حتى لو إعتمر تركي قلنسوة يهودية أو تعمد في نهر الأردن

حتى لو إعتمر تركي قلنسوة يهودية أو تعمد في نهر الأردن
الإثنين ١١ يوليو ٢٠١٦ - ٠٨:٣٩ بتوقيت غرينتش

في موقف يعكس حالة اليأس والاحباط والتخبط التي لامست الجنون ، والذي اصبح صفة ملازمة لامراء ال سعود ، وخاصة المدعو تركي الفيصل المدير السابق للمخابرات السعودية ، الطالب للتطبيع المذل حتى الاستجداء مع 'اسرائيل' ، خرج علينا تركي هذا بموقف يتناقض تناقضا صارخا مع ابسط مباديء الدبلوماسية والاعراف الدولية وحسن الجوار ، ويعد تدخلا وقحا في شأن داخلي لدولة جارة ذات سيادة ، عندما قال في كلمة القاها امام اجتماع لزمرة المنافقين الارهابية في باريس ، انه 'يريد اسقاط النظام' في ايران ، وسط تصفيق ارهابيي المنافقين الملطخة ايديهم بدماء الشعب الايراني.

المؤتمر الذي عقد يوم السبت 9 تموز / يوليو ل'جماعة مجاهدي خلق' الارهابية في باريس ، برعاية الصهيونية العالمية ، وشاركت فيه شخصيات يمنية متطرفة من امريكا والغرب ، يعتبر آخر محاولة صهيونية عربية رجعية لبعث الحياة في جثة زمرة المنافقين الارهابية ، من اجل استخدامها لضرب الاستقرار والامن في ايران ، لاسيما وسجل هذه الزمرة حافل بالخيانة والعار ، منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى اليوم ، فقد اُستخدمت هذه الزمرة من قبل الامريكيين والغربيين والصهاينة في بداية الثورة عندما رفعوا السلاح في وجه الثورة والشعب ، وارتكبوا مجازر لا تعد ولاتحصى ، فقد استشهد على يد هذه الزمرة الارهابية اكثر من 17 الف مواطن ايراني بهدف وضع العصى في عجلة الثورة الاسلامية ووأد التجربة الاسلامية الوليدة ، وعندما لفظ الشعب الايراني هولاء المنافقين ، انتقلوا الى العراق ، في ذروة الحرب العدوانية التي شنها النظام الصدامي على الجمهورية الاسلامية في ايران ، وتم استخدامهم كطابور خامس من قبل طاغية بغداد في الحرب ، فقاموا باكثر الاعمال خسة ودناءة وذلة وعارا ضد وطنهم وجيشهم ، وبعد انتهاء الحرب استخدمهم دكتاتور بغداد كعصا غليظة ضد ابناء الشعب العراقي ، فارتكبوا مجازر ضد المواطنين العراقيين خلال الانتفاضة الشعبانية وبعدها ، وتلطخت ايديهم بدم ابناء العراق من العرب والاكراد ، وبعد سقوط صنم العراق ، اقتص منهم الشعب العراقي وهام العديد منهم على وجوههم في بلدان العالم ، يجرون وراءهم عار الخيانة والعمالة.

اليوم رأي ، العقل السعودي السياسي المحكوم بالثأر والغارق في التعصب الطائفي الاعمى ، في هذه الزمرة ، وبتحريض صهيوني غربي ، اداة يمكن استخدامها ضد الشعب الايراني كما اُستخدمت من قبل ، الا ان الحقد المرضي ضد ايران حال دون ان يستشعر هذا العقل ان جثة زمرة المافقين تعفنت منذ زمن بعيد ، وان رائحتها النتنة اصبحت تزكم الانوف ، ولا يمكن ان تعاد اليها الروح حتى لو اجتمعت الصهيونية والغرب وكانت امريكا لهما ظهيرا.

الجنون السعودي الذي تمظهر بشكل لا سابق له في مشاركة تركي الفيصل في مؤتمر لزمرة المنافقين وما ترشح عنه من مواقف ، ولقاءاته العلنية مع عتاة الصهيونية ، والتزلف والتذلل لهم ، وحج كبار امراء ال سعود الى واشنطن لطلب المغفرة ، جاء بعد ان بدأت الاصوات تتعالى حتى من جانب الدول الراعية لنظام ال سعود منذ 80 عاما ، بسبب السياسة الكارثية التي ينتهجها هذا النظام في المنطقة والعالم ، والمبنية على استخدام المجاميع الوهابية التكفيرية ، كأداة لتحقيق اهداف سياسية ، دون القدرة على السيطرة عليها ، الامر الذي تسبب بموجبة الارهاب التي تضرب العالم باسره.

لم يعد خافيا من ان الطفرة المالية التي شهدتها السعودية ، ساهمت وبشكل كبير على نشر فيروس الوهابية في العالم اجمع ، فقد انفقت السعودية منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي وحتى اليوم اكثر من 80 مليار دولار على نشر الوهابية في العالم ، تنفيذا للاتفاق المشؤوم بين ابن سعود وبين ابن عبدالوهاب ، عندما شرعن الاخير للاول ارتكاب مجازر بحق المسلمين في جزيرة العرب على انها فتوحات اسلامية ضد مشركين وكفرة ، وعلى ان يعمل ابن سعود بالمقابل على نشر فيروس الوهابية في السعودية والعالم اجمع .

اذا كان العالم اليوم مصدوما بسبب فظاعات 'داعش' بحق الابرياء في العالم اجمع ، فان ابناء جزيرة العرب والعراق قبل عقود طويلة ذاقوا مثل هذه الفظاعات على يد 'جيش الاخوان' الوهابي لبن سعود ، عندما قام بسبي واغتصاب النساء المسلمات وقتل وذبح وحرق مئات الالاف من المسلمين من ابناء جزيرة العرب والعراق ، وهدم ودمر كل اثر للحضارة الاسلامية في جزيرة العرب ، وارتكب المجازر في كربلاء وعمل باهلها السيف وانتهك حرمة ضريح حفيد رسول الله (ص) الامام الحسين (ع).

جميعنا صُدم من خبر محاولة 'داعش' تفجير قبر النبي (ص) في شهر رمضان المبارك ، هذه الجريمة الكبرى التي حاول بعض مشايخ الوهابية ، شركاء ال سعود في الحكم ، التنديد بها ، رغم انهم يعرفون ان هذا التنديد هو حرام وهابيا ، لان المحاولة كانت تطبيقا عمليا لفتاوى ابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن عبدالوهاب وابن باز والالباني وغيرهم من مشايخ الوهابية ، فهؤلاء جميعا افتوا وبصريح العبارة بهدم قبر النبي (ص) واخراجه من الحرم النبوي ، وان كل ما قيل بشان التنديد هو ذر للرماد في العيون من اجل ارضاء ال سعود فقط.

مشايخ الوهابية يحرمون حتي الصلاة في الحرم النبوي لوجود قبر الرسول (ص) فيه فهذا احد كبراءهم وهو الالباني يعلن جهارا نهارا انه لم يصل ابدا في المسجد النبوي لوجود قبر النبي (ص) فيه ، ولهذا السبب بالذات منحت الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة رسالة الماجستير للمدعو مقبل الوادعي احد مشايخ الوهابية ، على اطروحته التي كانت تدور حول ضرورة هدم قبر النبي (ص).

الثغرتان اللتان تسللتا من خلالهما الوهابية الى العالمين العربي والاسلامي كانتا ومازالتا الجهل والفقر ، فقد نجح ال سعود بفضل العائدات النفطية الضخمة من التسلل الى باكستان وافغانستان والصومال وافريقيا من خلال ثغرة الفقر ، والى باقي الدول الاخرى من خلال الجهل بتعاليم الاسلام الصحيحة ، ومنذ ذلك التاريح لم تذق هذه الدول والعالم اجمع طعم الراحة والاستقرار والهدوء.

لا يحتاج المرء لمزيد من المعلومات ليتوصل الى حقيقة ان العقيدة التي تجمع جميع التنظيمات والجماعات التكفيرية مثل 'داعش' و القاعدة وبوكو حرام والنصرة وحركة الشباب وطالبان بشقيها الافغاني والباكستاني والى اخر قائمة هذه التنظيمات العبثية المخربة التدميرية ، هي الوهابية السعودية ، لذلك كل ما تقوله السعودية بشان حربها ضد التنظيمات التكفيرية الوهابية كلام لا ينطلي حتى على السذج من الناس.

من الاسباب التي جعلت السعودية تتقبل مثل هذه الذلة في علاقاتها مع امريكا و'اسرائيل' والغرب ، ومحاولاتها المستميتة لاسترضائهم ، كما هو واضح من تحركات تركي الفيصل خلال السنوات الماضية ، واخر هذه المحاولات تطوعه لاعادة الحياة في جثة زمرة المنافقين ، عديدة ومنها:

-التقرير الذي اعدته لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب الامريكي في كانون الاول / ديسمبر 2002، والذي نزع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش 28 صفحة منه وأمر بفرض السرية عليها، لاحتوائها علي معلومات تؤكد تورط امراء من ال سعود في إيصال ألاموال للارهابيين السعوديين الذي نفذوا اعتداءات الحادي عشر من ايلول / سبتمبر ، وهو ما يعطي الحق لذوي ضحايا في هذه الاعتداءات ، رفع شكاوي امام المحاكم الامريكية ضد السعودية ، في حال الكشف عنها.

-تصريحات كبار المسؤولين الامريكيين وعلى راسهم الرئيس الامريكي باراك اورباما ونائبه الاول جو بايدن ، تؤكد تورط السعودية في دعم الجماعات التكفيرية الوهابية في العراق وسوريا.
-التقرير الذي أدرج فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 2 حزيران / يونيو الماضي ، التحالف الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني ، على اللائحة السوداء للبلدان التي تنتهك حقوق الأطفال ، لقتلها اطفال اليمن في عدوانها المتواصل على هذا الشعب الاعزل منذ اكثر من عام.

-الاجراءات التي اتخذتها الحكومات الغربية باغلاق المراكز الوهابية في العواصم والبلدان الغربية ، ومنع مشايخ الوهابية من اعتلاء المنابر في المساجد والمراكز التي تروج للوهابية ، ورفض منع تاشيرات دخول لشيوخ الفتنة الوهابية الى اوروبا.
-التورط السعودي المباشر وغير المباشر في تدمير الدول العربية والاسلامية واثارة الصراعات والقلاقل والفتن الطائفية والاسلامية فيها ، كما هو الحال في اليمن وليبيا وسوريا والعراق والصومال وباكستان وافغانستان والشيشان وحتى مصر ولبنان وباقي الدول الاخرى.

-استطلاعات الراي الصادرة عن مؤسسات دولية معتبرة ، اكدت تعاطف الشباب السعودي مع 'داعش' بنسبة 92 بالمائة ، حيث يعتقد هؤلاء الشباب ان 'داعش' تمثل الاسلام الصحيح.
-اعتراف السلطات السعودية بضخ اموال ضخمة من السعودية الى 'الدواعش' في العراق وسوريا ، وصلت الى هناك كتبرعات قدمها الشعب السعودي الى التكفيريين.
-العمود الفقري والقيادات العليا والمتوسطة في جميع التنظيمات التكفيرية الوهابية هم من السعوديين.

-اغلب الانتحاريين في جميع انحاء العالم هم من السعوديين ، و15 ارهابي من 19 ارهابي شاركوا في اعتدائات 11 سبتمبر هم ايضا من السعوديين.
- الخطاب الديني السعودي الرسمي هو ذات الخطاب الديني الرسمي للجماعات التكفيرية في العالم وعلى راسها 'داعش' ، ولا يوجد ادنى اختلاف بين الخطابين ، الا في مراعاة الخطاب الاول ل'ولاة الامر' من امراء ال سعود في بعض القضايا التطبيقية.

ان لجوء بعض امراء ال سعود الى جثة زمرة المنافقين الارهابية المتعفنة ، لن يتمخض عنه كائنا ابشع واكثر وحشية من 'داعش' ، الذي اخذ يترنح اليوم في العراق وسوريا بفضل ضربات محور المقاومة ، كما ان العالم اجمع ، وفي مقدمته الغرب ، بات يعرف وبشكل واضح وملموس ، وان محاولة تفجير قبر النبي (ص) لا تعفي السعودية من مسؤوليتها في صناعة 'داعش' ، فمن المعروف ان الارهاب التكفيري من الصعب السيطرة عليه حتى من قبل صانعيه ، كما حدث عندما شاركت السعودية في صناعة القاعدة مع امريكا في افغانستان ، وانقلبت عليهما فيما بعد ، ولكن من المؤكد ان لهذا الارهاب التكفيري اب وام وهما السعودية و 'اسرائيل' ، وان من المؤكد ايضا ان له 'دين' وهذا 'الدين' هو الوهابية ، ولا يمكن فصل السعودية عن الارهاب التكفيري الوهابي ، حتى لو اعتمر تركي الفيصل القلنسوة اليهودية او تعمد في نهر الاردن.

المصدر: ارنا

213