هل ستعترف السعودية بفشل العدوان .. وكيف سيكون "اليمن الجديد"؟

الأحد ١٦ أكتوبر ٢٠١٦
٠٧:٥٦ بتوقيت غرينتش
هل ستعترف السعودية بفشل العدوان .. وكيف سيكون اعترف التحالف العربي الذي تقوده السعودية ويشن عدوانا على اليمن منذ عام ونصف العام، ان طائراته هي التي قصفت مجلس العزاء في صنعاء السبت الماضي، وادى الى مقتل 146 معزيا واصابة المئات، وقال ان هذا القصف نجم عن خطأين اساسيين:

الاول: تقديم الجيش اليمني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي معلومات مغلوطة عن وجود قيادات عسكرية في العزاء.

الثاني: ان هذه الغارات "الدرامية" تمت دون الحصول على الموافقة النهائية لقيادة التحالف، ودون اعتماد الاجراءات الاحترازية اللازمة.

هذان العذران اقبح من الذنب الاصلي، وتبريرات تدين التحالف وقيادته وعدوانه وادارته للحرب في اليمن، فكيف تقوم طائرات بقصف مجلس عزاء بالاساس، في خرق لكل الاعراف الاسلامية والاخلاقية، وحتى القبلية، حتى لو كان بين الحضور قيادات عسكرية؟ انه سقوط اخلاقي لا يمكن تبريره بأي اعذار استخبارية او اخطاء بشرية.

ثم كيف يقول بيان فريق التحقيق: ان هذه الغارات الدرامية تمت دون الموافقة النهائية لقيادة التحالف؟ فهل هذا يعني ان طائرات التحالف تقصف المدنيين، وترتكب المجازر دون اخذ اوامر صريحة من قيادتها؟ هل هي "حارة كل من ايده اللو"؟ وهل بهذه الطريقة تخاض الحروب وتدار؟

السفن الحربية الامريكية التي قصفت رادارات تابعة للتحالف "الحوثي الصالحي" بذريعة انها اطلقت صاروخين باتجاهها في البحر الاحمر، لم تفعل ذلك الا بعد الحصول على موافقة الرئيس الامريكي باراك اوباما شخصيا، فالحروب ليست لعبة، واتخاذ قرار خوضها يخضع لاجراءات وترتيبات بإشراف القيادة الاعلى في الدول، سياسيا وعسكريا.

انه التخبط في ابشع صوره واشكاله، وما حصل ان هذه الضربات الجوية لمجلس العزاء جاءت بناء على "تخمينات"، او "توقعات"، بأن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والسيد عبد الملك الحوثي، او من ينوب عنه من اشقائه، او كبار قادته، سيكونون على رأس المعزين، ولهذا صدرت الاوامر بالقصف وارتكاب هذه المجزرة بالتالي.

وحتى لو افترضنا ان الرئيس صالح وعبد الملك الحوثي كانا من بين المعزين، فهل من اخلاق العرب قصف مجلس عزاء، وقتل واصابة المئات من المعزين المدنيين الابرياء، بالاضافة الى ذوي الفقيد المفجوعين بمصابهم وفقدانهم لعزيز قومهم؟

ما هكذا تورد الابل، وما هكذا تدار الحروب، وليس هذه هي المجزرة الاولى، ومن المؤكد انها لن تكون الاخيرة، طالما ان هذا العدوان مستمر، وتسود قيادته الفوضى وانعدام الانضباط السياسي والعسكري معا.

هذا العدوان يجب ان يتوقف وتنسحب كل القوات السعودية والخليجية من اليمن فورا في اطار اتفاق وقف اطلاق نار غير مشروط، وتبدأ المفاوضات ليس من اجل حل سياسي فقط، وانما تقديم تعويضات عن كل الدمار الذي لحق باليمن، وضحايا جرائم الحرب التي ارتكبت على ارضه.

فاذا كان جيش الرئيس هادي هو الذي قدم المعلومات عن وجود قيادات عسكرية في مجلس العزاء، وحرض على قصفه، مثلما جاء في بيان التحالف، فإن هذا الجيش وقيادته لا يتمتعون بأي شرعية، ولا يجب ان يكون لهم اي دور في مرحلة ما بعد اتفاق وقف اطلاق النار، والعملية السياسية التي ستنطلق لاحقا لترتيب البيت اليمني، وتحقيق المصالحة الوطنية، ومثل هؤلاء ينطبق عليهم المثل الانكليزي المعروف "في ظل وجود هكذا حلفاء فمن يحتاج اعداء".

نجد لزاما علينا الاقرار بأن اعتراف فريق التحقيق بالذنب "فضيلة" تحسب له وللذين قرروا تشكيله، وظاهرة عربية تشكل سابقة حميدة، ولكننا في انتظار اعتراف اهم، يتلخص بأن الحرب التي فرخّت كل هذا الدمار وحمامات الدم قد فشلت في تحقيق اي من اهدافها، والحقت ضررا بالغا باصحابها والذين اطلقوا غارتها الاولى.

ننتظر اعتذارا واضحا، ولا لبس فيه او غموض، للشعب اليمني العربي الاصيل عن كل ما لحق به من دمار واضرار بشرية ومادية، مرفوقا باستعداد كامل للتعويض واعادة البناء.. وهذا في رأينا يعتبر الحد الادنى المطلوب، والكلمة النهاية تظل لهذا الشعب الشهم الشجاع الذي ينضح عزة وكرامة وشرفاٌ.
* عبد الباري عطوان ــ رأي اليوم
103-4

0% ...

آخرالاخبار

فزع في إسرائيل بعد الكشف عن اعداد الجنود الإسرائيليين المنتحرين


وزير الدفاع الايراني: الكيان الصهيوني تكبد اضرارا جسيمة في حرب الـ 12 يوما


عارف: سياسة ايران الخارجية تقوم على الشراكة مع دول الجوار والمنطقة


عراقجي يصل إلى العاصمة الآذربيجانية باكو


8 من منتسبي عصابات الاحتلال يسلمون أنفسهم لحماس بغزة


مناورة لجيش الاحتلال على الحدود مع لبنان.. الرسائل والتداعيات


الانفجارات لا تتوقف بغزة..استمرار العدوان وإصابة مدنيين


نتنياهو: لن أعتزل مقابل العفو!


العهد للقدس..مؤتمر عالمي يواجه الإبادة ويوحد إرادة الشعوب


تل أبيب تعيد الأسطوانة من جديد: نستعد لحرب مفاجئة