خطاب السيسي الاخير وانقسام سياسي واسع حوله..ما هي القصة؟

خطاب السيسي الاخير وانقسام سياسي واسع حوله..ما هي القصة؟
الإثنين ١٥ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

تضاربت آراء عدد كبير من الخبراء في مجال السياسة، حول خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء افتتاح أكبر مجمع للبتروكيميائيات في الشرق الأوسط، أمس الأول السبت، والذي تضمن العديد من الرسائل الهامة داخل الدولة، واصفين إياها بـ»الجيدة»،فيما اعتبرها آخرون أنها بداية لفترة من المعاناة والتقشف ستعيشها مصر في الفترة المقبلة.

وحسب صحيفة القدس العربي فقد أشاد الإعلامي أحمد موسى، بخطاب السيسي، خلال برنامج «على مسؤوليتي»، عبر فضائية «صدى البلد»، مشيرا إلى أنه قطع الطريق على مروجي الشائعات الكاذبة.

وقال الإعلامي المصري، وائل الأبراشي، في برنامج «العاشرة مساء» الذي يقدمه على قناة «دريم» إن خطاب السيسي، وإعلانه عن خطة اقتصادية جديدة تشمل رفع الدعم عن عدد من الأمور التي تثقل كاهل الميزانية في البلاد يعتبر دعوة للمشاركة في مستقبل الأبناء والأحفاد. وقال: «إحنا كلنا في مركب واحد، ما تبص على ماذا سيدخل جيبك فقط، بص على ماذا سيدخل جيب ابنك في المستقبل وجيب حفيدك في المستقبل البعيد، وبالتالي هي دعوة إلى أن الناس جميعا يشاركون في ظل هذه الأوضاع، والمهم أن يكون التأثير محدودا وطفيفا فيما يتعلق بمحدودي الدخل».

وأكد سامي عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة القاهرة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أسامة كمال، على شاشة «القاهرة والناس»، أن خطاب الرئيس السيسي، تضمن 4 مصطلحات وهي: «المصارحة، التشارك، المواجهة، وعدم التأجيل والهروب».

فيما انتقد رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الوضع الاقتصادي لمصر في الفترة الحالية، خاصة تحميله سبب الأزمة الأقتصادية الحالية لحروب آخرها منذ 43 عاما. وكتب خالد دواد، عضو حزب الدستور والمتحدث السابق باسم الحزب: « مش معقول السيسي يقول حرب من 43 سنة استنفدت الاقتصاد. كده اليابان وألمانيا كانوا محتاجين قرن بعد الحرب العالمية التانية»، مضيفا: «الفساد وغياب المحاسبة سبب الانهيار».

وقال محمد المتولي: «السيسي بيقولك الحروب استنزفت القدرات الاقتصادية لمصر…أحب أفكره ان آخر حرب مصر خاضتها كانت وهو في الاعدادية». وكتب «حمدي»: «مراحل تطور خطاب السيسي: الإرهاب هو السبب.. الإعلام هو السبب.. الشعب هو السبب.. الحروب هي السبب.. م الآخر يعني، السبب هو أي حاجة و أي حد ما عدا أنا».

و فيما تساءل الصحافي ايهاب الزلاقي: «هو كده يُعتبر إن السيسي حمل هشام قنديل مسؤولية الوضع الاقتصادي الصعب؟»، وسخر باسم فتحي: «السيسي بيقول إن حروب السويس واليمن والاستنزاف و67 و 73 استنزفوا الاقتصاد وإنهم أحد أسباب الأزمة غريبة متكلمش عن حرب العثمانيين والمماليك».

وقال الصحافي محمد الجارحي تعليقًا على ما قاله السيسي: «خلاصة الكلام.. الإيكونومست حركت مياهاً راكدة سياسياً وصحافياً وأجبرت الجميع بمن فيهم السيسي للحديث عن الوضع الاقتصادي».

وحول اتخاذه قرارات صعبة، وأنه لن يتردد في اتخاذها غرد «الفرعون الكبير» قائلا : «عزيزي الرئيس السيسي، وريني فاتورة كهربا واحدة دفعها نادي للجيش او وصل ضريبة خاص بشركة تابعة للجيش و انا اقبل كلامك النهارده بصدر رحب».

كما كتب محمد حسن مستنكرا تصريحات الرئيس: «دعم الفقراء أخطر على اقتصاد مصر من الفساد.. من أقوال الرئيس عبد الفتاح السيسي». وفي سياق متصل، سأل سيد محمود: «الأخوة اللّي كانوا شايفين السيسي زي عبد الناصر يا ترى سمعوا خطاب النهاردة ولا لأ؟».

وغرد «سالم» مقتبسًا عبارة قالها الرئيس في وقت لاحق: «عزيزي عبد الفتاح السيسي، بخصوص عجز الموازنة و ان احنا كلنا مسؤوولين و كده…. من فضلك الموضوع ده يتقفل و ما يتفتحش تاني». واستنكر الناشط السياسي تقادم الخطيب، حديث السيسي عن تأثر الاقتصاد المصري بالحروب التي شهدتها مصر في الماضي.

وقال في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر «تويتر»: «ألمانيا واليابان دمرتا فب الحرب العالمية الثانية، ثم أعيد بناؤهما ليصبحا ثالث ورابع أقوى اقتصادين في العالم، ليرحل أنصاف المتعلمين عن حكم مصر».

وعلق الكاتب الصحافي أنور الهواري على خطاب السيسي، قائلا أنه يصب في اتجاه تحليل صحيفة الإيكونومست الذي انتشر قبل أيام وأثار غضب السلطات المصرية. وقال في تدوينة مقتضبة عقب الخطاب: «هذا الخطاب ـ غير الموفق ـ يصب في تحليل (الإيكونوميست )» حسب تعبيره.

ووصف وائل لطفي الكاتب الصحافي، خطاب السيسي، خلال حوار تلفزيوني في برنامج صباح ON، المذاع عبر فضائية ONTV، بـ «نوع من أنواع المعاناة»، نظرا للحالة الاقتصادية وارتفاع الأسعار. وأضاف أنه يتخيل أن يكون هناك حديث حول إجراءات للتقشف الحكومي لأقصى درجة. وتابع: «مصر ما زال بها الخير، البلد فيها فلوس».

وقال مصطفى عبد السلام، الخبير الاقتصادي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «بتوقيت مصر» المذاع على فضائية «التلفزيون العربي»، إن خطاب السيسي حمل رسائل هامة، أبرزها، بان هناك حالة من التقشف تعيشها البلاد الفترة المقبلة، منوهًا إلى أن هذه الفترة التقشفية سيترتب عليها ارتفاع في اسعار السلع مرة أخرى خاصة الكهرباء والمترو.

وأضاف أن من ضمن الرسائل التي تضمنها خطاب الرئيس السيسي، بأنه لم يخش ولم يتردد في اتخاذ أي قرارات، وأن الشروط والالتزامات التي قطعتها الحكومة على نفسها تجاه صندوق النقد الدولي لابد من تنفيذها ولا رجعة فيها.

وشدد الخبير الاقتصادي على أن الاقتصاد المصري في تراجع مستمر منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني، نظرًا لأعمال التخريب والعنف التي شهدتها البلاد خلال هذه الفترة، منوهًا إلى أنه يجب على الحكومة أن تبدأ بنفسها بترشيد الدين العام من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية.

والجدير بالذكر ان السيسي قال في خطابه إنه ملتزم بالمضي قدماً في الإصلاحات الضرورية لتحويل دفة الاقتصاد في البلاد، وخفض الدين العام، بعد أيام من اتفاق مصر على قرض بقيمة 12 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي يتم سداده على 3 سنوات.

وأضاف أنه لم يحدث إصلاح اقتصادي واضح منذ عام 1977، الذي تراجعت فيه الدولة بسبب رد فعل الناس، وظلت تؤجل هذا الإصلاح حتى الآن، في إشارة إلى الانتفاضة الشعبية في 18 و19 يناير 1977 بعد إعلان الرئيس الراحل أنور السادات رفع سعر الخبز.

وتابع: «الأمانة التي حملني الشعب إياها تجاه مصر لن يحاسبني الشعب فقط عليها ولكن الله سيحاسبني أولاً ثم التاريخ، وبالتالي كل القرارات الصعبة التي تردد كثيرون على مدى سنوات طويلة مضت في اتخاذها، والناس خافت أن تتخذها، لن أتردد ثانية في اتخاذها».

ولفت إلى أن قضيتي الإرهاب والفساد كانتا عاملين لإضعاف القدرة الاقتصادية، وأنه في خلال السنوات الأربع الماضية فقط أدت زيادة الرواتب نتيجة الضغوط في عامي 2011 و2012، الأمر الذي ساهم في ارتفاع الدين الداخلي من 800 مليار جنيه إلى 2.3 تريليون جنيه، أي 97٪ من الناتج المحلي، مشيراً إلى أن الثورات لها إيجابيات وسلبيات على مجتمعاتها، ففي أعقاب ثورة 25 يناير توقفت الاكتشافات في مجال البترول لمدة عام، كما تم تعيين 900 ألف شخص في القطاع الحكومي دون الحاجة إليهم نتيجة الضغط، مشيراً إلى زيادة رواتب الدولة من 90 مليار جنيه لـ220 مليار جنيه بعد ثورة 25 يناير ما يعني زيادة 150 مليار جنيه أعباء سنوية على الدولة.

وقال إن الواقع الاقتصادي في مصر تحدٍ ضخم جدا، لكن لم ينتبه أحد لذلك، وهذا يؤثر على كل قطاعات الدولة، سواء في التعليم أو الصحة أو البنية الأساسية والمشروعات التي توفر فرص عمل للمواطنين.

وأضاف أنه طالب هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، خلال فترة حكم الإخوان، بشرح الموقف الاقتصادي في مصر أمام المواطنين وعدم الصمت، لكنه لم يفعل، مشيراً إلى أن آخر محاولة لرفع سعر تذكرة مترو الأنفاق كانت منذ 12 سنة، رغم أن التكلفة الحقيقية أكثر من 10 جنيهات.

112-1