ادلب تعاني نقصاً في عدد المسلحين

ادلب تعاني نقصاً في عدد المسلحين
الخميس ٠٤ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

ما ان تحركت جحافل الجيش السوري ومحور المقاومة لاحكام الطوق على الارهابيين شرقي حلب وقطع طرق امدادهم، حتى زحفت اعداد كبيرة من ارهابيي ادلب وريفها الى شرقي حلب لمناصرة جماعاتهم هناك، وقدرت نسبة الاخلاء او النقص، بحسب مصادر معنية، بنحو 30 في المئة.

وكان قادة الجماعات المسلحة وغرفة عمليات انطاليا في تركيا، يعولون على استقدام تعزيزات بشرية مسلحة عبر تركيا، لتأمين النقص عند الضرورة.
غضت غرفة علميات الجيش السوري والحلفاء النظر وافسحت المجال امام تدفق المسلحين الى شرق حلب.

حسابات الغرفة الدقيقة تقول ان احكام الحصار على المسلحين في شرق حلب سيحصل مهما كان عديدهم كبيرا، ومن يصبح منهم داخل الحصار يكون اضعف في المواجهة، وسيشكل نقصا في عديد الجبهة التي سيفتحها المسلحون لمحاولة فك الحصار عن شرقي حلب. وفعلا هذا الذي حصل. فرغم الهجمات الكثيرة التي تشنها الجماعات المسلحة من جهة ادلب جنوب حلب لفك الحصار، فهي لم تنجح حتى الان في تحقيق اختراق في الحصار ولو صغير.

حسابات غرفة الجيش والحلفاء كانت ادق، وساعد في دقتها، وقوع ما لم يكن في الحسبان، الانقلاب الفاشل ضد حكومة اردوغان التركية.

انشغلت تركيا بوضعها الداخلي ولا تزال، وتمكن الجيش ومحور المقاومة خلال فترة وجيزة جدا من اطباق الحصار على شرقي حلب، فحوصرت التعزيزات الكبيرة الاتية من ادلب (30 %)، ولم يأت البديل من تركيا.

فشلت الخطة الموضوعة لمواجهة الجيش السوري وحلفائه، في شرق حلب، واصيبت الجماعات الارهابية بنكسة كبيرة.

زاد من تفاقم هزيمة الجماعات الارهابية، الاتهامات التركية المبطنة للولايات المتحدة والسعودية والامارات بالوقوف وراء الانقلاب، والتوتر الذي ساد العلاقات بين الطرفين.

اقفلت تركيا حدودها خشية استغلالها من قبل الانقلابيين، وتأمينا للبيت الداخلي على حساب جماعاتها المسلحة في سوريا، لكنها ابقت على غرفة العمليات العسكرية في انطاليا التركية تعمل، لتأمين الدعم الاداري والخبراتي والاستخباري للمسلحين.

امام المأزق  الذي وقعت فيه الجماعات الارهابية المسلحة، وادارة الظهرالتركي ( ولو مؤقتا بانتظارالمستجد)، اطلقت واشنطن صراخها وجعا على جماعاتها الارهابية، واحتج وزير خارجيتها جون كيري لدى روسيا، مطالبا بعدم خرق الهدنة ووقف الضربات عمن تسميها ادارته، بـ"المعارضة المعتدلة".

القرار الروسي كان واضحا بان المتستهدف هما جماعتي داعش وجبهة النصرة سابقا فتح الشام(جفش) حاليا، المصنفتين دوليا ارهابيتين.

ولم يكن هدف الاحتجاج الامريكي، الا تأمين خط امداد للارهابيين لاستقدام تعزيزات بشرية وتسليحية من المناطق المجاورة، بذريعة "التهدئة" و"عدم خرق الهدنة".

امتعض الامريكي من عدم استجابة الروسي، واعطت خط سير جوي وزعمت انه آمن للطيران اللوجستي الروسي.. واوعزت بإسقاط المروحية اللوجستيه الروسية فوق مناطق "معارضة امريكا المعتدلة".

المروحية دورها لوجستي وليس حربي، وهي مروحية شحن، من طراز "أم.آي-8". كانت تقوم بمهام انسانية، واسقطت بصاروخ متطور اثناء عودتها إلى قاعدة حميميم في اللاذقية بعد إيصال مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب.

اما مكان اسقاطها، ففوق شمال شرقي سراقب بين حدود إدلب وحلب. وسقطت في المنطقة التي تسيطر عليها "معارضة واشنطن"، فمثل "المعتدلون" بجثث الطاقم وبينهم امرأة، وسحلوها على الطرقات وهي عارية ..

احست موسكو بانها خدعت مرة جديدة من الامريكي، ونقلت مصادر معنية، ان روسيا قررت، توسيع عملياتها الجوية ودعم الهجوم البري لتطهير حلب وادلب واريافها من الارهابيين. وتنفيذا للقرار اغار الطيران الروسي على ادلب عشرات المرات (الثلاثاء) مستهدفا مقار الجماعات المسلحة.

ومع المحاولات اليائسة للجماعات الارهابية، لاحداث خرق في الطوق المفروض على مسلحيها شرقي حلب، ونتيجة للعجز العددي الذي تعيشه ادلب، جراء انتقال نحو 30 بالمئة من قدرات المسلحين فيها الى شرق حلب ووقوعهم في الحصار، فان الاتي من الايام القليلة ينبئ، بان معركة  تحرير ادلب اصبحت وشيكة جدا، اذ ان الروسي سينتقم لاسقاط مروحية الشحن، وسيستغل الجيش السوري والمقاومة، ضعف الجماعات المسلحة فيها من ناحيتين، الاولى الانهيار المعنوي الناجم عن فشل هجمات فك الطوق، والثانية نقص المسلحين واقفال خطوط الحدود التركية، وقطع خطوط التعزيزات الممكن ان تأتي من الداخل، عبر استهدافها بالغارات الجوية.

وعندها تصبح الورقة الاقوى على طاولة المفاوضات المقررة اخر الشهر الجاري بيد روسيا وحلفائها، لا بيد الولايات المتحدة التي يعيش محورها حالة من التصدع بعد الانقلاب الفاشل في تركيا.

د. حكم امهز