صور لم ترها من قبل عن البدو العرب عمرها 100 عام!

صور لم ترها من قبل عن البدو العرب عمرها 100 عام!
الخميس ٢٧ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠١:٥٩ بتوقيت غرينتش

تتواجد في مكتبة الكونغرس الاميركي صور للبدو العرب عمرها اكثر من مئة عام، تظهر اوضاعهم وحياتهم في ذلك الزمن.

وإذا كان البدو بتعريف المستشرق والمؤرخ البارون ماكس فون أوبنهايم هم "قبائل رحل ومربو جمال ينتقلون من موقع تتوافر فيه المراعي والمياه إلى آخر، حالما يتوقف الموقع الذي تركوه عن تقديم الكلأ والماء قطعانهم"، فإن الصور بتعريف الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز هي خلود الزمن، وهذا ما خلدته الصور التي تحتفظ بها مكتبة الكونغرس الأميركي أكبر مكتبة في العالم عن حياة البدو في مطلع القرن العشرين.

 

من هم البدو؟

البدو هم تلك الجماعات من البشر التي تعيش الترحال حياة ومنهجا، لكن الصور لا تحكي سوى قصة البدو الرحل الذين سكنوا الصحراء العربية والسورية منذ العصور القديمة. وتركوا آثارهم في الصحاري الشاسعة من الجزيرة العربية حتى شمال إفريقيا.

 

والبدوي كما وصفه عالم الأنثروبولجي الشهير البارون ماكس فون أوبنهايم في كتابه الشهير البدو أصولهم وأنسابهم وحكاياتهم المختلطة بين الأسطورة والتاريخ، هو ساكن الصحاري، التي لا تعني هنا صحاري الرمال فحسب، بل كذلك الصحاري الصخرية وصحاري السهوب صلبة الأرض غالبا، التي تغطيها خلال فصل الربيع الأعشاب والحشائش الزاهية.

أما الماء فلا يوجد إلا في مواقع متفرقة تبعد بعضها عن بعض في أغلب الأحيان ساعات، بل أياما. وهو سبب رحيلهم الدائم فإن توفر استقروا وإن نضب فإنهم يرحلون إلى ماء آخر.

 

وكان البدو بحسب أوبنهايم، يعيشون على شكل عشائر تنتقل في الصحراء بأسرها، "أي في تلك المساحات المنبسطة العملاقة داخل بلاد ما بين النهرين (العراق) وسوريا والجزيرة العربية، حيث توجد مواقع رعي صيفية وشتوية محددة. وقد شكل الترحال الدائم سببا في الاحتكاكات والصدامات الحربية والغزوات المتواصلة بين قبائل البدو.

 

وفضلا عن البدو الرحل يوجد عدد من القبائل على حدود السهوب الصحراوية، كانت في الماضي قبائل رحل، لكن قبائل أقوى منها أزاحتها شيئا فشيئا عن مراعيها، وأقلعت عن التجوال في الصحراء الشاسعة، وانتقلت إلى تربية الأغنام، وبدأت بممارسة أعمال زراعية على حافة الأراضي الزراعية.

 

البدو في الصور القديمة

هذه الصور تكشف لنا جوانب من حياة البدو في مطلع القرن العشرين. ففي بداية ذلك القرن، كانت هناك مساحات صحراوية بلا حكومات، وجدت بعض الدول فيها مغنما، فأجبرت البدو على الخروج منها، وتخلي الكثير منهم عن حياة الترحال التقليدية.

 

تاريخيا، كانت تلك القبائل شبه الرحالة يعيشون على تربية الماشية ورعي الماعز والإبل. وكان الجمل الذي يعتبره العرب سفينة الصحراء، "هبة من الله" لاستخداماته الحضارية والعملية المختلفة بين البدو. فقد كانت الجمال تستخدم أساسا كوسيلة من وسائل النقل، كما يمكن حلب ألبانها التي تعد جائزة كبرى في ظل ظروف الصحراء القاحلة، وأحيانا يأكل البدو لحومها أيضا.

وفي المناسبات الاحتفالية مثل الأعراس أو المناسبات الدينية، كان البدو ينظمون سباقات الجمال، كأحد الطقوس الاحتفالية. ولا تزال هذه السباقات تنظم في بلدان شبه الجزيرة العربية حتى الآن كطقس تراثي.

 

كان الشكل الفني الأكثر شعبية بين البدو هو فن الشعر، لذا اعتبر الشاعر في القبيلة من أكثر الأعضاء احتراما وموهبة في ذلك المجتمع البدائي. واستخدم الشعر أيضا كبديل للإعلام كوسيلة لنقل المعلومات والرقابة الاجتماعية.

 

اليوم، تخلى العديد من البدو تماما عن التقاليد القبلية واندمجوا في العالم الحديث. ومع ذلك، هناك مجموعة من البدو ظلوا أوفياء للتقاليد واحتفظوا بالثقافة البدوية مع الموسيقى التقليدية والرقص والشعر.

 

هؤلاء البدو "المتحضرون" ينظمون مهرجانات ثقافية، والتي يستخدمون فيها تقاليد البدو القديمة من قراءات الشعر إلى عروض السيف والرقصات، والعزف على الآلات الموسيقية التقليدية.

 

 

المصدر: هافينغتون بوست

108

تصنيف :