ماذا يعني توقيع تركيا صفقة صواريخ اس 400 مع روسيا؟!

ماذا يعني توقيع تركيا صفقة صواريخ اس 400 مع روسيا؟!
الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦ - ١٠:٣٨ بتوقيت غرينتش

هل تهدد تركيا الغرب باحتمال تطوير التنسيق العسكري مع روسيا إذا لم يستجب لأجندتها العسكرية؟ هذا ما يتضح من خلال رغبة تركيا اقتناء منظومة صواريخ اس 400 المتطورة رغم أنها عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي التي تصنف روسيا بالعدو ومصدر الخطر الأول. ومواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينتقد الغرب.

وبحسب "رأي اليوم" فان تركيا تتزود منذ انضمامها الى الحلف الأطلسي سنة 1952، بسلاح متطور من الولايات المتحدة، كما تقوم بتصنيع طائرات حربية بترخيص من البنتاغون.

وبنت تركيا استراتجيتها العسكرية على مواجهة المخاطر الداخلية كالحركات الكردية المسلحة، ومواجهة الخطر الخارجي وهي الدول المحيطة بها وعلى رأسها سوريا والعراق وإيران وكذلك اليونان رغم انتماء البلدين الى الحلف الأطلسي. أما الاستراتيجية الكبرى وهي مواجهة الاتحاد السوفياتي في الماضي وروسيا في الحاضر نظرا لعضوية أنقرة في هذا الحلف.

وتعتبر تركيا الثانية بعد كيان الاحتلال الاسرائيلي في الشرق الأوسط التي تتمتع بأسلحة أمريكية متطورة، فهي تستفيد من الدعم الأمريكي كما تستفيد من مخططات الحلف الأطلسي حتى أنها تحولت من ضمن القوى العسكرية العشر الأوائل في العالم.

ويعتبر حديث تركيا هذه الأيام عن احتمال اقتناء منظومة اس 400 الروسية مفاجأة عسكرية. الترسانة العسكرية التركي هي غربية، كما أن تركيا تعتبر روسيا عدوا رئيسيا، وهنا يحضر السؤال: كيف ستقتني منها إحدى المنظومات الدفاعية ضد الطيران الأكثر تطورا في العالم.

واس 400 هي منظومة دفاع جوي تتفوق على الباتريوت الأمريكي نظرا للمدى الذي تبلغ اوعتراضها الطائرات والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وتتميز بسهولة الاستعمال. وأعلنت عدد من الدول نيتها شراء هذه المنظومة، لكن روسيا، يعتقد أنها باعتها حتى الآن لدولتين، وهما الصين والجزائر.

وتعلن تركيا نيتها شراء اس 400 من روسيا، ولم تمانع موسكو حتى الآن، مما يعتبر من المفارقات في الصفقات العسكرية بين الدول نظرا لعضوية تركيا في الحلف الأطلسي الذي يعتبر روسيا عدوا رئيسيا. ويتساءل الخبراء: إذا حازت تركيا على هذه المنظومة فستكون موجهة ضد أي دولة؟ نظام الدفاع الجوي التركي قادر على مواجهة كل دول المنطقة باستثناء "إسرائيل" التي تمتلك صواريخ وطائرات متطورة.

وجاء طلب تركيا الى روسيا بعد زيارة الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان الى موسكو خلال أكتوبر الماضي، حيث بدأ بالتوجه الى الكرملين بعدما اعتقد في تورط الغرب في تأييد الانقلاب الذي تعرض له خلال يوليو/تموز الماضي.

كما تحاول موسكو استمالة تركيا لاقتناء بعض الأسلحة الروسية. ومن الضروري أن تترتب قرارات استراتيجية عن هذه الصفقة في حالة توقيعها، ومنطقيا خروج تركيا من الحلف الأطلسي، وهو أمر غير وارد في الوقت الراهن، أو إعادة تركيا النظر في علاقاتها بالغرب ومنها تجميد عضويتها في الحلف الأطلسي.

ومن ضمن الأمثلة، فقد حاولت فرنسا الانفتاح العسكري على روسيا رغم معارضة الولايات المتحدة، وباعتها سفينتين حربيتين وهما المسترال، ولكن بمجرد عودة شبح الحرب الباردة بسببب الملف الروسي، جمدت باريس الصفقة وباعت السفينتين لمصر، علما أن السفينتين لن يضيفا قوة للأسطول الروسي بل كانت الصفقة أقرب الى ما هو رمزي.

خلال الثلاث سنوات الأخيرة، جاء في تقارير لمعاهد استراتيجية غربية أن تركيا قد تغادر الحلف الأطلسي وقد تجمد مطلبها بالالتحاق بالاتحاد الأوروبي والتوجه الى دول البريكس وهي الصين وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند.

وبهذا، تعد صفقة اس 400 ذات دلالة كبيرة، إما أنها مناورة تركية للضغط على الغرب لتفهم مطالبها السياسية في الاتحاد الأوروبي وتخوفتها من احتمال ظهور دولة كردية، أو بداية تحول في القرار الاستراتيجي التركي.

103-4