خطة مدعومة إماراتيا وأميركيا لتنصيب بن سلمان ملكا للسعودية نهاية 2016

خطة مدعومة إماراتيا وأميركيا لتنصيب بن سلمان ملكا للسعودية نهاية 2016
الجمعة ٠١ يوليو ٢٠١٦ - ٠٨:٤٢ بتوقيت غرينتش

كشف موقع "ميدل ايست آي" البريطاني الخميس، "خطة" تقوم بها الإمارات بتقديم النصح والمشورة للامير السعودي بن سلمان؛ حول كيفية الحصول على دعم واشنطن، وكيف يصبح ملكا مع نهاية 2016.

وكشف مصدران سعوديان رفيعان للموقع البريطاني - بشرط عدم الكشف عن هويتهما - أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، قدم المشورة لمحمد بن سلمان حول أمرين، ليصبح الخيار المفضل للولايات المتحدة والملك القادم للمملكة العربية السعودية.

وقال المصدر السعودي الأول، إن بن زايد أخبر بن سلمان بأن عليه "إنهاء حكم الوهابية" - في إشارة إلى النهج الإسلامي المتطرف الذي تمارسه المملكة العربية السعودية. كما أخبر بن سلمان، أن عليه أن يفتح قناة قوية للتواصل مع "إسرائيل" من أجل أن يكون المرشح المفضل بالنسبة للولايات المتحدة للصعود إلى العرش.

وقال مصدر سعودي آخر، إن بن سلمان، يبدو حريصاً على كسب تأييد واشنطن، وقد قال مؤخراً لبعض المقربين منه أنه سوف يكمل مهمته بأن يصير ملكاً قبل نهاية هذا العام.

وبن سلمان، البالغ من العمر 30 عاماً، اكتسب نفوذاً سريعاً منذ تعيينه في منصبه في وقت مبكر من العام 2015. وهو يشغل الآن الموقع الثاني في ترتيب ولاية العرش، إضافة إلى موقع وزير الدفاع ورئاسة الديوان الملكي لمنافسه الأول في ترتيب ولاية العرش.

ويقول الموقع البريطاني، في حين تورطت المملكة في عهد بن سلمان في الحرب في اليمن المجاورة، فقد أصبح الأمير، على نحو متزايد، الواجهة الدولية لبلاده منذ قيامه بإطلاق رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع عائدات البلاد بعيداً عن صادرات النفط.

وقال واحد من بين اثنين من المصادر السعودية المطلعة، إن بن سلمان، قد بدأ خطة تدريجية لإلغاء الشرطة الدينية واعتقال الإسلاميين الأكثر نفوذاً وتأثيراً. مضيفاً، أنه يرغب، أيضاً، في إلغاء هيئة كبار العلماء، الهيئة الدينية الأكبر في البلاد، ووقف كافة النشاطات الإسلامية التي تخدم الوهابية.

وسوف تتسبب هذه الإجراءات في حال نجاحها في كسبه للتأييد في واشنطن، حيث يميل الكثيرون إلى تفضيل المصالح طويلة الأجل التي جمعتهم مع بن نايف.

وأضاف المصدر، أن هذه الإصلاحات الدينية سوف توصف بأنها أعمال عظيمة من قبل أوركسترا معدة بشكل جيد من شركات العلاقات العامة في الولايات المتحدة. وسوف يكون الهدف منها هو الإشادة ببن سلمان كبطل من قبل الصحافة، والكونغرس، والأوساط الأكاديمية، بحيث تضطر الإدارة الأمريكية إلى متابعته.

ويقول محللون متخصصون في الشأن السعودي لـ"ميدل إيست آي"، إن إلغاء دور المؤسسة الدينية سوف يكون مهمة صعبة للغاية بالنسبة إلى الأمير الشاب.

ووفقاً لمؤلف كتاب "ما بعد الشيوخ: الانهيار القادم لممالك الخليج (الفارسي)"، كريستوفر ديفدسون، قال إن بن سلمان ربما يكون هو الشخص الذي يضع حداً لهذا التحالف الحاكم القائم منذ 60 عاماً الذي بدأه الملك فيصل. مضيفاً، إن الحديث عن الأمر سوف يكون أسهل كثيراً من القيام به.

وتأسست هيئة كبار العلماء رسمياً في عام 1972 من قبل فيصل، ومنذ ذلك الحين فإنها تمارس سلطة سياسية مهمة. وهي المسؤولة عن منح المشروعية الدينية لكل حاكم جديد للبلاد.
ومع ذلك، كانت هناك تحركات بالفعل تهدف إلى إضعاف قوة المؤسسة الدينية. ففي إبريل من هذا العام تم تجريد الشرطة الدينية من قدرتها على اعتقال الناس وطلب منها فرض القيم الإسلامية بشكل أكثر لطفاً.

وقال أندرو هاموند، مدير مكتب رويترز السابق في الرياض، إنه في الوقت الذي يتم فيه التخلي عن الدولة الوهابية فقد تكون هناك تداعيات وتحديات مرتقبة واسعة النطاق على المجتمع السعودي، تكمن هذه التحديات في أولئك المختلفين مع هذا الأمر، إضافة إلى العلماء المستقلين. مشيراً أنه إذا قمت بإعلان الحرب على كل هؤلاء فما الذي سوف يضمن شرعيتك.

وأضاف، لا يوجد تصويت حول السلطة في البلاد. وبن سلمان لا يزال جديداً أيضاً. ويمكن لمثل تلك الخطوة المتهورة أن يكون لها تأثير مزعزع للاستقرار نتيجة لرد الفعل الديني العنيف في حال لم تكن جزءاً من جهد أوسع لإعادة معايرة شرعية النظام من خلال برلمان حقيقي.

ويلفت الموقع البريطاني، أن الاستراتيجية الثانية التي أوصى بها بن زايد من أجل كسب تأييد واشنطن كانت في واقع الأمر أقل مفاجأة للمحليين وهي تتمثل في توثيق العلاقات مع "إسرائيل".

وتحدثت تقارير كثيرة خلال العام الماضي عن العمل الفعال بين الرياض وتل أبيب في محاولة لوقف الولايات المتحدة عن عقد الصفقة النووية مع إيران، رغم عدم وجود أي علاقات رسمية بين البلدين.

وتعد العلاقات السعودية الإسرائيلية موضوعاً شائكاً وحساساً بسبب الرأي العام المتعاطف بشكل كبير في المملكة مع قضية إقامة دولة فلسطينية. وقد مثلت حساسية علاقات "إسرائيل" مع الدول العربية قضية أخرى شغلت اهتمام بن زايد.

ففي حين نمت العلاقات بشكل كبير بين دولة الإمارات العربية المتحدة و"إسرائيل" خلال السنوات الماضية، فقد ظلت تلك العلاقات سرية إلى حد كبير. كانت هناك رحلات سرية بين البلدين، إضافة إلى اتفاقات تجارية هامة في مجالات الأمن والزراعة.

ووفقاً لديفدسون، فإن الأثر الإيجابي لهذه العلاقات لدى واشنطن هو السبب في قيام قادة دول الخليج (الفارسي) بمثل هذه المخاطرة وعلى رأسهم بن زايد وبن سلمان.
وقال مصدر سعودي للموقع البريطاني، إن واشنطن قد تتجاوب مع محاولات بن سلمان ليكون ملكاً في حال نجح في تحقيق تواصل جيد مع "إسرائيل" حتى لو كان الأمريكيون لا يزالون يحبون بن نايف.

ولا يزال بن نايف يشغل المرتبة الأولى في خط الخلافة، ولكن خفوته النسبي مقارنة ببروز بن سلمان، قد دفع كثيرين إلى القول أن الأمير البالغ من العمر 56 عاماً في طريقه للانزواء.
وخلال زيارة بن سلمان، الأخيرة إلى الولايات المتحدة، حيث التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس التنفيذي لفيس بوك مارك زوكربيرج، أظهرت تقارير منسوبة إلى مصادر في الاستخبارات الأمريكية أن بن نايف مريض وعلى وشك الموت.

وقد تأكدت "ميدل إيست آي" أن بن نايف يتمتع بصحة جيدة. ويقول هاموند، مدير مكتب رويترز السابق في الرياض، إن هذه التقارير حملت السمة المميزة لكونها جزءاً من خطة لتعزيز بن سلمان كخيار أفضل.

وقد وصفت صحيفة "واشنطن بوست"، هذا الأسبوع، العلاقات بين بن زايد وبن سلمان على أنها علاقة معلم بطالبه. على النقيض، فمن المعروف أن بن نايف يحمل قدراً من الازدراء لبن زايد بسبب برقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس عام 2003 وصف فيها بن زايد والده الأمير نايف بن عبد العزيز بأنه مثل القرد، معقباً بأن "داروين" قد كان محقاً.

ويبدو الصراع على موقع الملك السعودي المقبل بالغ الدلالة. لأسباب ليس أقلها أن العاهل السعودي الحالي، الملك سلمان البالغ من العمر 80 عاماً، يبدو في حالة صحية سيئة. إضافة إلى أن الحاكم المقبل سوف يكون أول ملك للبلاد من خارج أبناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، بحسب ما يراه الموقع البريطاني.

وقال مصدر سعودي مقرب من بن سلمان لـ"ميدل ايست آي"، إن هناك العديد من الشائعات التي تسري في الرياض حول خطة لترقية بن سلمان كملك خلال الفترة الراهنة وقبل ديسمبر المقبل.

ويعلق هاموند، مدير مكتب رويترز السابق في الرياض، سيكون الأمر مجرد تحويل للأبوية إلى شكل من أشكال الليبرالية الجديدة التي تعطي العائلة الحاكمة المزيد من الوقت للسيطرة على موارد الدولة، واحتكار السلطة، ومنع الناس من المشاركة في إدارة شؤون بلادهم.

2-112