ترحيب اوروبي بتخلي اميركا عن الدرع الصاروخي

الجمعة ١٨ سبتمبر ٢٠٠٩ - ١٢:٠١ بتوقيت غرينتش

رحب العديد من القادة الاوروبيين الخميس بالتخلي عن المشروع الاميركي الحالي للدرع المضادة للصواريخ ورأوا في ذلك، على غرار المانيا، اشارة تقارب مع روسيا في حين تحاشت وارسو وبراغ ابداء انزعاجهما من هذا القرار.

وكانت المانيا، التي لم تنظر ابدا بعين الرضى الى مشروع الرئيس الاميركي جورج بوش بنشر صواريخ على مقربة من حدودها، من اكثر المتحمسين لقرار اوباما، حيث اعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن املها في التمكن من التغلب على الخلافات مع روسيا بعد صدور هذا القرار، وذلك لدى وصولها الى مقر اجتماع القادة الاوروبيين في بروكسل.

بدوره، اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الخميس في مؤتمر صحافي على هامش قمة لقادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل، دعمه الكامل لقرار الولايات المتحدة في التخلي عن مشروعها لنشر درع مضادة للصواريخ في اوروبا.

وقال براون ان منع انتشار الاسلحة (النووية) لا يزال اولوية بالغة الاهمية بالنسبة لبريطانيا، مضيفا ان هذا القرار يظهر ان هناك مزيدا من الثقة بين القوى النووية.

كما رحب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الخميس بقرار نظيره الاميركي باراك اوباما بشان التخلي عن مشروع الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا، معتبرا ان الظروف باتت مواتية لقيام تعاون ضد الخطر البالستي.

واكد مدفيديف استعداده لمواصلة الحوار، مضيفا ان اعلان واشنطن اليوم يدل على وجود ظروف مواتية على الارض للتعاون المشترك في مجال الانشطة المضادة للصواريخ.

وتصر روسيا على حل قضية الدرع الصاروخية لاتاحة التوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة على خفض ترسانتيهما النوويتين قبل انتهاء مفعول معاهدة ستارت في نهاية العام الحالي.

من جهة اخرى، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اندراي نسترينكو الخميس ابرام اي اتفاق سري مع واشنطن في مقابل تخلي الاخيرة عن مشروع الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا.

وقال المتحدث في مؤتمر صحافي ان بعض وسائل الاعلام ادعت اننا ابرمنا اتفاقا متعلقا بالدرع المضادة للصواريخ، لكن يمكنني القول ان هذا التصرف لا يتوافق مع سياستنا او مقاربتنا لحل اي مشكلة.

ويرى الاوروبيون ان التخلي عن مشروع الدرع يمكن ايضا ان يقنع الروس بابداء انفتاح اكبر على فكرة تشديد العقوبات على ايران، الامر الذي ترفضه حتى الان موسكو وبكين العضوتان الدائمتان في مجلس الامن الدولي.

من جانبهما، تجنبت بولندا وتشيكيا، اللتان كان من المقرر نشر عناصر من الدرع الاميركية على اراضيهما، توجيه اي انتقاد الى واشنطن.

وقال رئيس الوزراء التشيكي يان فيشر في بروكسل، ليس هناك اي سبب يدعو الى تغيير علاقتنا الممتازة المستوى مع الولايات المتحدة، مؤكدا ان تشيكيا والولايات المتحدة "حليفتان تربطهما شراكة متينة".

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك هذا القرار بانه قرار سيادي لرئيس الولايات المتحدة.