نتانياهو يهاجم مؤتمر باريس: "خدعة فلسطينية برعاية فرنسية"

نتانياهو يهاجم مؤتمر باريس:
الخميس ١٢ يناير ٢٠١٧ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

اعتبر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الخميس ان المؤتمر الدولي المقرر عقده في 15 كانون الثاني/ يناير في فرنسا لمحاولة احياء جهود التسوية المجمدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين هو "خدعة"، مؤكدا ان حكومته ترفض لعب اي دور فيه.

العالم - فلسطين

وقال نتانياهو خلال لقاء مع وزير الخارجية النروجي بورغ بريندي في القدس المحتلة: "هناك جهود تسعى الى تدمير فرص تحقيق السلام واحدها هو مؤتمر باريس"، مشيرا الى ان "هذا المؤتمر هو عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية تهدف إلى اعتماد مواقف اخرى معادية لاسرائيل".

واعتبر نتانياهو المؤتمر "من مخلفات الماضي، انه اللحظات الاخيرة من الماضي قبل حلول المستقبل".

وتعتزم فرنسا عقد مؤتمر في 15 كانون الثاني/ يناير المقبل بمشاركة 70 دولة في مسعى لاحياء جهود التسوية المتعثرة بين كيان الاحتلال والفلسطينيين.

وعارض الكيان الاسرائيلي بشدة عقد المؤتمر، داعيا الى اجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين.

وفي وقت سابق، كرر مسؤول اسرائيلي لم يشأ كشف هويته رفض قبول الدعوة الفرنسية التي وجهت الى نتانياهو ليحضر الى باريس ويبلغ بنتائج المؤتمر بعد انتهائه. ووجهت دعوة مماثلة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقبلها.

ويدعم الفلسطينيون بقوة المبادرة الفرنسية التي اطلقت مطلع 2016 ورفضها الاسرائيليون باعتبار ان الحل هو يجب ان يتم التفاوض بين الطرفين.

وجهود التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في نيسان/ ابريل 2014.

ولم يعقد اجتماع علني ذو اهمية بين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية في رام الله محمود عباس منذ عام 2010.

"حل الدولتين" في خطر

من جهته، اكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الخميس ان مؤتمر باريس "يشكل فرصة هامة للتأكيد على حل الدولتين وعدم شرعية الاستيطان، خاصة وأن المجتمع الدولي بأسره موجود في هذا المؤتمر بعد قرار مجلس الأمن الدولي الهام الذي أكد أيضا على حل الدولتين وعدم شرعية الاستيطان".

واضاف ابو ردينة تعقيبا على تصريحات نتانياهو "المطلوب من المجتمع الدولي هو التأكيد للحكومة الإسرائيلية أن رفضها لقرارات الشرعية الدولية لن يجلب سوى المزيد من القلاقل وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم".

وفي 23 كانون الاول/ ديسمبر اصدر مجلس الامن الدولي للمرة الاولى منذ 1979 قرارا يدين بناء المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد ان امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، وذلك بعد سنوات من التوتر بين حكومة نتانياهو وادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما.

ويتخوف الكيان الاسرائيلي من ان يؤدي المؤتمر الى اجراءات قد يتم اخذها الى مجلس الامن الدولي واقرارها قبل 20 من كانون الثاني/ يناير المقبل قبل تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة.

وكانت ادارة اوباما شعرت بالاحباط من استمرار الاستيطان الاسرائيلي في القدس والضفة الغربية المحتلتين.

والقدس في صلب النزاع بين الكيان الاسرائيلي والفلسطينيين. وقد احتل الكيان أجزاء من القدس وضمها عام 1967 ثم اعلن في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

ويعتبر المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير قانونية، سواء اقيمت بموافقة الحكومة الاسرائيلية ام لا، وانها تشكل عقبة كبيرة امام تحقيق التسوية.

ويعيش اليوم حوالى 430 الف مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربية وسط 2,6 مليون فلسطيني.

ويبدو موقف نتانياهو حول حل الدولتين غامضا تماما، ما دفع العديد من المعلقين الى التشكيك في مصداقيته. ويقول نتانياهو علنا انه يواصل دعم فكرة حل الدولتين الا انه قال ايضا ان حكومته المؤلفة من ائتلاف من احزاب دينية وقومية، هي اكثر حكومة داعمة للاستيطان في تاريخ كيان الاحتلال.

واقترح وزير كبير في الحكومة الاسرائيلية التراجع عن فكرة اقامة دولة فلسطينية بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية، داعيا بدل ذلك الى ضم اجزاء كبيرة من الضفة الغربية الى الكيان الاسرائيلي.

المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية

108-4