تركيا... اردوغان يحتفل ويعد بمرحلة جديدة+فيديو

الأحد ٠٧ أغسطس ٢٠١٦ - ١١:١٧ بتوقيت غرينتش

(العالم) 07/08/2016 - على مقربةٍ من شاطئِ بحرِ مرمرة.. تلتقي الحشودُ الرافضةُ لمحاولةِ الانقلاب.. وقد قُدرتْ بأكثير من مليون مشارك بينهم الرئيسُ التركي.. رجب طيب أردوغان.. الذي دعا إلى هذا التجمعِ الشعبي.. لتوجيهِ رسالةٍ إلى الداخلِ وأخرى للخارج.

ليس حزبُ العدالةِ والتنمية وحدَه.. ممثَلاً في أردوغان ورئيسهِ للوزراء.. من يشاركُ في هذه التظاهرةِ الحاشدة.. بل تشاركُ أيضاً أحزابٌ علمانية وقومية.. كانت من أبرزِ المعترضين على محاولةِ الانقلاب.. دعماً للمسارِ الديموقراطي في تركيا.. ولكنْ تحتَ رايةِ العلم التركي دونَ غيرِه.

بهذه التظاهرةِ الأخيرة في إسطنبول.. وغيرِها من تظاهراتِ بقيةِ المدن التركية.. في الأسابيعِ الثلاثة الماضية.. تكونُ مرحلةُ الغضبِ الشعبي قد انتهت.. لتعودَ الحياةُ إلى طبيعتِها في تركيا.. كما أشار إلى ذلك الرئيس أردوغان.. لكنّ تداعياتِ الانقلابِ الفاشل باقية.

بعضٌ من خصومِ العدالة والتنمية.. يعتبرون ما يقومُ به أردوغان وحكومتُه.. شيئاً من الانقضاضِ على الديموقراطية ومظاهرِها.. بحملاتِ الاعتقالِ واستهدافِ وسائلِ الإعلام.. وفي الخارجِ خصومٌ آخرون غربيون.. لم يترددوا في انتقادِ سياسةِ الرئيس التركي..

سياسةٌ تتجهُ أكثرَ إلى التصادم.. مع الدولِ الأوروبية والولاياتِ المتحدة.. آخرُها تهديدُ وزيرِ الخارجية النمساوي.. بتعطيلِ توسيعِ نطاقِ المحادثاتِ مع تركيا.. بشأنِ انضمامِها للاتحادِ الأوروبي.. ما يهددُ اتفاقاً مهماً بشأنِ المهاجرين.. توصلتْ إليه بروكسل وأنقرة قبلَ أشهر.

الرئيسُ التركي رجب طيب أردوغان.. نددَ منذ البداية بالمواقفِ الغربية.. من عملياتِ التطهيرِ لعشراتِ الآلاف.. بل أيضاً من محاولةِ الانقلابِ ذاتِها.. وهددَ أيضاً بالتعاملِ مع واشنطن.. كطرفٍ معادٍ لتركيا.. ما لم تسلِّمْ المتهمَ الأول.. الداعيةَ المعارض فتح الله غولن.. المقيم في الولاياتِ المتحدة.

كما اتهمَ الرئيسُ التركي واشنطن.. بالوقوفِ إلى جانبِ المتآمرين.. ما يعني أنّ سياسةَ أنقرة الخارجية.. تتجهُ إلى إعادةِ التموقع في العلاقة مع الغرب.. بالوقوف في وجهِ الولايات المتحدة.. على الأقل من خلالِ تصريحاتِ أردوغان.. وفي حالْ امتنعتْ واشنطن أكثرَ.. عن تسليمِ الداعية غولن.   

محاولةُ الانقلاب قد تقلبُ الموازينَ إقليمياً.. في ظلِ حديثِ الرئيس التركي مؤخراً.. عن عزمهِ إقامةَ تحالفٍ تركي روسي إيراني.. وقد يكونُ موسَّعاً إلى دولٍ أخرى.. ما يثيرُ تساؤلاتٍ حولَ جديةِ هذا التحالف.. إنْ كان رغبةً فعلية أم مجردَ ابتزازٍ لواشنطن.. من أجلِ تسليم المعارض فتح الله غولن.

الحلقةُ الأكثرُ جدلاً ربما.. قد تكونُ الأزمةَ السورية والموقفَ الجديد.. إذ يتوقعُ البعضُ أنْ يتجهَ أردوغان.. نحوَ الحيادِ والحدِ من تدفقِ السلاح.. في حينْ يراهنُ آخرون على تغييرٍ جذري.. غيرَ أنّ ما يُقالُ حول تغيرِ السياسة التركية.. يبدو سابقاً لأوانهِ لاسيما حول سوريا. 

5