في تكرار لتجربتها بجنوب لبنان بعد الاجتياح..

"إسرائيل" تنشئ حزاماً أمنياً من النصرة على غرار جيش لحد!

الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١٦ - ٠٢:٥١ بتوقيت غرينتش

كشفت مجلة “مكور ريشون” الصهيونية، عن خطة جديدة يجرى التداول فيها في تل أبيب، وحظيت بموافقة مبدئية من المسؤولين الإسرائيليين، حول إقامة حزام أمني في جنوب سوريا، بصورة معدلة في الشكل، عن صورة الحزام الأمني السابق في جنوب لبنان.

وكشف موطي كاهانا رجل الأعمال الإسرائيلي ورئيس منظمة عماليا، للمجلة عن خطة شبيهة بالخطة الحالية للجنوب السوري، عمل على تنفيذها في منطقة مدينة ادلب في شمال سوريّا، وقال: بدأنا العمل في منطقة ادلب، وأرسلنا إلى هناك سلاحًا للمسلحين وإمدادات إنسانية، وكان التوجه والأمل في النتائج مبنيين أيضًا على إمكان التدخل الأميركيّ السريع للإطاحة الأسد.. لكن كلمّا مر الوقت كلما أجّلت إدارة اوباما خطوطها الحمراء إلى أنْ انتهت الإمدادات.. انتقلنا إلى جانب آخر، وسرنا سوية إلى جانب (تنظيم القاعدة في سوريا) جبهة النصرة.

 والكشف عن تنسيق مباشر مع المسلحين ومساعدة استخبارية، وحتى إمدادهم بالسلاح والذخائر، خارج إطار المساعدات الإنسانية والمعونة الطبية، يأتي محدودًا وغير مباشر.. وغنيٌ عن القول إنّه ما بين الإستراتيجية المعلنة والفعل العملي، اختلاف كبير.

وفي السياق عينه، تقرّ تل أبيب أنّها تقدم العلاج الطبي لجرحى للجماعات المسلحة في مستشفياتها، وتقر أنّ عدد الجرحى المعالجين لديها بالآلاف.. تقر أيضًا، أنّها تزودهم بالمساعدات الغذائية والبطانيات، كما ورد على لسان وزير الأمن السابق، موشيه يعلون.

وتقرّ أيضًا، بحسب التقارير المنشورة في الإعلام العبري، بوجود تنسيق أمني واستخباري مع الجهات المسلحة في سوريّا، ضمن تفاهم غير معلن لتحقيق المصالح المشتركة في وجه اعداء ها المشتركين، من الإضرار بالمصالح الإسرائيلية على طول الحدود.

واعلنت تل ابيب، أنّها راضية جدًا عن الواقع الحالي، وتحديدًا أداء المسلحين، ومن بينهم الجهات السلفية المسلحة، التي تؤكد أنّها لم تطلق طوال السنوات الماضية، أي رصاصة بالاتجاه الإسرائيلي.. مع ذلك، الأصوات الإسرائيلية، من خبراء ومختصين، وما يجري تداوله في الغرف المغلقة بينهم وصناع القرار، يفيد بوجود خطط متبلورة ومغايرة حول التدخل في سوريّا، لمواجهة التغير الممكن في الوضع القائم، أو استغلال لمتغيّرات فيه، تحقق أكثر المصالح الإسرائيلية.

رقعة المعركة أين ؟

مصادر خاصة تحدثت عن أن محور المعركة سيكون في مدينة البعث غربي القنيطرة باﻹضافة إلى رجم الصيد وحمريت وتل العلق بمنطقة مثلث الموت، وستعمل جبهة النصرة على مشاغلة وحدات الجيش السوري في كل من تل البزاق وتل قرين.

النصرة ستستعير تجربة الشمال!

الجديد في المعركة هو استلام النصرة لزمام القيادة وقد جهّزت خمس آليات مفخّخة، وأدخلت من فلسطين المحتلة أسلحة متطوّرة ومعدّات حديثة لصناعة الصواريخ الكبيرة، وكانت قد جربت إحداها وهو صاروخ "عمر" ذو التصميم اﻹسرائيلي، والتصنيع كان بتوقيع كتيبة الهندسة والصواريخ التابع لما يُسمّى بفرقة صلاح الدين.

واكد مصدر عسكري دخول ما يُقارب الـ 50 آلية إلى القنيطرة وتحديداً إلى بلدات الرويحينية والحميدية قادمة من درعا وهي مزوّدة براجمات كوريّة الصنع، باﻹضافة للمدفعية الثقيلة.

كما أشار المصدر إلى رصد بعض تمركزات العتاد عند الحدود مع فلسطين المحتلة وتحديداً عند الخندق وخلف الساتر التي قامت بإنشائه "إسرائيل" منذ مدّة قليلة داخل الحدود السورية بحدود 500 متر ضمن مناطق سيطرة المسلحين في بير عجم وارتفاع الساتر 3 أمتار.

الجيش وفوج الجولان

الرد حاضرالصحفي الناشط في القنيطرة جعفر ميا، قال: "كان لتكفيريي الجنوب تجارب مريرة مع الجيش السوري والدفاع الوطني المتمثل بفوج الجولان، إضافة للّجان المكلّفة بحماية بلدات حضر والمقروصة وحرفا، وتحديداً في الصيف الفائت عندما حاولت "إسرائيل" بواسطة مسلّحي القنيطرة حصار بلدة حضر ومهاجمة التّلال الحاكمة للقنيطرة، وكان الردّ قاسياً جداً لتثبت خطوط الجيش والقوى المؤازرة بعد هذه الهجمات، ما أتاح له الرصد الدقيق والجيّد لتحركات المسلحين مع اختراقهم أمنيّاً والتوصّل إلى معلومات كاملة حول استعداداتهم وتحضيراتهم لأي معركة مقبلة مع تميز العناصر المدافعة عن القنيطرة بالرمي المحترف للصواريخ المضادة للدروع وتحقيق إصابات دقيقة جداً، وتكبيد جبهة النصرة وحلفائها خسائر فادحة مع هزائم متكررة في كل معركة يطلقونها.. كان آخرها قبل أيام عندما حاول التكفيريون التقدّم باتجاه التلال الحاكمة التي يسيطر عليها الجيش بريف القنيطرة.

سيتفاجأ العدو الإسرائيلي ومسلّحيه بقدرة الصدّ الدفاعية لدى القوات العاملة في القنيطرة، وعليهم أن يتجهّزوا في حال وقوع المعركة لمعركة عكسيّة لن تصبّ في مصلحتهم أبداً.. هم جرّبوا قدرات قوات الجيش وأهالي القنيطرة المدافعين عن مدينتهم في الهجوم اﻷخير قبل أسبوع، ويعرفون تماماً طبيعة الرد.

دمشق الآن

3ـ106