تركيا والـ"بي كا كا' 32 عاما من الصراع

تركيا والـ
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦ - ١٢:٣١ بتوقيت غرينتش

بعد عام على استئناف المعارك، يخوض حزب العمال الكردستاني والقوات التركية مواجهات تتسم بمستوى غير مسبوق من العنف وتتسبب بالموت والدمار للمدنيين جنوب شرق البلاد.

مساء الثلاثاء، 19 يوليو/ تموز، قصفت طائرات "أف-16" التابعة للقوات الجوية التركية، مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، للمرة الأولى منذ محاولة الانقلاب.

وانهار وقف اطلاق النار الذي استمر أكثر من عامين بعد الاعتداء الانتحاري في سوروش في 20 يوليو/تموز 2015 والذي راح ضحيته 34 ناشطا مواليا للأكراد قرب سوريا، بالإضافة إلى مقتل اثنين من عناصر الشرطة التركية على يد مسلحين من حزب العمال الكردستاني، في 22 يوليو/ تموز.

هذه الحرب الأهلية التي أسفرت عن 40 ألف قتيل خلال 32 عاما في الجنوب الشرقي الذي تسكنه أكثرية كردية، تجري اليوم في موازاة الحرب في سورية.

واعتبر يوهانان بنهايم، طالب الدكتوراه في جامعة باريس 1 بانتيون سوربون، أن الطرفين كانا مستعدين لاستئناف النزاع، وهذا ما يفسر التصعيد الخطير.

فحزب العمال الكردستاني أعاد تشكيل قواته، وشعر بمزيد من القوة، جراء سيطرة الأكراد في سوريا على مناطق واسعة.

ولا تستطيع أنقرة، من جهتها، أن تبقى مكتوفة الأيدي، فيما تؤمن المكاسب العسكرية للأكراد السوريين على الجانب الآخر من الحدود، في آن واحد، السيطرة على أراض تمتد على مسافة 500 كم واعترافا دوليا بتغلبهم على تنظيم "داعش".

ومنذ عام واحد، قتل أكثر من 7000 مقاتل كردي و483 عنصرا من قوات الأمن بالإضافة إلى 338 مدنيا، وأرغم حوالي 355 ألف شخص على النزوح، كما تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش".

وانتقدت المنظمة حظر التجول المفروض منذ آب/ أغسطس 2015 في 22 مدينة أو حيا، ومنع تنقل الصحافيين والمحامين وجمعيات المجتمع المدني بالمنطقة.

ومقارنة مع الفترة الممتدة من 1984، بداية هجوم حزب العمال الكردستاني، وحتى 2013، ودعوة زعيمه المسجون عبدالله أوجالان إلى وقف اطلاق النار، تتسم المعارك الجديدة بمستوى غير مسبوق من العنف، وفق سنان أولغين، رئيس مركز "إيدام" للبحوث.

واتخذ النزاع أبعاد حرب حقيقية، فيما يتخلى حزب العمال الكردستاني عن استراتيجية القتال في أرياف الجنوب الشرقي وينقل مقاومته إلى المدن في مواجهته للجيش ودباباته وأسلحته الثقيلة.

تأسس حزب العمال الكردستاني "بي كاي كاي" (PKK) في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1978 بطريقة سرية على يد مجموعة من الطلاب الماركسيين غير المؤثرين في الساحة السياسية الكردية، بينهم عبد الله أوجلان الذي اختير رئيسا للحزب، لكن عدد عناصر الحزب تجاوز في التسعينيات عشرة آلاف مقاتل.

وكان من أهداف الحزب الجوهرية التي أعلن عنها في البداية، إنشاء دولة كردستان الكبرى المستقلة، واكتسبت زخما جديدا في أعقاب الانقلاب العسكري في العام 1980 في تركيا.

خمسة تواريخ

- 15 آب/ أغسطس 1984

تعتبر الحملة القاتلة من جانب حزب العمال الكردستاني ضد السلطات التركية بصفة عامة بداية مع هجمات في مدن أروه (محافظة سيرت) وسيمدينلي (محافظة هكاري) في 15 آب/ أغسطس 1984، والتي نفذها مقاتلون تلقوا تدريبات في مخيمات البقاع في لبنان.

وتم التخطيط للهجمات الأولى من قبل محسوم قرقماز، والذي يعد بطلا من قبل العديد من الأكراد منذ أن قتل في العام 1986.

- 19 يوليو/ تموز 1987

وزاد حزب العمال الكردستاني هجماته من عام  إلى آخر من خلال استهداف أفراد القوات الأمنية، بالمناطق السياحية وخصوصا من طرف مجموعة "حراس القرى" الميليشيا الكردية الموالية المتواجدة في أنقرة.

وفي 19 يوليو/ تموز 1987، صدر مرسوم بأنقرة أعلنت فيه حالة الطوارئ في كل المحافظات الكردية، وإعطاء صلاحيات واسعة لقوات الأمن، ومع ذلك استمر القتال.

ورفعت حالة الطوارئ بالكامل في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2002.

- 19 فبراير/ شباط 1999

وبعد أن أجبر على مغادرة سوريا في العام 1998، فر أوجلان إلى اليونان وإيطاليا، خوفا من تسليمه إلى السلطات التركية، ثم سافر إلى كينيا، قبل إلقاء القبض عليه من قبل المخابرات التركية، بمساعدة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومن ثم إعادته إلى تركيا للمحاكمة.

وبدأت محاكمته في جزيرة إيمرالي (شمال غرب)، في 31 مايو/أيار 1999، وقد حكم عليه بالإعدام، في 29 يونيو/حزيران، ولكن تم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة في العام 2002 عندما ألغت تركيا عقوبة الإعدام، بعد الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على إلغائها وانضمام أنقرة للقارة العجوز.

21  مارس/ آذار 2013

بمناسبة عيد النوروز، رأس السنة الكردية، أرسل أوجلان رسالة من زنزانته إلى أتباعه، معلنا من جانب واحد وقف إطلاق النار وأمر بانسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا.

وقال: "نحن في مرحلة حيث يجب أن تصمت الأسلحة"، وجاء ذلك في بيان بعد الكشف عن المحادثات بينه وبين المخابرات التركية.

تجدر الإشارة إلى أن رجب طيب أردوغان، عندما كان رئيسا للوزراء اعترف بوجود مناقشات بين الطرفين.

وقد تم احترام الهدنة بشكل عام لمدة عامين ونصف، علما بأن أوجلان بعث برسالة أخرى، في فبراير/ شباط 2015، داعيا حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح، إلا أن أردوغان شعر بأنه تم تهميشه في عملية المحادثات مما أغضبه.

20-22 يوليو/ تموز 2015

وإثر مقتل اثنين من ضباط الشرطة الأتراك في بلدة جيلان بينار، على الحدود السورية، في عملية تبناها حزب العمال الكردستاني، بعد يومين من مقتل أكثر من ثلاثين ناشطا مؤيدا للأكراد في هجوم انتحاري في بلدة مجاورة، بدأت دوامة من العنف، استأنفت إثرها الحركة الكردية الهجمات ضد قوات الأمن التركية التي تعاملت مع الأمر بعمليات واسعة النطاق.

ووفقا للأرقام الرسمية، فقد لقي 7078 عنصرا من مقاتلي حزب العمال الكردستاني حتفهم بالإضافة إلى 483 من أفراد قوات الأمن التركية.

المصدر: روسيا اليوم

106-3