مسلمو كشمير يسألون؛ هل هناكَ ضمير عالمي!

مسلمو كشمير يسألون؛ هل هناكَ ضمير عالمي!
الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١٦ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

أيامٌ طوال يعيشها مسلمو كشمير، الأقليم الهندي الذي يمثل محور المشكلة معَ باكستان، فمنذ إستقلال البلدين عن بعضهما، وهذا الأقليم يشكل عبئاً ثقيلاً على العلاقات بينَ البلدين، فنصفهُ يقع في الحدود الهندية والأخر في باكستان، لكن وحسب التقسيم الدولي، أصبحَ رسمياً تحت سيطرة الهند ذات الغالبية الهندوسية.

يعاني مسلمو كشمير لا سيما أتباع أهل البيت منهم، عدة إعتداءات مبرمجة، منذ سنواتٍ عديدة، يقوم بها في الغالب الجيش الهندي مصحوباً بجماعات هندوسية متشددة، ولإنهم أقلية هناك؛ فإن أعداد الشهداء والجرحى في كل مرة تتعدى المئات.
إن مشكلة كشمير ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى مئات السنين، ومعَ إنها محل إشكال دائم بينَ الهند وباكستان وأيضاً الصين، لكن لا توجد هناك حلول جذرية من قبل الأمم المتحدة لهذه المعضلة، ما أدى إلى إهمال هذا الأقليم الحيوي الذي يقع متوسطاً للدول الثلاث أعلاه.
عانت كشمير في سنوات الإحتلال البريطاني من حروب داخلية، وكانت شبه مركز لإنطلاق عمليات الفتنة بينَ المسلمين والهندوس، فقد عَمد البريطانيون إلى إستغلال موقعها الجغرافي، لتكون مصدراً للفتنة ما يحقق شعار بريطانيا "فرِّق تَسُد".
وبعد الإحتلال البريطاني؛ والإعتراف بسيادة دولتين مهمتين هما الهند وباكستان، بقی الإقليم معلقاً بينَ مشاكل البلدين، فهما وإن قضيا على كل مشاكل السيادة معَ بريطانيا، بقيا يواجهان أزمات سيادية فيما بينهما، وبقت كشمير دائماً محور هذه الأزمات.
لقد فشلت الجهود الأممية في حل أزمة كشمير، ورغم أنها ذات غالبية مسلمة، أصبحت الهند أكثر تحكماً في مصيرها، معَ إن الحكومة الهندية في الغالب، تعمل على إستهداف شعبها المسلم، غير راغبة في نشر الإستقرار في هذا الإقليم.
ويجري حالياً و منذ أيام عِدة، إستهداف عسكري يقوده الجيش الهندي، ضد مسلمي كشمير، أدى إلى قتل العشرات وجرح الألاف، في حادثة إبادة جماعية، لا يُعرف الغاية منها!
الأمم المتحدة وكعادتها صامتة، كذلك المنظمات الدولية التي تدعي رعايتها لحقوق الإنسان، وكأن كشمير أقليم منسي، أو خارج نطاق الكرة الأرضية، التي شبعت من الدماء والقتل.
وما يثير الدهشة؛ إن العلاقات الهندية - الإسلامية لاتزال في أوجها، ومعَ ذلك لا تطلب الدول الإسلامية وضع حل لما يجري من إنتهاكات بحق مسلمو كشمير، وكأن الأمر لا يعنيهم، وهذا ما يحدث وحدث سابقاً، في مواقفهم العرجاء أزاء ما يحدث في العراق، سوريا، بورما، وفلسطين.

* مسیح حسن - شفقنا

205