أميركا تشجع عودة القاعدة في غير منطقة على حساب "داعش"

أميركا تشجع عودة القاعدة في غير منطقة على حساب
الخميس ١٢ يناير ٢٠١٧ - ٠٨:٥٥ بتوقيت غرينتش

عادت الى الواجهة السياسات الأميركية التقليدية في التلاعب على تناقضات الجماعات الإرهابية التكفيرية التي خلقتها اميركا وصنعتها بالتحالف مع السعودية منذ الحرب مع الاتحاد السوفياتي السابق في افغانستان،مرورا بالحروب العراقية وصولًا الى الحرب السورية على امتداد السنوات الخمس الماضية، ويبدو ان واشنطن التي طالما وجدت في التنظيمات السلفية التكفيرية حصان طروادة للتلاعب بالعالمين العربي والاسلامي والتأثير في مصيره ومستقبله، تستخدم حاليا هذه السياسة مع تنظيمي "القاعدة" و"داعش".

المنافسة الشديدة بين التنظيمين الإرهابين القاعدة وداعش، تأثرت بالهجوم الكبير الذي تتعرض له الأخيرة في كل من سوريا والعراق مسقط رأس التنظيم ما جعل القاعدة يتقدم على "داعش" في غير منطقة نفوذ في الشرق الاوسط وإفريقيا، هذا الكلام لمراجع فرنسية متابعة لملف تنظيم القاعدة.

المراجع الفرنسية قالت ان الاجهزة الامنية في كل من فرنسا وبريطانيا لاحظت تقدما لتنظيم القاعدة في اكثر من عشرة بلدان كان فيه تنظيم داعش ضعيفا او غائبا بشكل كامل، واضافت المراجع ان تقدمًا للقاعدة على حساب داعش رصد في كل من افغانستان وغرب باكستان، وفي الجزيرة العربية، في بنغلادش، وفي سوريا حيث تتقدم جبهة النصرة على داعش، كما رصدت الاجهزة الامنية الغربية ظهورا كبيرا للقاعدة في كل من الصومال ومصر ومالي وتونس وليبيا.

اميركا تدعم القاعدة

المراجع الفرنسية قالت ان تنظيم القاعدة لا يكتفي حاليا بالعودة بقوة محليا على حساب داعش في مناطق تواجده، ولكن لديه اهتمامات دولية، ويخطط قادة القاعدة لتنفيذ عمليات كبيرة في اوروبا بشكل تدريجي، وهذه خطة القاعدة لمواجهة  محاولات تنظيم داعش العمل على الساحات الدولية خصوصا في اوروبا.

الصراع بين التنظيمين ليس مرحليًا ولكنه بدأ منذ اكثر من اربع سنوات بعد انشاء تنظيم النصرة في بلاد الشام من رحم داعش، ولم يكن خطاب الظواهري قبل عدة ايام والذي شبه فيه ابو بكر البغدادي امير داعش بانه دموي كالحجاج بن يوسف الثقفي سوى قمة جبل الصراع بين الطرفين ، حيث يعتبر تنظيم القاعدة ان اضعاف داعش يقدم له خدمة كبيرة وكان الفرع السوري المعلن للقاعدة قبل  اعلان فك الارتباط الممثل بجبهة النصرة يتلقى دعما قطريا وسعوديا في السنوات الماضية من الحرب السورية.

في الحرب السورية، اختارت فرنسا فرانسوا هولاند ولوران فابيوس أصدقاءها من الجماعات الارهابية حيث تقصف الطائرات الفرنسية العاملة ضمن التحالف الدولي مواقع داعش، ولم تقصف ابدا مواقع جبهة النصرة، حسب المراجع التي تقول ان فرنسا كانت تأمل ان يدخل مسلحو النصرة الى دمشق ويسقطوا الرئيس بشار الاسد زارعين رايتهم، لكن أيًّا من هذا لم يحصل، وتضيف المراجع انهم في وزراة الخارجية الفرنسية يستعدون لتغيير السياسة الخارجية الفرنسية تجاه سوريا، واضافت ان موظفي الصف الثالث والرابع في الخارجية الفرنسية يصرحون بهذا الامر علنا، وكان لافتا ان احد الكوادر في الخارجية الفرنسية تحدث في احتفال اقامته السفارة القطرية في باريس بمناسبة العيد الوطني لدولة قطر عن تغيرات جذرية في سياسة باريس تجاه دمشق بعد انتهاء ولاية هولند، ونقل عن الموظف الفرنسي في الخارجية الفرنسية ان الحكم الفرنسي القادم لن يستمر في سياسة المواجهة مع روسيا في سوريا.

نضال حمادة - سوريا الان 

2-112