إستعدادا لمعركة الحسم..حلب تستقبل كتيبة المهام الصعبة

إستعدادا لمعركة الحسم..حلب تستقبل كتيبة المهام الصعبة
الأربعاء ٠٢ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٨:١٨ بتوقيت غرينتش

في تحليل لتطور الأحداث في مدينة حلب، بعد فشل جماعة فتح الشام والفصائل المتحالفة معها في فك الحصار المفروض عليها في شرق حلب، تراجعت حدة الإشتباكات التي شهدتها هذه المدينة خلال الأيام القليلة الماضية بعد إعلانها إطلاق "ملحمة حلب الكبرى".

وإنحسرت الإشتباكات عبر الجبهة الغربية والجنوبية الغربية من المدينة في محاور منيان وضاحية الأسد، فيما ساد الهدوء باقي جبهات المدينة بعد سلسلة من الهجمات عبر معظم المحاور الممتدة من الشمال إلى جنوب الجبهة الغربية من حلب، برغم كل هذه التطورات لم تُحرز جبهة فتح أيَ تقدّم، سواء على المحاور المذكورة أو على محو أكاديميّة الأسد العسكريّة التي تُمثل أحد أهم الأهداف على قائمة ملحمة حلب الكبرى.

وعلى صعيد متصل، أفشل الجيش السوري وحلفاؤه العملية التي أطلق عليها المسلحون "معركة كسر الحصار عن حلب - غزوة أبو عمر سراقب"، وكبدوهم خسائر بشرية ومادية فادحة على محاور الجبهة الغربية للمدينة، فضلاً عن تحقيق الجيش السوري تقدماً كبيراً في مختلف أحياء حلب، ما أجبر جيش الفتح إلى إصدار بيان النعي للعملية، وإنتهاء الجولة الأولى من المعركة، وحتى الآن، تدل جميع المؤشرات بأن المعارك المفتوحة على أبواب حلب لم تؤدّ إلى ثني الجيش السوري عن خططه وأهدافه، حيث نجح الجيش في تحرير مدرسة من قبضة تنظيم داعش، إضافة إلى معمل إسمنت المسلميّة وقرى فافين وتل شعير وكفر قارص وتل سوسين، وبذلك شهدت داعش وأخواتها تراجعاً كبيراً للمناطق التي كانت تحت سيطرتها بعد قطع جميع طرق الامداد لها، وتلقى التنظيم ضربة قوية بخسارته لطريق سريع بين مدينة الرقة والموصل، بذلك أصبح من الصعب على داعش ربط خطوط إمداده بين أكبر معقلين له في سورية والعراق.

هناك أنباء تؤكد وصول كتيبة إقتحام خضعت لدورة مهام خاصة بإقتحام خطوط المسلحين في مدينة حلب، كما أن قوات هذه الكتيبة مدربة على حرب الشوارع ومزودة بأحدث الأجهزة العسكرية، هذه الكتيبة التي أخذت كل ما يمكن من التدريبات العسكرية الخاصة لهذه المهام من خلال مختصين على مستوى عال، ستشارك خلال الأيام المقبلة في عملية تحرير حلب ضمن القوة المعدة لمثل هذه الأعمال للتعامل مع الحالات الصعبة في المعارك الدائرة مع المسلحين في الوقت الذي تحقق قوات الجيش السوري والمقاومة تقدماً في مختلف الجبهات، فيما تشهد صفوف المسلحين إنهيارات متسارعة، وفي الطرف الأخر أن الرئيس بوتين بصدد شن عملية عسكرية واسعة النطاق في أحياء حلب الشرقية، فتزايد القوات يؤشر إلى أن الكرملين أكثر اهتماماً في توجيه ضربة عسكرية لهذه الجماعات المدعومة من الغرب في سورية، كما أن حاملات الطائرات الروسية التي تتموضع في شرق المتوسط ستستخدم لتعزيز القوة النارية الروسية في حلب دعماً للجيش السوري في معركته ضد الإرهاب.

كما عقدت الحكومتين العراقية والسورية إتفاق ثنائي لتطهير الشريط الحدودي المشترك بين البلدين من داعش وأخواتها، فهذا الإتفاق بين البلدين هو رداً على تصريحات الرئيس أردوغان وتحريضه ضد قوات الحشد الشعبي، فتركيا لديها اطماع بربط الأجزاء الشمالية العراقية والسورية معاً لإنشاء منطقة عازلة لتعزيز قوتها واثبات سيطرتها أمام العالم، لكن هذا المشروع أُجهض بعد التعاون العسكري الكبير الذي حققته القوات الأمنية والحشد الشعبي والبيشمركة في نينوى، إضافة لتقدم الجيش السوري نحو الرقة وحلب.

أرادوا من داعش وأخواتها أن تحتل سورية، وأن تكون الأداة التي يتم من خلالها رسم خارطة المنطقة الجديدة، بما يعرف بـ" الشرق الأوسط الجديد"، فجندت لها أمريكا وحلفاؤها كل مقومات القتل، لإنجاحها فيما خُطِطَ لها، لكن الجيش االسوري بعد كل السنوات من حرب الوجود ما زال صامداً يضحي بأغلى ما عنده في سبيل وطنه وشعبه، ولا يزال مستمراً في مواجهة المؤامرة التي إستهدفت الوطن السوري والسعي إلى تمزيقه وتفتيته، ولو كان يريد أن يتنازل لما إنتظر كل هذا الوقت وقدم تضحيات كبيرة وعظيمة، لذلك فإن النصر على الإرهاب ودحره وإجتثاثه وإحباط مخططات داعميه باتت قريبة من المنال خاصة بعد أن إستطاع كسر المعايير المتعلقة بالتوازن، وإسقاط كل حسابات أمريكا والغرب بشأن سورية.

مجملاً.. إن شراسة المعركة الجارية في حلب، وزيادة إرتباك أمريكا وحلفاؤها تشير إلى أن الحرب اقتربت من جولتها الأخيرة، فالتحالف الأميركي الغربي وحلفاؤه حشدوا كل مرتزقتهم على جبهة حلب لتحقيق أي مكسب معنوي يوظفه على طاولات المفاوضات القادمة، لكن حلب بفضل جيشها دفنت أحلامهم وأعلن عن قرب حسم المعركة، وما هي إلا أيام، وسنرى العلم السوري يرفرف في وسطها، وبإختصار شديد يمكنني القول، إن لوحة الإنتصارات بدأ يرسمها الشعب السوري، وستكتمل قريباً في حلب ولن يعلو صوت إلا صوت سورية وستظل دائماً رغم أنف كل حاقد، فدمشق سيدة الموقف قد تمرض إلا إنها لن تموت.

خيام الزعبي/ شام تايمز

103-2