الجزيرة والعربية تجمعهما سوريا وتفرقهما تركيا

الجزيرة والعربية تجمعهما سوريا وتفرقهما تركيا
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

لاشك ان الاعلام اصبح سلاحا فتاكا في ما يجري على الساحة العربية والعالمية في شتى المجالات. والمعروف ان قناتي الجزيرة القطرية والعربية السعودية هما الاكثر تمويلا في القنوات العربية السياسية.

وبحسب موقع "شام تايمز" فانه لا يخفى على احد بان القناتين لهما توجه واحد فيما يخص الازمة السورية حيث انهما فريق واحد يتسابقان في دعم المسلحين والهجوم على الرئيس الاسد والحكومة. لكن الانقلاب التركي فرق القناتين، فالعربية السعودية كانت مع الانقلاب وكانت تمني النفس بان ينجح ولكن جرت الامور كما لا تشتهي بينما الجزيرة القطرية كانت ضد الانقلاب مع اردوغان .

وكانت طريقة تغطية القنوات العربية للانقلاب الفاشل في تركيا قد تمايزت بين النقل الجاف والمتحيز والتمني، حيث وجد المشاهد نفسه منذ “العواجل” الأولى التي بثتها قناة “تي ار تي” عن سماع دوي اطلاق نار في مدينة اسطنبول، وفي محيط قصر أنقرة، وعن إغلاق قنطرة البوسفور وفقا لـ"راي اليوم" .

أمام تسارع الأحداث نشطت كل قناة شبكة مراسليها في تركيا، محاولة منها الحصول على السبق في البث، والتأكد من صحة ما أثارته قناة “تي ار تي”، هكذا، قامت “الجزيرة” القطرية بالإتصال بمراسلها في اسطنبول عامر لافي الذي ظهر في مراسلات متقطعة هاتفيا وهو يؤكد أن الأمور عادية في الطريق العام، وأمام الحاح المذيع تحرك مراسلها لافي في اتجاه ميدان تقسيم، واكد أن هناك مدرعات ولكن لا شيء يدل على وجود انقلاب، أما مراسلها المعتز بالله حسن فقد أكد سماع أزيز طائرات، ولكن لم يكن متأكدا أن الامر يتعلق بمحاولة انقلاب، القناة ركزت على عدم تضخيم خبر الانقلاب، وكانت تبث كل مرة خبر يقلل من أهمية التحرك العسكري .

قناة “العربية” السعودية بدورها كانت شيئا ما باردة في تغطيتها، للخبر، وغير مهتمة بمراسلها، بل كل ما فعلته هو نقل عواجل “تي ار تي” التي كانت تتسارع، واكتفى المذيع بقراءة العواجل دون البحث عن الأخبار.

وقد اثارت طريقة القناة في التغطية الكثير من النقد من طرف الجماهير العربية، مما دفع مديرها إلى الرد على المنتقدين، بأن القناة مهنية، واكتفت بنقل الخبر. كان رد تركي الدخيل أكثر برودة من تغطية قناته، وتفاعل مع من انتقد تغطية “القناة” بتغريدة عبر حسابه في تويتر قائلا: “العربية نقلت الأخبار كما وردت على القنوات التركية مثل كل القنوات”، مضيفا “لم نفرح بالانقلاب ولا فرحنا بفشله” وزاد “نحن قناة أخبار، الفرح والحزن ليس وظيفتنا!”.

غير أن هذا التبرير دفع القناة المنافسة “الجزيرة” القطرية إلى الرد عن تبرير “العربية” السعودية ، وقال ياسر أبو هلالة مدير القناة بدوره على حسابه في تويتر موجها كلامه إلى تركي الدخيل ولو لم يذكر إسمه قائلا “ليس صحيحا أن الإعلام لا يفرح ولا يحزن”، وأوضح أبو هلالة “هل تغطية جنازة الأميرة ديانا كتغطية عرسها؟” قبل أن يختم رده بالقول هل “استشهاد محمد الدرة كهروب بن علي؟”.

“الجزيرة” القطرية في تغطيتها كانت متحيزة إلى فرضية الفشل أكثر من نجاح الانقلاب، وقد ظهر ذلك عندما ظهرت الدبابات على شاشات “تي ار تي” في شوارع اسطنبول والجنود على متنها يتبادلون التحايا مع المواطنين، وقالت بأن المواطنين يرفضون وجود الدبابات، ونقلت كلمة أردوغان المباشرة مع مذيعة “سي ان ان” التركية، وارفقتها بمجموعة من العواجل في اسفل الشاشة، تقلل من حجم المنقلبين، من قبيل تكرار تعبير اردوغان “شرذمة قليلة من الجيش”.

109-2