منبج... مجازر اميركية تحت ظلال لافتة محاربة الارهاب+فيديو

الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠١٦ - ١٠:٤٠ بتوقيت غرينتش

(العالم) 19/07/2016 - مجزرةٌ مروعةٌ في قريةِ التوخار.. شمالي مدينةِ منبج بريف حلب.. سقطَ خلالها أكثرُ من مائةٍ وخمسينَ شهيدا.. في غاراتٍ للتحالفِ الأميركي على الأحياءِ السكنية.. حيثُ المدنيونَ الفارونَ من جحيمِ القصف.. وحيثُ الذريعةُ هي استهدافُ جماعةِ داعش.

الحصيلةُ كانت بالمئات شهداء وجرحى ومرشحة للارتفاع أكثر بسببِ تعرضِ العشراتِ لجروحٍ خطيرة.. ومحاولةِ انتشالِ العديدِ من العائلات.. تحت أنقاضِ القصفِ العشوائيِ للأبرياء.. في حينِ دُفن عشراتُ الشهداءِ في مقابرَ جماعية.. من قِبلِ أهالي القريةِ المفجوعين.

المجزرةُ سبقها يوم الإثنين.. سقوطُ أكثرَ من عشرينَ شهيدا.. ينتمون إلى عائلة سوريةٍ واحدة.. في قصفٍ من طيرانِ التحالفِ أيضًا.. لمنطقةٍ سكنيةٍ في حيِ الحَزَاوْنَة بمدينةِ منبج.. خلف إلى جانبهم عشراتُ الجرحى.. بعد انهيار مبنى بطوابقه فوق رؤوس ساكنيه.

طيرانُ التحالفِ غيرُ الآبهِ بسقوط المدنيين.. برر غاراتِهِ الجويةَ باستهدافِ جماعةِ داعش.. بالتزامنِ مع اشتباكاتٍ ومعاركَ عنيفة.. تخوضها ما تسمى بقواتِ سوريا الديموقراطية.. ضدَّ العناصرِ الإرهابيةِ التابعةِ للجماعة.. في مدينةِ منبج بريفِ حلب شمالي سوريا.

والمثيرُ للغرابةِ أن مجازرَ التحالفِ الأميركي.. تمرُّ في صمتٍ بعيدا عن أيِّ ضجيجٍ.. أو تغطياتٍ إعلاميةٍ تفضحُ جرائمه على الأرضِ السورية.. وكأن المدنيينَ القتلى بغاراتٍ أميركية.. ليسوا بشرا أبرياءَ تقتضي إبادتُهم.. إدانةً دوليةً وتغطيةً إعلاميةً كغيرِهم.

تلكَ حالُ مجازرِ الولاياتِ المتحدةِ وتحالفِها.. وعلى نحوٍ شبيهٍ بذاكَ التعتيمِ الإعلامي.. يرتكبُ المسلحونَ المقربون منها ومن بعضِ العرب.. ما هم مرتكبوهُ في حقِّ المدنيين الأبرياء في سوريا.. إذ يكتوي المدنيونَ بنيرانِ الطرفينِ على حدٍّ سَواء.

وبمجزرةِ قريةِ التوخار يُضافُ فصلٌ جديد.. إلى فصولِ مأساةِ سكانِ حلب وأريافِها.. حيثُ جرائم القصف الأميركي بذريعةِ داعش.. وحيثُ إرهابُ داعش بذريعةٍ أو شبهةٍ أو دونَهما.. وحيثُ قصفُ جماعاتٍ مسلحةٍ أخرى.. للمناطقِ السكنيةِ بمبرراتٍ وذرائعَ شتى.

وقبل تلك المجزرة المروعة في التوخار.. استشهد في مدينة حلب لوحدها.. حوالي ستمائةِ مدنيٍّ خلالَ ستةِ أشهرٍ.. بينهم ما يزيدُ عن الأربعمائةٍ وخمسةٍ وسبعين.. هم من النساءِ وَالوِلْدَانِ المستضعفين.. كما أُصيبَ أكثرُ من خمسةِ آلافِ مدني.

إحصائياتٌ أعلنتها الطبابةُ الشرعية في حلب.. رجحت فيها زيادةَ عددِ القتلى المدنيين.. نتيجةَ العديدِ من الحالاتِ الخطِرة بين المصابين.. كما أعلنت نفادَ الأكفانِ وأكياسِ حفظِ الجثث.. بسببِ ما تتعرضُ له مدينةُ حلب.. من قصفٍ يوميٍ منذ أسابيع.

5