اوباما يستبعد "حربا تجارية" مع الصين

الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠١:٣٠ بتوقيت غرينتش

اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين انه مصمم على تطبيق الاتفاقات الدولية، مستبعدا قيام "حرب تجارية" مع الصين بالرغم من الخلاف التجاري الحاد القائم حاليا بين الدولتين.

وفي خطاب امام مسؤولي الاوساط المالية في نيويورك ثم في مقابلة مع محطة "بلومبرغ" التلفزيونية الاميركية، نفى اوباما ان يكون لديه اي دوافع حمائية وبرر قراره فرض رسوم جمركية اضافية على الاطارات المستوردة من الصين.

لكنه قال في المقابلة التلفزيونة "لسنا متجهين الى حرب تجارية. ثمة بالتأكيد توتر حول هذه المسألة، لكن رسالتي بسيطة جدا: ثمة قواعد ينبغي احترامها".

وحرصت ادارته في الوقت نفسه على ابداء ثقتها بان الخلاف القائم حاليا لن يؤثر على قمة الدول الصناعية والناشئة الكبرى العشرين (وبينها الصين) التي يستضيفها اوباما الاسبوع المقبل، ولا على التعاون بين واشنطن وبكين في مواجهة مخاطر البرنامج النووي الكوري الشمالي.

لكن قبل اقل من اسبوعين من قمة مجموعة العشرين، فرض اوباما الجمعة رسوما جمركية اضافية على الاطارات المستوردة من الصين بعدما سجلت هذه الواردات تزايدا مطردا في السنوات الاخيرة بشكل يخالف الاتفاقات الموقعة بحسب الادارة الاميركية.

ونددت الصين بهذا القرار معتبرة انه ينتهك التنظيمات الدولية، ورفعت شكوى بهذا الصدد الى منظمة التجارة العالمية.

ويقع هذا الخلاف في وقت يعول اوباما على تعاون الصين في مواجهة تحديات دولية كبرى مثل اصلاح النظام المالي العالمي ومكافحة الاحتباس الحراري.

وقال اوباما موضحا موقفه للتلفزيون انه اذا ما تم تجاهل الاتفاقات "واذا سجل عدد الاطارات المتدنية السعر ارتفاعا حادا في الولايات المتحدة، وان لم استخدم الادوات المنصوص عليها في اتفاقاتنا التجارية، فلن يكون لدي الكثير من المصداقية بين الاميركيين ولا في الكونغرس".

واوضح انه في هذه الحالة فسوف يقول له الكونغرس حين يطلب منه في المرة المقبلة ابرام اتفاق تجاري مع بلد ما ان "هذه الاتفاقات لا تتعدى قيمتها الورقة التي كتبت عليها". وتابع "اعتقد ان هذا امر يجدر بالحكومة الصينية تفهمه".

وكان اعلن قبل ذلك في خطاب مهم حول الاقتصاد القاه في قاعة مانهاتن هال التاريخية على مسافة بضعة مبان من وول ستريت امام عدد من كبار قادة المالية "اننا لا نتصرف بدافع الاستفزاز ولا لنشر حمائية ستنقلب ضدنا حتما، بل نفعل ذلك لان تطبيق الاتفاقات التجارية يندرج في اطار الحفاظ على نظام تجاري منفتح وحر".

من جهته سعى المتحدث باسمه روبرت غيبس لتهدئة المخاوف من ان ينعكس الخلاف على قمة مجموعة العشرين وعلى التعاون الصيني الاميركي في مواجهة مخاطر برنامج كوريا الشمالية النووي.

وقال متحدثا الى الصحافيين في الطائرة التي كانت تعيد اوباما من نيويورك بعد القاء كلمته "لا اعتقد ان خلافا كهذا .. قد يحمل دولا مثل الولايات المتحدة والصين على صرف اهتمامها عن مسائل عالمية بالغة الاهمية".

وشدد غيبس على مساهمة الصين خلال السنوات الاخيرة في الجهود الدولية من اجل نزع اسلحة كوريا الشمالية النووية وقال "اعتقد ان الجميع، وفي طليعتهم الصينيون، يدركون اهمية عدم ارتكاب اي خطأ في ما يتعلق بكوريا الشمالية .. اعتقد ان بعض ردود الفعل الاكثر تشددا على تحركات الكوريين الشماليين خلال السنوات الماضية صدرت عن الصينيين".

كذلك سعى غيبس الى التخفيف من وطأة الخلاف حول الاطارات الصينية، فاشار الى الخلافات التجارية القائمة بين الاميركيين والاوروبيين والتي لا تمنعهم من التعاون فيما بينهم.