انزعاج مصري من استمرار الانتقادات السعودية اثر مؤتمر غروزني

انزعاج مصري من استمرار الانتقادات السعودية اثر مؤتمر غروزني
الثلاثاء ١٣ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٦:١٧ بتوقيت غرينتش

أعربت وسائل إعلامية مصرية عن انزعاجها من استمرار انتقادات إعلامية سعودية ضد مصر تعقيبا على مؤتمر عقد في الشيشان مؤخرا حول تعريف "أهل السنة والجماعة"، الذي افتتحه شيخ الأزهر أحمد الطيب، وعقد في العاصمة غروزني، وانكر احتساب المبدأ الوهابي السعودي باعتباره جزءا من السلفية السنية، وذلك رغم تراجع الأزهر قبل عدة أيام عن بعض ما جاء في المؤتمر.

وكان إعلامي سعودي يعتقد انه مقرب من الحكومة قال ان تصريحات غاضبة منسوبة إلى محمد آل الشيخ أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب زعيم التيار الوهابي السعودي دعا فيها إلى التخلي عن دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمثل حالة رأي عام في السعودية.

ودعا الكاتب السعودي محمد آل الشيخ إلى ترك الرئيس السيسي "ليواجه مصيره". وقال آل الشيخ في تغريدات على تويتر إن "مشاركة شيخ الأزهر في مؤتمر غروزني الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع مصر، فوطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب".

كما انتقد المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، توصيات مؤتمر الشيشان.

وقال: إن "ما حدث في مؤتمر الشيشان من تقسيم لأهل السنة والجماعة تحت مسمى "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية"، مغالطات وتقسيم سيء ومحاولات لتشويه الإسلام وشق صف المسلمين".

وأضاف: إننا يجب أن نرد عليهم بالحكمة لا أن نمزق الجماعة، موضحا "لا يجب أن نقسم أهل السنة والجماعة بالأهواء، فابن باز – رحمه الله- كان يأخذ من كل فصيل صوابه ويرد على كل منهم خطأه، فرحمه الله قال: إن أهل السنة والجماعة، هم الذين يتمسكون بالحق واجتمعوا عليه".

وزاد أن "المتصوفة يعطون الكثير مما يعطونه أكثر للعبادة والزهد؛ ما جعل البعض منهم يصل إلى "السفه" ويقول إن الله في كل مكان حتى في جسم الإنسان".

ممنوع الرد على السعودية!

وقال إعلامي مصري إن ثمة تعليمات واضحة صدرت لوسائل الإعلام المصرية بعدم الرد على انتقادات أي إعلاميين سعوديين حرصا على مصلحة البلاد، والاكتفاء بالتذكير بتصريحات السفير السعودي في القاهرة التي اكد فيها ان آراء الإعلاميين المنتقدين لمصر لا تمثل موقف الحكومة السعودية".

وأضاف المصدر "لا شك ان القاهرة مستاءة من حملة التصريحات المستمرة ضدها رغم تراجع الأزهر الواضح عن بيان مؤتمر الشيشان، ولكن لن تعتذر طبعا عن المشاركة في المؤتمر، او حقيقة ان أهل السنة الحقيقيين يمثلهم الأزهر الشريف باعتباره المرجعية الساحقة للمسلمين في العالم، وليس أي طرف آخر".

يذكر ان المؤتمر شارك فيه وفد مصري رفيع برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، والشيخ شوقي علام مفتي مصر، وعلي جمعة المقرب للرئاسة، وأسامة الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية.
ولم يعلنوا أثناء المؤتمر معارضتهم وصف أهل السنة والجماعة بأنهم هم "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وهم أهل المذاهب الأربعة في الفقه وأهل التصوف"، في حين تجاهلوا إضافة "أهل الحديث".

وكان كتاب ونشطاء سعوديون قد شنوا هجوما عنيفا على المؤتمر لاستثنائه السلفية "الوهابية" من قائمة المشمولين بصفة أهل السنة، واعتبروه مؤامرة روسية عليهم.

وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر في تصريحات صحافية "ان تصريحات الأزهر وتراجعه وإلحاق السلفية الوهابية بأهل السنة والجماعة وخلع نعت أهل الحديث عليهم مخالف للحقيقة العلمية"، مضيفا: "الأمة المسلمة ارتضت تعريفا محددا له منذ 1300 عاما وقصرته على مجموع الأشاعرة والماتريدية، أما السلفية فهم دخلاء متطفلون على هذا المصطلح ولا يمتون إليه بأدنى صلة، فالسلفية الوهابية يريدون بتصرفاتهم احتكار أهل السنة والجماعة لأنفسهم فقط، فيحكمون على من عاداهم بالزيغ والفساد والبطلان ويخصون بالذات المذهب الأشعري الذي تنتمي إليه مشيخة الأزهر والإمام الأكبر".

المصدر: القدس العربي

108-4