بالصور..اسرار العلاقات الحميمة بين حمد آل خليفة وبريطانيا؟!

بالصور..اسرار العلاقات الحميمة بين حمد آل خليفة وبريطانيا؟!
الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠١٦ - ٠١:١٢ بتوقيت غرينتش

تعود جذور الأسرة الحاكمة في البحرين إلى العتوب، الذين شكّلوا جزءًا من كونفدرالية في الكويت قبل الانفصال عنها للسّكن في السّاحل الجنوبي من الخليج الفارسي قرب البحرين في الزّبارة ( قطر) في القرن الثّامن عشر.. في هذه المرحلة، نشبت نزاعات بينهم وبين القبائل المجاورة، بما في ذلك حكام مسقط وأبوظبي وأسرة آل سعود في نجد.

في الوقت نفسه، كانت بريطانيا تُوسع إمبراطوريتها التّجارية، خصوصًا في الهند، وقد أصبحت الحكومة البريطانية في مومباي قلقة بشأن القتال والقرصنة بين القبائل في الخليج الفارسي. وفي أوائل القرن التّاسع عشر، استقر المقيم البريطاني، وهو المسؤول البريطاني الأعلى في الخليج الفارسي، في مدينة بوشهر الايرانية.. في العام 1805، اتصل شيوخ آل خليفة بالمقيم البريطاني طالبين منه الحماية ضد أسرة آل سعود، وأتباعها من الوهابيين المتعصبين، الذين كانوا يضغطون عليهم للذّهاب في "رحلة قرصنة إلى الهند".. لم يكن لدى الوهابيين أي أسطول حربي، وأرادوا توسيع نشاطهم إلى قرصنة السّفن التّجارية من الهند إلى الخليج الفارسي.

ووفقًا لتاريخ العتوب الذي وثّقه مسؤولون بريطانيون في الخليج الفارسي لاحقًا في القرن التّاسع عشر، رغب البريطانيون بـ "التّحقق من هذا النّظام الجديد والخبيث، المنبثق من طمع وتعصب قبيلة مستميتة في وسط نجد". على الرّغم من ذلك، رفضت حكومة بومباي تقديم الحماية لهم، كونها غير متأكدة من رد الفعل الايراني على التّدخل البريطاني مع القبائل العربية الخليجية.

في العام 1810، فرض الوهابيون حاكمًا في البحرين والسّاحل المجاور، وكان آل خليفة مُجبَرين على دفع الجزية لهم.. وفي العامين 1811 و1812، أرسل العثمانيون جيشًا مصريًا بقيادة محمد علي باشا لاستعادة السّيطرة على الجزيرة العربية واسقاط الامارة الوهابية، واستطاع العتوب التّخلص من الحاكم الوهابي وبدء التّعاون مع إمام مسقط.

وتمد العلاقة الوثيقة بين ملك البحرين الحالي والعائلة الحاكمة في بريطانيا الى ثلاثة أجيال.. فالملك حمد بن عيسى آل خليفة، أتم دراسته في بريطانيا، وعلى ارتباط باجهزتها السياسية والامنية منذ نعومة اظفاره.

والملك حمد، هو الابن الأكبر لحاكم البحرين السابق عيسى بن سلمان بن خليفة الذي حكم الدّولة الخليجية من العام 1961 حتى وفاته في العام 1999، والذي شهد عهده إضرابات سياسية ووقف العمل بالدستور وتعطيل للحياة النيابية، حيث أصدر مرسومًا في 26 أغسطس 1975 بحل الجمعية الوطنية المنتخبة بعد مطالبات من قبل رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة بأن الجمعية الوطنية تعوق عمل الحكومة!

أمضى حمد برفقة والده الشيخ عيسى بعض الوقت مع الملكة اليزابث والأمير فيليب خلال جولتهما، التي تمّ الإعلان عنها على نطاق واسع، في الشّرق الأوسط في العام 1979.

وكان هناك اهتمام كبير في كل من بريطانيا وحول العالم لرؤية كيف سيرحب ملوك الخليج الفارسي بملكة (امرأة) - وكيف ستكون ردة فعل النّاس.

وانتهت الزّيارة من دون أن تثير أي جدل، وربما بشكل جزئي نظرًا لحقيقة مفادها أنّه، كونها كانت تشارك في سباقات الخيول وتهتم بالأحصنة، تعرف الملكة بالفعل بعض الحكام الأمراء من الأيام التي أمضوها في مزارع الخيول البريطانية.

بعد مرور أقل من عقد، سافر الأمير تشالز والأميرة ديانا برحلة لمدة أسبوع إلى المنطقة، زارا فيها عمان وقطر والبحرين والسّعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 1986.

منذ ذلك الوقت، أجرى الأمير ثلاث زيارات إلى البحرين، آخرها كانت في العام 2007.

والأمير أندرو، الذي يعمل في أرجاء العالم لتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف في المملكة المتحدة- تمت استضافته أيضًا من قبل الأسرة المالكة في البحرين، بما في ذلك في زيارة أجراها في العام 2014.

واضطرت كونتيسة ويسيكس، في يناير/كانون الثاني 2012، إثر تعرضها لضغوط، إلى إعادة مجوهرات ثمينة قدمتها لها الأسرة الحاكمة البحرينية خلال زيارة أجرتها قبل عيد الميلاد إلى البلاد.

وكان ملك البحرين قد قدم لها طقمًا من المجوهرات في حين قدّم رئيس الوزراء البحريني، الذي هو أيضًا عم الملك، طقمًا آخر.

 ويبدو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مُصَممًا على مواصلة عمل والده في بناء علاقة مع الأسرة الملكية البريطانية، وقد حضر سابقًا في آسكوت كضيف للملكة.

وفي السّنة التّالية، تم انتقاد الملكة على خلفية قرارها دعوة الملك حمد إلى مأدبة بمناسبة احتفالات اليوبيل الماسي في قصر ويندسور، مع إثارة مجموعات حقوق الإنسان مثل هذه المعارضة لمعاملته المحتجين المطالبة بالدّيمقراطية.

وأحد أبناء الملك الآخرين، الشّيخ ناصر بن حمد آل خليفة، واجه تحديًا قانونيًا في لندن لإسقاط الحصانة الدّبلوماسية عنه على خلفية تورطه بتعذيب المتظاهرين خلال الثورة البحرينية.

وخلال انطلاق الربيع العربي في عام 2011 كانت بريطانيا والولايات المتحدة تدعم الحكومة البحرينية بعد أن قمعت بعنف احتجاجات من قبل الغالبية الشعبية.

واعتبرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن إنشاء قاعدة عسكرية بريطانية في البحرين عام 2015 هي مكافأة لصمت الحكومة البريطانية على التعذيب والاعتداءات والاعتقالات التعسفية التي تعرض لها المتظاهرون السلميون في البحرين.

106-3