السلطة تقمع عاشوراء البحرين بلا أفق للحل

السلطة تقمع عاشوراء البحرين بلا أفق للحل
الخميس ٠٦ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

أكثر من 60 انتهاكاً في غضون يومين منذ أن هل هلال شهر محرم الحرام على البحرين، القوات الأمنية ماضية في إجراءاتها التعسفية التي ما فتئت تصادر حرية الطائفة الشيعية في ممارسة شعائرها، ففي الدراز مُنع الخطباء من دخول القرية، واشتدَّ الحصار عليها، كما سجلت أكثر من حالة تحرّش في نقاط التفتيش المتمركزة على مداخل القرية.

وبحسب موقع "منامة بوست"، فان السلطة أعطت الضوء الأخضر في التمادي، فبعد أكثر من ثلاثة أشهر من نزع جنسية الشيخ عيسى قاسم، لم تُبق باقية لم تفعلها في سبيل دوس كرامة المواطن.

هذه الأيام حيث يحيي اتباع آل البيت (سلام الله عليهم) ذكرى مقتل الإمام الحسين وأولاده وأصحابه "عليهم السلام"، راحت السلطة تنزع الأعلام والرايات واليافطات المتعلقة بالمناسبة في عدد من القرى، كما حذرت المآتم من تطرق خطبائها للشأن السياسي، وبحسب مصدر قريب من الداخلية، فإن المخابرات قد انتشرت في المنامة بشكل مكثف لرصد تحركات "الائتلاف" وحركة "حقّ"، حيث اعتادا على نصب خيام لهم هناك والترويج لأفكارهم السياسية.

كل ذلك يحصل في الوقت الذي يشتد فيه الخناق على الراعية الكبرى للنظام الخليفي، ألا وهي السعودية، فقد أقر الكونغرس الأمريكي قانون "جاستا" الذي يسمح لضحايا الإرهاب برفع شكاواهم على الرياض، وبحسب عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة اليوم الإلكترونيّة، فإنّ شركات المحاماة الأمريكيّة قد شحذت سكاكينها لرفع دعاوى قضائيّة ضدّ السعوديّة طمعًا في الأرباح الهائلة التي ستجنيها جرّاء ذلك.

بهذا الاعتبار يعتقد مراقبون أنّ اشتداد القبضة الأمنيّة في البحرين لا أفق لحلّها، ذلك لأنّها جزءًا صميميًا من المعادلة الإقليميّة، وساحة مفتوحة للرد السعوديّ على خيباتها في الإقليم. الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى تصاعد مستوى "التمادي" الرسميّ تجاه الشعب.

من جهته يؤكّد شعب البحرين "عمليا" مدى صبره وصموده بوجه هذا الجنون اللا مسؤول، ويعتقد السياسيّون أنّ التراجع ثمنه أعلى من الصبر، لذلك فإنّ خيار البقاء على المقاومة السلميّة والمطالبة بالحقوق خيارا استراتيجيا، لا لبس في صحته، ولا شك في خطأ نقيضه.

ومع انفضاح الدور السعوديّ في دعمه للإرهاب، وضعف الشوكة الخليجيّة التي كانت ترتكز على قدرة السيولة النقديّة الهائلة، ومع تعرّض الرياض للنزيف النقدي -حسب تعبير الخبير الاقتصاديّ أحمد العبادي- فإنّ حالة التعب لدى الأنظمة الخليجيّة باتت ظاهرة على مُحيّا تلك الأنظمة، حيث أفاد تقرير جديد نشره معهد المحاسبين القانونين في إنجلتزا وويلز ICAEW) ) "أنّه في أعقاب تخفيض التصنيف الائتمانيّ للبحرين من قبل وكالة (ستاندرد آنذ بورز) في شهر فبراير/ شباط 2016 خفضت (موديز) من تصنيفها لدرجة واحدة مع نظرة سلبية"، كما يذكر الكاتب هاني الفردان في مقاله بصحيفة الوسط الأربعاء، ويرى الكاتب أنّ ما ينقذ البلاد من أزمتها الاقتصاديّة تقليل المصروفات وزيادة الإيرادات، لكن ما يجري على أرض الواقع أنّ زيادة وتيرة الإنفاق على الأجهزة الأمنيّة تزيد الأمر سوءا.

في التسعينات وحينما تعرّضت البحرين لهزّة اقتصاديّة -أقلّ بكثير ممّا يجري حاليا- قال المستشار الأمنيّ حينها إيان هندرسون -توفي في 13 أبريل/ نيسان 2013- إنّ الانتفاضة في البحرين هزت الكأس، وكان يعني أنها هزت النظام الحاكم.

103-2