سيطرة الوافدين على الوظائف في السعودية

السبت ١٩ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

اطلقت مجموعة من الشباب السعودي عبر احد المواقع الالكترونية حملة للشكوى من سيطرة الوافدين على الوظائف والتمتع بامتيازات لا يحظى بها ابناء الموطن، الذين اصبحوا غرباء في بلدهم" وللمطالبة بعودة ملايين الوافدين الى اوطانهم، رافعين شعارات وصفت بـ"العنصرية" واشبه ما تكون بشعارات "النازيين الجدد".

و بحسب موقع سعودي ويف قد اتخذ منظمو حملة "السعودية للسعوديين ... فقط!" من "السعودية مكتفية ... ارجعوا الى بلادكم!" شعارا لهم.

الحملة تسعى الى "ارجاع الحقوق لاصحابها ورفع الظلم الواقع على المواطنين ومنع هدر الطاقات الشابة السعودية حيث يشكل الشباب 70 بالمئة من عدد السكان "24 مليون، من بينهم 8 ملايين اجنبي، حسب البنك الدولي" حيث يعاني اغلبهم من البطالة ويتعرض لحرب نفسيه من قبل اللوبي الاجنبي".

ويضيف المنظمون "يتم استقدام اجانب بتخصصات غير نادرة وعماله غير ماهرة للعمل بالسعودية وفي وظائف يستطيع اغلب المواطنين القيام بها ويتم منح هؤلاء الاجانب رواتب عاليه جدا مقارنة برواتب السعوديين ممن يحمل المؤهل نفسه!! مع امتيازات متعددة تشمل السكن والسيارة والتامين الصحي وبدل التعليم وتذاكر سفر ولكل عائلته بينما يحرم المواطن السعودي من هذه الامتيازات".

وتشدد المجموعة على ان "الحملة ليست عنصريه وتعلن ولائها لولاة امر هذا البلد وتتقيد بضوابط الشريعة الاسلامية (مذهب اهل السنة والجماعة) و تدعو للاصلاح ولا تدعو للافساد او زعزعة الامن. فهي حملة وطنية تسعى لمحاربة نفوذ الاجانب و محاربة الظلم ضد المواطن الذي يعاني من التمييز".

ومن اهم الاهداف التي تسعى المجموعة الى تحقيقها، المطالبة بتنفيذ قانون العمل السعودي الذي ينص على ان "العمل حق لاي مواطن و ان لا يتم استقدم اي عمالة اجنبية الا في التخصصات النادرة" وعلى ان الشركات والقطاعات الاهلية ملزمة بتدريب وتاهيل المواطنين للعمل".

كما تطالب المجموعة "بوضع حد ادنى لاجور السعوديين على ان لا يقل عن 1500 ريال"، و ان "يتم منح السعوديين الامتيازات التي يحصل عليها الاجانب من راتب عالي وسكن وسيارة وتامين صحي" و ان "يتم اغلاق اي جهة تقل نسبة السعوده فيها عن 50 بالمئة" وان "تقوم جهة مستقلة بالاشراف على ضبط العدد الفعلي للعاطلين في السعودية".

ويحتوي الموقع على عدة اقسام، من ضمنها قسم يحتوي على مجموعة من التقارير والمقالات التي تكتب في الصحف المحلية والعالمية عن البطالة في السعودية.

ومن بين التقارير، الاحصاء السنوي الاخير للمؤسسة العامة للتقاعد (2008) الذي يقول ان "14 الف سعودي يعملون في دول الخليج ... اغلبهم في الكويت".

ومن بين المقالات، مقال يتحدث عن عدد من خريجي الجامعات والكليات والمعاهد، عاطلين عن العمل، يهاجمون وزير العمل، الدكتور غازي القصيبي، والتي اورد فيها بان معدل نسبة البطالة في المملكة تقلص من بالمئة11.2 الى بالمئة 9.8 "، واصفين هذه الاحصائيات بانها "كاذبة ومجرد ذر للرماد في العيون"، و متهمين الوزير "باستخدام الوسائل الاعلامية للتغلب على قصور اداء وزارته".

ويحتوي الموقع كذلك على قسم خاص بجرائم العمالة الوافدة، نالت فيه الجالية البنغالية نصيب الاسد، وهناك سرد لعينات من الجرائم ابطالها افراد من الجالية البنغالية، منقولة من الصحافة المحلية التي لا تكاد تخلو يوما من " الحوادث البشعة" والتي "تثير وتغضب المجتمع السعودي".

فهذا "بنغالي يغتصب جثة امراة بعد نبش قبرها " واخر" يمارس الجنس مع فتاة مقطوعة الراس ويقوم بتصويرها باوضاع تدعو للاشمئزاز والغثيان".

وهؤلاء "خمسة اسيويين من الجالية البنغالية يقدمون على هتك عرض فتاة في منطقة غير ماهولة بالسكان (...) و يقومون بتصويرها بكاميرا جوال ووضع الصور على الانترنت".

و"بنغالي يوزع المخدرات والمسكرات على المنازل حسب الطلب"، و اخر "يهرب الخادمات من المنازل ويفتح بيت الدعارة لابناء جلدته"، و"ستة عشر بنغاليا يشاركون في قتل مصري، حارس مستودع للكابلات النحاسية اغرت الجناة بقتل ضحيتهم" ... والقائمة تطول.

احد المواقع الالكترونية نشر "ملفا خاصا عن جرائم البنغال"، قائلا ان "بعض افراد الجالية البنغالية، الذين يسعون الى الفساد من غير رادع، اصبحوا يهددون امن المجتمع وقيمه".

وذهب احد المعلقين الى القول بان "المشكلة تكمن في ان البنغال يحملون جينات خبيثة".

غير ان الحملة اثارت ردود فعل عنيفة في عدة صحف ومواقع الكترونية.

ومن ابرز الانتقادات ما جاء في مقال في صحيفة "الحياة" لزياد بن عبد الله الدريس الذي بين ان "هذه الحملة تنطلق باهداف نبيلة (...) ولكن بشعارات عنصرية اشبه ما تكون بشعارات النازيين الجدد"، متسائلا: "هل يعقل ان تظهر شعارات نازية في بلاد الحرمين.. الرحم الحنون؟".

وينتهي الكاتب الى القول "ازيلوا هذا الشعار العنصري (السعودية للسعوديين فقط) من حملتكم، واجعلوا شعارها: السعودية للاكفاء فقط .. الاكفاء من السعوديين وغير السعودي