تنظيم "داعش" يعود بلباس تنظيم القاعدة!

تنظيم
الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

بعد الإنتصارات الكبيرة التي حققتها قواتنا العسكرية في الفلوجة، والفرحة الكبرى التي رُسمت على ملامح العراقيين، عادَ الإرهاب الداعشي مرةً أخرى ليفجر حقده ضد الأبرياء في الكرادة وبلد، وكأنهُ يعود مرةً أخرى إلى سياسة تنظيم القاعدة الإرهابي في المواجهة غير المباشرة معَ القوات الأمنية.

لقد حاولَ تنظيم "داعش" أن يؤثر في دول العالم، فقد إعتبر نفسهُ دولة قائمة بأركانها، فشكل الشرطة المحلية في المدن التي أحتلها، وأصدرَ التشريعات والعملة، معتقداً إنهُ أصبحَ واقع لا يتزحزح.

ومعَ أول أيام تشكيل الحشد الشعبي وفصائل المتطوعين، وعودة جاهزية قواتنا الأمنية والعسكرية، أثر الفتوى المقدسة للإمام السيستاني (دامَ ظلهُ الوارف)، بدأ التنظيم يفقد سيطرتهُ وحلمهُ سويةً، فقد تحررت أكثر من ثلثي المناطق التي يسيطر عليها.

إستراتيجية تنظيم داعش منذ تأسيسه، أعتمدت على المواجهة المباشرة مع الجيوش النظامية في سوريا والعراق وليبيا، ومعَ أفراد الشعوب ايضاً، إلا أنه وبعد إنكساره في العراق وسوريا، وجدَ في الرجوع إلى استهداف المدنيين بالمفخخات والأحزمة الناسفة أمرٌ لا بدَّ منه، فخسائره ثقيلة جداً، وأيامهُ باتت قليلة.

إن ما يحصل من تفجيرات في العراق، يؤكد لنا إن فكر الإرهاب واحد وإن تعددت التسميات، فالقاعدة كانت أضعف من مواجهة جيشنا وقواتنا المسلحة، وكذلك "داعش"، إلا إن الدعاية والإشاعة والدعم الإعلامي الدولي لعبَ لعبتهُ الكبيرة، قبلَ أن ينكشف زيفها، لنجد من "داعش" كيان ميت قائم على الجنس والمخدرات والتنويم العقلي والفتوى المظللة والأموال الحرام.

وفي صعيدٍ متصل، نجد إن المنظومة الأمنية في العراق لا تزال ضعيفة أمام صد الهجمات، فالمناصب لا تزال عِرضة للإجتهادات الشخصية، والفساد ينخر عقودها، ومحاسبة المتواطئين والفاسدين معدومة، ما جعلنا عِرضة لأي هجوم إرهابي تريده "داعش".

إن الحديث عن إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية، باتَ معقداً وشائكاً، فمنذ عام ٢٠٠٣ والمرجعية العليا تطالب بوقفة جدية من قبل الحكومة لإصلاح الملف الأمني، الذي بقيَّ عرضة للتجاذبات السياسية والإهمال الحكومي.

"داعش" لا تريد اليوم مواجهة مباشرة مع قواتنا في الموصل، لذلك تحاول جاهدةً أن تفتعل الأزمات في مناطق العراق الأمنة، ومنها إذكاء الفتنة الطائفية في إستهدافها لمرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي (عليهما السلام)، ولأجل تفويت الفرصة، على المعنيين في الحكومة أن يلتفتوا إلى إصلاح حقيقي وجذري للمنظومة الأمنية، وعدم الإستهانة بأرواح الأبرياء.

• مسیح حسن - شفقنا

208-4