اسلام تايمز:قناة العربية أداة بيد آل سعود

الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠٠٩ - ١٢:١٨ بتوقيت غرينتش

منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران قامت المملكة العربية السعودية باتخاذ سياسة المواجهة والتصادم مع إيران. فطيلة فترة الحرب المفروضة على إيران سعت السعودية إلى دعم وحماية العراق في شتى المجالات، وأما حاليا فهي تقود حملة إعلامية واسعة ضد إيران، وما تقوم به قناة "العربية" اليوم ليس سوى نموذجا من سياسات السعودية في حملتها على إيران، بالتواطؤ مع الغرب والكيان الصهيوني وآخرين.

فالسعودية التي ليس لها القدرة على منافسة إيران سياسيا في المنطقة، تسعى إلى مواجهتها عن طريق قناة "العربية".
وفي هذا المجال، وبعد تعيين عبد الرحمن الراشد مديرا لقناة "العربية" مؤخرا، أصبح توجه هذه القناة أكثر حدة وعداوة مع إيران، وعبد الرحمن الراشد هذا كان سابقا رئيس تحرير جريدة "الشرق الأوسط"، وكان قد تابع تحصيله العلمي في أميركا، ما جعل ميوله وتوجهاته تجنح نحو الغرب، وهو حاليا يكتب في جريدة "الشرق الأوسط" مقالات عديدة مناهضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، تحت عنوان "شخصية حقوقية"، وتنشر هذه المقالات غالبا في صحف ونشريات غربية.

وحاليا تعمل "العربية" على خمسة محاور مختلفة في حملتها الإعلامية ضد إيران، ويمكن أن نختصر أهمها في خمسة محاور:

1- معارضتها لأنشطة إيران السلمية في المجال النووي:
تعتبر شبكة "العربية" القناة العربية الوحيدة التي تستخدم عبارة "الأزمة" عند عرضها لتقارير اخبارية متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وكذلك تطلق في هذا الخصوص عنوان" مواجهة المجتمع الدولي مع إيران"!

وتهدف العربية من خلال سلوكها هذا إلى خلق أجواء نفسية معادية للبرنامج النووي الإيراني السلمي، وفي هذا المجال تسعى من خلال سياسات بث الأخبار والتحاليل الخبرية لديها، إلى زرع أفكار في أذهان شعوب المنطقة، مفادها أن إيران في صدد إنتاج سلاح نووي، وبهذا الأسلوب نفسه تقوم وسائل الإعلام الصهيونية بإعادة بث هذه التقارير والتعليق عليها، وكأنها حقيقة واقعية!

2- الرعب من ايران:
بموازاة الدعاية المضادة للبرنامج النووي الإيراني السلمي، تقوم العربية باستمرار بالترويج لـ"مخطط إيراني مخيف"، والتحذير من خطر "المد الشيعي" وتشكيل "هلال شيعي" في المنطقة، وتعرض هذه القناة يوميا عشرات الأخبار والتحليلات حول "خطر انتشار التشيع"، وترسلها إلى الكثير من المواقع الالكترونية العربية والفارسية.

وتدفع هذه الفضائية أيضا إلى تأليب الشعوب والبلدان العربية ضد إيران، من خلال إتهام ايران بأنها تضمر العداوة لدول المنطقة والخليج الفارسي، وأنها تسعى للسيطرة عليها.

3- دعم الإعلام المعارض لإيران:
ومن جملة الخطوات المغرضة التي تتبعها قناة "العربية" الفضائية، إجراء مقابلات مع شخصيات مخالفة ومعارضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبث أشرطة فيديو حول العمليات الإرهابية التي تتعرض لها القوات العسكرية الإيرانية، والرهائن الإيرانيين الذين يستولي عليهم الإرهابيون.

وتنشط قناة "العربية" بالتنسيق مع شبكة "صوت أميركا VOA" في الترويج للأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء في محافظة سيستان وبلوشستان من قبل جماعة "جند الله"، المناوئة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي اعترف شقيق زعيمها مؤخرا بارتباط هذه الجماعة بفضائية "العربية"، حيث وضعت القناة كل إمكاناتها الإعلامية في خدمة هذه الجماعة الإرهابية.

4- اتهام إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة:
وتسعى قناة "العربية" أيضا في إبراز إيران كدولة تسعى للسيطرة على المنطقة، وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى كالعراق ولبنان وفلسطين، وفي سياسات هذه الدول.

5- بث الأكاذيب والفرقة فيما يتعلق بالانتخابات الإيرانية والحوادث التي تلتها:
ومن الموارد الأخرى التي تصدت لها شبكة "العربية" بالدعايات المعادية لإيران، ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا، حيث سعت إلى بث الشقاق والفتن بين الشعب الإيراني والنظام، والايحاء بوجود انشقاقات بين رموز النظام، وتصوير نظام الجمهورية الإسلامية وكأنه يتداعى، من خلال البرامج والتحليلات التي عرضتها أيضا على المواقع الفارسية، وقد رافقتها في هذه الحملة عدة قنوات اخرى كالـ" VOAوBCC وCNN".

والسؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هنا: ما هي دوافع قناة "العربية" لهذه الحملة المنظمة ضد إيران، والتي أطلق عليها بحق أمين عام حزب الله اسم "العبرية" ؟

وللإجابة على هذا التساؤل لا بد أولا من الإشارة إلى أن هذه القناة تابعة بشكل تام للسياسات السعودية، وبناء عليه فإن إيران القوية تعني بمنظار السعودية إفشال كل مخططاتها في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ولذلك فإن السعودية تسعى باستمرار إلى إضعاف موقع إيران في المنطقة والعالم الإسلامي، من خلال شن حرب نفسية وإعلامية ضدها.

ولهذا فمن الضروري للسعودية أن تسعى لإبراز الأحداث السياسية في إيران، من أجل التغطية على ما يجري من أحداث داخلها، ويلاحظ أن قتاة "العربية" تتجن