ليبيا... قوات غربية على الارض ونفي ورفض حكومي+فيديو

الجمعة ١٢ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٢:٠٢ بتوقيت غرينتش

(العالم) 11/08/2016 - بعد أكثر من شهرين على دخول سرت.. تقتربُ القوات الموالية لحكومة الوفاق.. من حسم معركتها ضد داعش.. لاسيما أنها سيطرت بشكل كامل.. على مجمع واغادوغو للمؤتمراتِ وسط المدينة.. إلى جانب مستشفى ومبانٍ جامعية.

تَقدمٌ لم يكن ليحصل إلا بشق الأنفس.. لولا الضرباتِ الأميركيةِ يؤكدُ المقاتلونَ الليبيون.. حيث بدأت الطائراتُ غاراتِها قبل عشرة أيام.. غير أن صحيفةَ الواشنطن بوست الأميركية.. قد كشفت قبل يومين أيضا.. عن إسناد مباشر قدمته وحداتٌ خاصة أميركية.

معلوماتٌ نقلتها الصحيفة عن مسؤولين أميركيين.. طلبوا عدم كشف أسمائهم.. وأشاروا إلى تنسيقِ الأميركيين مع جنودٍ بريطانيين.. لتحديد مواقع للضربات الجوية.. وتزويد شركائهم بالمعلومات الاستخبارية.. انطلاقا من مركز عمليات مشترك في أطراف المدينة.

على الأرض أيضا قواتٌ خاصةٌ من إيطاليا.. تقولُ أغلبُ صحفها الصادرة الخميس.. وتُقدِرُ بالعشرات عددَ الجنودِ الإيطاليين.. المتواجدين في ليبيا منذ نحو أسبوع.. في حين تؤكدُ صحيفة لاريبيبليكا أنهم خمسون.. وهو ما أحجمت حكومةُ ماتيو رانزي.. عن نفيه أو تأكيدِه رغمَ الضغوطِ المتزايدة.

عمليا لا دخانَ بلا نارٍ عن القواتِ الأجنبية.. نظريًا كانت حكومةُ السراج ولا تزال.. تُعلن رفضها نشرَ مثل تلك القوات.. حتى بعد ذاك الذي نشرته الواشنطن بوست.. إذ يقول فايز السراج تعليقا عليه.. إنه طالب فقط بضربات جوية أميركية.. على مواقع داعش في سرت.

مفارقةُ الوضعٍ الليبي على الأرض.. مع تصريحاتِ السراج المتكررة.. تؤكدُ إن صحت التقارير الإعلاميةُ الغربية.. أن الغرب ذاته يُمسكُ بزمام الأمور.. ولا بُدَ إذن لذاك الدعم العسكري من ثمن.. لا سيما أن حكومةَ الوفاق الليبية.. تحظى أيضا بدعمٍ سياسي غربي.

في ليبيا وعلى مياهها الإقليمية.. تكمنُ مصلحةٌ غربيةٌ وخصوصا إيطاليةٌ بريطانية.. هي عقودُ النفط والغاز المتوقعةُ لاحقًا.. من حكومةٍ يتوقفُ بقاؤُها بشكل كبير.. على ذاك الدعم السياسي الغربي أمميا.. كما يرى بعضٌ من خصومِ السراج داخليا.. لاسيما في شرق البلاد حيثُ الحكومةُ الموازية. 

ما تثيره أيضا التطوراتُ على الساحةِ الليبية.. هو تلك الفوضى الهدامةُ في البلد.. والتي تُتهم واشنطن بإثارتها.. أو الاستفادةِ منها على الأقل.. لتدريبِ مقاتلينَ وتزويدهم بالسلاح.. في معاقلِ الجماعات المسلحة الليبية.. والالتحاق من هناك بالجماعات المسلحة في سوريا.

ويكيليكس يُثَبِتُ تلك التهمة بشكل مباشر.. على وزيرة الخارجية الأميركية السابقة.. ومعها سفيرُها المقتولُ لاحقا في بنغازي.. إذ تشير وثائقُه إلى تورط هيلاري كلينتون.. في نشأة النصرة وداعش.. وهو الذي بات يكرره دونالد ترامب.. منافسها الجمهوري على الرئاسة الأميركية.   

5