المغرب يُفلح في منع العرب من ملاحقة النووي الإسرائيلي!

المغرب يُفلح في منع العرب من ملاحقة النووي الإسرائيلي!
السبت ٢٠ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٥:٠٥ بتوقيت غرينتش

بصم المغرب على خُطوة واضحة في التطبيع مع "إسرائيل"، بعد أن تزعم السفير المغربي المعتمد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي المحمدي، الرئيس الحالي لمجموعة سفراء الدول العربية في الوكالة المعروفة بـ"IAEA"، اتخاذ قرار بعدم تحرك الدول العربية دوليا ضد البرنامج النووي الإسرائيلي.

ووفقا لما كشفت عنه صحيفة "هاآرتس" التي يوجد مقرها في تل أبيب، عبر وثائق قالت إنها سرية، فإن السفير المغربي المعتمد لدى الوكالة وجه رسالة، بتاريخ 24 يونيو الماضي، إلى المُدير العام لـ"IAEA" الياباني "يوكيا أمانو" يطلب فيها، باسم الدول العربية، إدراج ملف "قدرات إسرائيل النووية" ضمن أجندة المنتدى الدولية للوكالة الذي تحتضنه فيينا خلال الشهر القادم، لكن دون التصويت على الإشراف الدولي على منشآت "إسرائيل" النووية.

وتشير المعطيات ذاتها إلى أن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين إسرائيليين مقربين من الملف النووي الإسرائيلي، قالوا إن مراسلة السفير المغربي، ومعها مراسلات سابقة صادرة عن دول عربية، بقيادة مصر، وصلت إلى مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وممثلي الولايات المتحدة الأمريكية، تظهر تحولا في القرار العربي تجاه البرنامج النووي الإسرائيلي، وذلك خلافا للسنوات الماضية؛ حيث كشف الوثائق السرية أن العرب ليس لهم أي توجه لمناهضة أي قرار ضد الملف النووي لتل ابیب في القادم من الأيام.

المصدر ذاته نقل تصريحا لسفيرة "إسرائيل" المعتمدة لدى الوكالة الدولية، ميراف زفاري أوديز، التي أوردت أنها بعثت برسالة بتاريخ 26 يوليوز الماضي إلى "يوكيا أمانو" ترحب فيه باسم إسرائيل بالقرار العربي، فيما أكدت أن هذا الموقف العربي الجديد يعد خطوة إيجابية، وأنه قد يفسح الطريق أمام حوار إقليمي هادف في منطق الشرق الأوسط مستقبلا.

المتحدثة قالت إن طلب الدول العربية إدراج ملف "قدرات إسرائيل النووية" ضمن أجندة المنتدى الدولي القادم للوكالة، بالرغم من عدم التصويت على الإشراف الدولي على منشآت "إسرائيل" النووية، محاولة واضحة لتسييس النقاش دوليا، وإن تلك الأطراف تريد أن تظهر للمنتظم الدولي أنها تتبنى موقفا من النووي الإسرائيلي في الظاهر، رغم أنها لن تصوت في الخفاء.

وتتحدث التقارير الإسرائيلية عن كون الدور المصري كان حاضرا بقوة في تغيير الموقف العربي من السلاح النووي الإسرائيلي، خاصة بعد التقارب المثير الذي بصم عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في الآونة الأخيرة، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو؛ حيث ترى تلك التقارير أن أكبر ثمرة جنتها تل أبيب من هذا التقارب هي حصولها على دعم عربي تجاه برنامجها النووي وتأكدها من عدم تحرك المجموعة العربية دوليا لمحاصرته.
* هسبريس/ طارق بنهدا