكید على دور إیران المحوري بمحاربة الإرهاب

تأكید على دور إیران المحوري بمحاربة الإرهاب
الجمعة ١٠ يونيو ٢٠١٦ - ٠٧:٤٩ بتوقيت غرينتش

من المؤكد سوف لن یمض وقت طویل حتى نتعرف على ما توصل الیه وزراء الدفاع الایراني حسین دهقان والروسي سیرغي شویغو والسوري فهد جاسم الفریج، في الاجتماع الذي ضمهم واستضافته طهران یوم الخمیس 9 حزیران / یونیو، من خلال تطورات المیدان في الحرب الدائرة بین هذه الدول والارهاب العابر للقارات، وخاصة على الارض السوریة وبالتحدید في حلب.

اجتماع طهران الثلاثي لم یكن الاول ولن یكون الاخیر بین ایران وسوریا وروسیا،، فالتعاون العسكري والامني بین هذه الدول متواصل وفي اعلى المستویات، للتصدي للمخطط الخطیر الذي یستهدف امن واستقرار الشرق الاوسط واسیا الوسطى والقوقاز، منذ ان تقرر استهداف هذه المناطق من قبل المحور المقابل عبر استخدام سلاح الطائفیة والجماعات التكفیریة الإرهابیة.

ان محور طهران دمشق موسكو، سیتكثف ویتعزز ویتطور ویكون اكثر تأثیرا وفاعلیة مع الأیام، حتى الحاق الهزیمة بالمشروع المناهض لأمن واستقرار دول وشعوب مناطق الشرق الاوسط واسیا الوسطى والقوقاز، فلا بدیل امام محور المقاومة إلا مواصلة النزال حتى النهایة، بعد ان اتضح ان المحور المقابل لا یتوانى عن استخدام اقذر الأسلحة لتحقیق أهدافه المكشوفة.

حازت ایران على قصب السبق في اقامة محور حقیقي لمحاربة الارهاب، یضمها الى جانب سوریا وروسیا والعراق وفصائل المقاومة للمشروع الصهیوامریكي في المنطقة وعلى رأسها حزب الله، یهدف الي افشال المخطط الامریكي الرامي الى تسویق واشنطن وحلفائها، على انهم اعداء ل' داعش'، وانهم القوة الوحیدة القادرة على هزیمتها.

الحلف الذي بذلت ایران جهودا جبارة لبلورته، والذي نشهد الیوم بعض تجلیاته في اجتماع طهران بین وزراء دفاع ایران وسوریا وروسیا، قد اقنع العالم اجمع، بأنه الجهة الوحیدة التي تحارب الأرهاب التكفیري حقیقة دون ادنى مماطلة أو تسویف أو مهادنة أو تكتیك، لتخلیص المنطقة والعالم من شروره والى الأبد.

المحور الایراني السوري الروسي المقاوم، ومن خلال الانتصارات التي حققها على الأرض في اكثر من مكان، كشف عن ازدواجیة المعاییر، والكیل بمكیالین، وتقسیم الإرهاب الى سیيء وجید والى معتدل ومتطرف، الذي تتعامل به امریكا مع ظاهرة الإرهاب، كما فضح أسالیبها الملتویة في استخدام 'داعش' لتحقیق اهدافها واهداف "اسرائیل" في المنطقة، عبر 'ادارة' ظاهرة الإرهاب والإرهابیین.

تجارب الأعوام القلیلة الماضیة، وخریطة الحرب الدائرة بین شعوب المنطقة وبین الإرهابیین ومن یقف وراءهم، لم تكشف مهادنة امریكا للارهابیین فحسب، بل بینت ان هناك تورطا واضحا وفاضحا، لأمریكا وحلفائها، یتمثل بدعم وتمویل الإرهابیین في سوریا والعراق ولبنان والیمن ولیبیا ومناطق اخرى من العالم.

الحلف الایراني السوري الروسي المقاوم، الذي تمكن في زمن قیاسي من تحقیق انتصارات على الإرهابیین في سوریا والعراق، یتعرض لضغوط هائلة من قبل امریكا وحلفائها من اجل فك الخناق عن التكفیریین، عبر مزاعم واهیة عن وجود إرهابیین معتدلین هنا، وارهابیین جیدین هناك، فتارة یعرقلون تحریر حلب، عبر الترویج لصعوبة التفكیك بین المقاتلین المعتدلین والمقاتلین المتطرفین، وتارة اخرى یضعون الموانع أمام تحریر الفلوجة، عبر تشتیت الجهد العسكري للقوات المسلحة العراقیة، واشغال العراقیین بالنعرات الطائفیة عبر التهجم على الحشد الشعبي.

من الخطأ الإعتقاد ان التحالف الایراني الروسي السوري، هو تحالف طاريء، أو ان هناك خلافات تعصف بین اعضائه، كما تروج لذلك الآلة الإعلامیة التابعة للتحالف الامریكي، فهذا التحالف هو تحالف مبدئي قائم على حقیقة أن الإرهاب التكفیري المدعوم من امریكا و"اسرائیل" والرجعیة، هو خطر یستهدف العرب والمسلمین وشعوب المنطقة كوجود، فهذا التهدید الوجودي الذي یهدد سوریا والعراق الان، یهدد ایران وروسیا ایضا، لذلك تأتي القمة العسكریة لوزراء دفاع ایران وسوریا وروسیا في طهران، لتفند وبشكل قاطع وجود أي خلافات بین اعضاء هذا المحور، ویؤكد على ان التحالف القائم بین هذه الدول هو تحالف استراتیجي، یهدف الى حمایة منطقة الشرق الاوسط واسیا الوسطى والقوقاز، من آفة الإرهاب، وان هناك مؤشرات أكیدة تشیر الى هذا التحالف یتجه نحو ضم دول عالمیة واقلیمیة مهمة، لا تنتظر لكي یصل الإرهاب الي عقر دارها، لاسیما ان هذه الدول هي ضمن الدول المستهدفة من المخطط الامریكي الصهیوني.

* ماجد حاتمي ـ ارنا

2-210