الكرملين والدفاع الروسية يوضحون أسباب سقوط تدمر

الكرملين والدفاع الروسية يوضحون أسباب سقوط تدمر
الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٦:١٠ بتوقيت غرينتش

اعتبر الكرملين أن تكثيف هجمات "داعش"، بما في ذلك استيلاؤها على مدينة تدمر بريف حمص، جاء على خلفية انعدام التعاون العملي مع الدول الأخرى، وبالدرجة الأولى أمريكا، في محاربة الإرهاب.

العالم - العالم الإسلامي

وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول، إن التنسيق الفعلي للعمليات العسكرية والتعاون مع دول أخرى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، كان من شأنه أن يسمح لكافة الأطراف بالحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات. لكن واشنطن ترفض حتى إطلاق التعاون مع روسيا.

وأضاف أن هجوم "الدواعش" على تدمر يدل مرة أخرى على حجم الخطر الهائل الذي يمثله "داعش". وأكد أن روسيا ستواصل دعم الجيش السوري في محاربة الإرهاب.

كما أشار بيسكوف إلى "عملية دفع مجموعات كبيرة من الإرهابيين" على الخروج من العراق باتجاه سوريا، ما يتيح لهم إنشاء تشكيلات ومجموعات كبيرة نسبيا في أراضي هذا البلد والبدء بشن هجمات.

وعبر الناطق باسم الرئيس عن أمله في وضع حد لهجمات "الدواعش" في سوريا في أقرب وقت.

واستطرد قائلا: "تدمر مدينة سورية. والحديث يدور ليس عن فقدان روسيا لتدمر، بل علينا أن نطرح الأسئلة بالصيغة الصحيحة. ويمثل خطر فقدان تدمر ضربة تضر بالبشرية المتحضرة برمتها، التي باتت، بسبب انقسامها على خلفية خلافات، وبسبب تأثرها بمواقف مسيسة منحازة ومفاهيم لا تصب في إطلاق التعاون، تجلس مكتوفة اليدين، ولا تفعل شيئا في الواقع لمحاربة الإرهابيين الدوليين في تنظيم داعش".

الدفاع الروسية تربط سقوط تدمر بتعليق القتال في الرقة

من جهتها ربطت وزارة الدفاع الروسية هجوم تنظيم "داعش" على مدينة تدمر بريف حمص مع تعليق التحالف الدولي بقيادة واشنطن لعملياته في الرقة حتى الربيع المقبل.

وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحفي الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول، أن التنظيم هاجم المدينة من 3 محاور – من الشمال والشرق والجنوب، إذ شارك في الهجوم ما يربو على 5 آلاف مسلح.

وشدد كوناشينكوف على أنه لم يكن لمثل هذه المجموعة الكبيرة من قوات الإرهابيين وجود في محيط المدينة قبل يوم الخميس الماضي. وأوضح أن قرابة 4 آلاف إرهابي وبحوزتهم دبابات وعربات مصفحة وسيارات "جيب" مزودة برشاشات ثقيلة، انتقلوا بشكل سريع إلى ضواحي تدمر من ريفي دير الزور والرقة، مضيفا أنه سبق لهؤلاء أن خرجوا من الموصل العراقية إلى الأراضي السورية دون أن يواجهوا أي عوائق.

واستطرد قائلا: "من الواضح أن الدواعش تمركزوا في محيط تدمر كونهم واثقين من أن الأعمال القتالية في الرقة لن تستأنف".

وأضاف كوناشينكوف أن الإرهابيين شنوا على مدى يومين هجمات عدة على تدمر، فتمكن الجيش السوري من صد أول هجومين قويين بدعم القوات الجوية الفضائية الروسية. وأوضح في هذا الخصوص أن الطيران الروسي وجّه 64 ضربة إلى مواقع تمركز ومواقع قتالية  لـ "داعش" وإلى تعزيزات كانت متجهة للإرهابيين على تخوم المدينة. وأسفرت تلك الغارات عن تدمير 11 دبابة وعربة مصفحة، و31 سيارة مزودة برشاشات ثقيلة، والقضاء على زهاء 300 مسلح.

وبشأن تكتيك الإرهابيين، أوضح كوناشينكوف أنهم كانوا يستخدمون السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، والمدرعات والمدفعية الصاروخية التي بحوزتهم.

وأكد أن الإرهابيين تمكنوا من التوغل والتمركز على مشارف المدينة بعد هجوم مكثف، شاركت فيه، على أحد المحاور، سيارات مفخخة يقودها انتحاريون. وواصل الإرهابيون الهجوم رغم تكبدهم خسائر كبيرة.

وشدد كوناشينكوف على أن الطيران الروسي لم يوجه، ولا يوجه حاليا، أي ضربات إلى الأحياء السكنية في تدمر، مضيفا أن الإرهابيين استغلوا هذا الأمر وكثفوا هجماتهم.

وتابع قائلا: "في هذه الظروف، قامت القوات الحكومية السورية بإجلاء سكان تدمر، وانسحبت من المدينة، لتتمركز في مواقع على تخومها".

وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية أن السلطات السورية تتخذ حاليا كافة الإجراءات لتحرير المدينة في أقرب وقت.

واعتبر كوناشينكوف أن الهجوم الداعشي الجديد على تدمر، يؤكد مرة أخرى أنه لا يجوز إعطاء الإرهابيين أي متنفس، علما بأنهم يستخدمون كل فرصة من هذا القبيل لإعادة نشر قواتهم ولشن هجمات مفاجئة.

خبراء: استعادة تدمر قريبا

سقوط تدمر مجددا في أيدي الإرهابيين، جاء بعد مرور 8 أشهر على تحريرها خلال عمليات واسعة النطاق شنها الجيش السوري في ريف حمص. أما اللغز الرئيسي فيكمن في كيفية تسلل مثل هذا العدد الكبير من المسلحين إلى محيط المدينة بشكل مفاجئ لبدء الهجوم.

ويؤكد معظم الخبراء الروس أن استيلاء الإرهابيين على تدمر، نجاح مؤقت لهم، جاء في ظل انشغال القوت الأساسية للجيش السوري بالمعارك في حلب.

وقال الخبير العسكري الروسي ألكسندر بيرينجييف، إن أحد أسباب سقوط تدمر مجددا يعود إلى عجز الجيش السوري والقوت الجوية الروسية حتى الآن عن مواجهة تكتيك يستخدمه "داعش" لنقل أعداد كبيرة من عناصره إلى مكان ما، وهم متنكرون كجنود من الجيش السوري، أو سكان محليين، أو بدو.

بدوره قال إيغور كوروتشينكو، المحرر العام لمجلة "الدفاع الوطني": "أتوقع أن تتم في القريب العاجل إعادة انتشار قوات وآليات الجيش السوري استعدادا لعملية استعادة تدمر. ولا يجوز أن نتجاهل أن جزءا من الكميات الكبيرة من المعدات العسكرية والذخيرة، التي تركها الجيش السوري وراءه، وقعت في أيدي الإرهابيين. لكن نجاحهم التكتيكي الحالي يحمل طابعا مؤقتا".

ومن بين الأسباب وراء نجاح "الدواعش" في تدمر، أشار كوروتشينكو إلى عدم امتلاك هيئة الأركان السورية للمعلومات الاستطلاعية الضرورية حول خطط العدو والإحداثيات الدقيقة لمواقعه.

واستطرد قائلا: "في ظروف انعدام الدعم من جانب "حزب الله" في تدمر، لا يقدر الجيش الحكومي السوري، على العمل بنفس القدر من الفعالية التي رأيناها في حلب".

وتابع الخبير أن نحو 5 آلاف إرهابي تسللوا سرا من العراق إلى تدمر، كما أنه ربط سقوط المدينة مع تقاعس قوات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من قبل واشنطن، والتي تعمل في ريف الرقة، إذ سمح ذلك كله لـ"داعش" بالقيام بمناورة فعالة.

المصدر: روسيا اليوم

108-4