ومن العرب من يدافع عن عنصرية ترامب!!

ومن العرب من يدافع عن عنصرية ترامب!!
الأحد ٠٥ فبراير ٢٠١٧ - ١١:٣٧ بتوقيت غرينتش

المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ورئيس جمهورية فرنسا فرانسوا هولاند، والاتحاد الاوروبي بشكل عام، هم من اكثر حلفاء امريكا في العالم، وهم اعضاء في حلف الناتو، الذي يشكل "حزام امان" لاوروبا امام روسيا، هؤلاء جميعا نددوا بقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بمنع مواطني سبع دول عربية واسلامية من الدخول الى امريكا، واعتبروا القرار عنصريا ويتناقض مع حقوق الانسان.

العالم - مقالات

على الصعيد الشعبي، مازالت شوارع المدن الاوروبية تشهد تظاهرات واحتجاجات شبه يومية، منددة بالقرار العنصري لترامب ضد العرب والمسلمين، حتى وقع اكثر من مليون بريطاني على عريضة تدعو الى رفض استقبال ترامب في بريطانيا، كما قاطعت بعض المطاعم الاوروبية البضائع الامريكية.
في كندا كان وجه الاعتراض على قرار ترامب العنصري، عمليا، فقد دعا رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الى فتح ابواب بلاده للعرب والمسلمين الذين حوصروا في المطارات الامريكية بسبب قرار ترامب، كما نددت العديد من الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والحقوقية والسياسية الكندية بالقرار.
اما في امريكا، فمازالت التظاهرات والاحتجاجات تشعل شوارع المدن الامريكية، ولا يمر يوم الا ويتجمع الالاف من الامريكيين امام البيت الابيض وامام المراكز التجارية والعقارات التي يملكها ترامب احتجاجا على قرارته العنصرية، وقدم العشرات من موظفي وزارة الخارجية الامريكية استقالاتهم، احتجاجا على انتهاك ترامب للدستور الامريكي الرافض للتعامل مع الاخرين انطلاقا من خلفيات دينية وعرقية.
الملفت ان هؤلاء المحتجين، الاوروبيين والكنديين والامريكيين، احتجوا على قرار يزعم انه تم اقراره لمصلحتهم ولانقاذهم من "الارهاب الاسلامي"، لذلك لا ناقة لهم ولا جملا، من وراء هذه الاحتجاجات، ولكن المبادىء والقيم الانسانية هي التي دفعتهم لاتخاذ هذه المواقف من قرار عنصري يتناقض بالمرة مع هذه المبادىء والقيم.
الملفت اكثر، ان بعض العرب الذي يستهدفهم القرار العنصري مباشرة، انبروا وهم يشمرون عن سواعدهم للدفاع عن القرار الذي ازكمت عنصريته حتى انوف الغربيين والامريكيين، فخرج علينا وزراء في دول خليجية يبررون ويدافعون عن عنصرية ترامب، فقال وزير للنفط في دول خليجية كبرى، ان من حق ترامب ان يدافع عن شعبه امام الارهاب، فيما قال وزير خارجية دولة خليجية تشارك الدولة الاولى في حربها ضد الشعب اليمني الاعزل، ان قرار ترامب هو قرار سيادي امريكي، وان كل ما يقال عن استهدافه العرب والمسلمين غير صحيح، بل ذهب الى ابعد من هذا عندما حمل الدول السبع مسؤولية عنصرية ترامب!!، بقوله ان هذه الدول تواجه تحديات عليها تجاوزها !!.
لسنا هنا في وارد ان نناقش وزير الخارجية المذكور، ونذكره بالجهات والدول التي صدرت التكفيريين والارهابيين والاسلحة والمال الى هذه الدول، وتواطأت مع الامريكيين والناتو، وشرعنت كل ذلك بفتاوى معلبة، وزرعت الدمار في العراق وليبيا وسوريا واليمن وحتى السودان، لكننا سنكون مضطرين ان نقوله له كفى تبريرا لما لا يمكن تبريره حتى امريكيا واوروبيا وكنديا وقبل كل ذلك انسانيا، ويكفى اتخاذ مثل هذه المواقف التي تتقزم امامها مواقف نتنياهو ومواقف اليمين الامريكي المتصهين في امريكا من العرب والمسلمين.
من حقنا ايضا ومن حق كل عربي ومسلم  وحر في العالم، ان يصف كل من يدافع ويبرر قرار ترامب العنصري ضد العرب والمسلمين، من الغربيين والامريكيين، بالعنصري والحاقد شأنه شأن ترامب، وان يصف كل من يدافع ويبرر قرار ترامب العنصري، من العرب والمسلمين، انه...

* شفقنا