قرارا ترامب بحق العرب والمسلمين: أين ذهبت ريحكم؟!

قرارا ترامب بحق العرب والمسلمين: أين ذهبت ريحكم؟!
الأربعاء ٠٨ فبراير ٢٠١٧ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

جاء ترامب وصار الحاكم بأمر البيت الابيض بلا منازع ؛ وبطبيعة الحال صار امره نافذا على كل رعاياه وجواريه لاسيما جارياته من الانظمة العربية التابعة له والمؤتمرة بأمره والتي لا تعرف في خططها واستراتيجياتها شيئا الا خطة واحدة واستراتيجية واحدة هي ان امريكا عبارة عن قدر مقدور بالنسبة لهم!! فهم دائما مع امريكا ولو اخذتهم الى الجحيم؛ تماما كما فعل صدام حسين الذي بقي مع امريكا الى اخر لحظة حتى عندما قام احد الاميركيين بتفلية شعره!! وبقي معهم مع انهم هم الذين حاربوه وامسكوا به وقدموه لحبل المشنقة، ولم يترك المراهنة عليهم لاخر لحظة!!؟.

العالم - مقالات

وهكذا هي الانظمة العربية التي هي عند السيد الاميركي بمثابة الجواري !! فهم قد ربطوا مساراتهم ومصائرهم بأيدي هذا السيد الامريكي الذي يدير شؤونهم كما شاء وانى شاء !!.
والان قام الرئيس الامريكي بخطوتين بارزتين:

الخطوة الاولى : نقل السفارة الامريكية الى القدس . اي ان امريكا وبكل صراحة تقول بان القدس هي عاصمة يهودية رسمية .

الخطوة الثانية : حظر استقبال رعايا سبع دول عربية واسلامية ، في خطوة اعتبرتها ادارة ترامب وقائية !! .

اما الخطوة الاولى اعني نقل السفارة الى القدس ، فهي خطوة مفصلية هي بمثابة الضربة القاصمة لكل تفاوض بالنسبة للمفاوضين الذين يقبلون بمبدأ السلام مع "اسرائيل" ، فهذه ضربة قوية لهم ولمشروعهم التخاذلي ؛ فنقل السفارة الاميركية الى القدس يعني القول لكل العالم : ان النقاش بنهائية كون القدس عاصمة لاسرائيل صارت خلفنا ووراء ظهورنا، فمن الان وصاعدا على كل من يتفاوض مع "اسرائيل" بمنطق السلام (المزعوم) ان لا يبحث في موضوع القدس لان هذا الموضوع لم يعد على الطاولة!!.

واما بخصوص الخطوة الثانية اعني حظر السفر الى امريكا لرعايا سبع دول ؛ فهذه الخطوة ان دلت على شيء فإنما تدل فيما تدل عليه ان الشعوب العربية والاسلامية هم مصدر الخطر الداهم بنظر الادارة الاميركية !! ولهذا اعتبرت ادارة ترامب ان هذه الخطوة وقائية !!.

فالمجاميع التكفيرية هي مصدر الوباء والقتل والجريمة بالنسبة للامريكي ، ويلزم منع وصولهم الى امريكا حتى لو ادى هذا المنع الى حظر دخول كل الابرياء من البلاد التي ينتمي اليها اهل التكفير هؤلاء ، من باب ان الملايين اذا منعناهم فلا شك ان العشرات بينهم !! ولكن في الوقت نفسه فانه بالنسبة لامريكا يلزم بقاء هذه المجاميع التكفيرية في بلادنا ، ويلزم دعمهم ، ويلزم الدفاع عنهم في المحافل الدولية !! لماذا ؟؟!! لان كل الدم العربي وكل الدم المسلم رخيص عند امريكا !! .

وبطبيعة الحال فإن هذا الحظر من قبل امريكا لرعايا الدول السبع له دلالات اخرى منها ان هؤلاء ليسوا من الدرجة التي ترقى الى درجة الامريكي !! اي ان العصبية العرقية حاضرة هنا !! والغريب ان القرار لم يشمل السعودية ودول الخليج الفارسي المنصاعة لها ، مع ان اغلب الذين ينفذون العمليات الارهابية والانتحارية في العالم هم من السعودية الوهابية ومن والاها ، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان بقرة ال سعود ما زالت دسمة بالنسبة للامريكي !! .

والان ماذا يقول رعاة التكفير ورعاة التكفيريين امام هذا التصرف الامريكي العنصري ؟؟!! هل سيستمر مصنعكم التكفيري في انتاج التكفيريين لكي يزداد القتل اكثر فاكثر ؟؟!! هل ستستمرون في رعاية التكفير لكي ننعزل اكثر فاكثر ونصير في بيئة جغرافية منعزلة ولا شغل للناس الا بتلقي الهجمات الانتحارية التكفيرية ، وبالبقاء في دوامة القتال العربي والاسلامي البيني ؟؟!! لماذا لا تقولون لسيدكم الامريكي : اسمح لنا بايقاف المصنع التكفيري بدلا من اغلاق حدودك بوجه رعايانا ؟؟!!.

لا ريب بأن القرار الامريكي باقرار هاتين الخطوتين اعني نقل السفارة ، وحظر الدخول لامريكا وان كان بسبب رعاة التكفير والتكفيريين عندنا اي الوهابية وال سعود ، الا انه بالحقيقة بسبب ضعف العرب والمسلمين ،  وبسبب ذهاب ريحهم وفشلهم ، بسبب التقاتل البيني المستمر والدائم الذي انهك كل قواهم وكل طاقاتهم وتسبب بتهجير كل العقول والطاقات !! والا فما هو الدافع للهجرة الى بلد بعيد كامريكا ؟؟!! انه الفقر والجهل والخوف وانعدام الثقة بالذات بسبب تزلزل الهوية وفقدانها !!.

واما للامريكي  ترامب ومن والاه فإن خطوتك في نقل السفارة الى القدس بما يعني نهائية القدس كعاصمة لاسرائيل ، انما هي خطوة غير مستغربة بالنسبة لمحور المقاومة والممانعة لان كل ما كان يحصل من قبل لا يعدو كونه مناورات شكلية والحقيقة بالنسبة لك ولكل الادارات قبلك  هي ما قررته الان !! وانت بهذا الفعل اعطيت لمحور المقاومة والممانعة دليلا دامغا على صدق يقينهم السابق بأن امريكا لم تكن يوما الا طرفا ولم تكن يوما راعيا نزيها !! .

وايضا انت بهذه الخطوة اخزيت حلفائك واحرجتهم ووضعتهم في وضع دوني سفلي !!! بل انك  جعلت كل رهاناتهم على ادارتك وادارة من سبقك كرماد تذروه الرياح في يوم عاصف !! وجعلت وجوههم كالحة مصفرة !! فها هو سيدهم الامريكي لم تعد ترضيه كل تنازلاتهم بالرغم من انحدارها !! وهو لا يريد منهم الا نفس الموقف الذي عليه الاسرائيلي عينا بعين !! .

هذا بالنسبة لخطوتك الاولى يا ايها السيد الامريكي ترامب ، اما بالنسبة لخطوتك الثانية اي حظرك الدول السبع من دخول امريكا ؛ فكان عليك وأد الوهابية ودفنها وإراحة البشرية من هذا الفكر التكفيري ، فهذا اسهل عليك ، وكل ابناء الامة الاسلامية يقبلون بذلك والسرور رائدهم ، لان ال سعود جاريتك المطيعة ، واوامرك لهذه الجارية نافذة ، فال سعود ينفذون اوامرك ولو ضد انفسهم ، فلماذا لا تأمرهم بتدمير مصنع الانتاج التكفيري الذي يمتلكونه بدلا من ظهورك امام العالم بهذه الصورة العنصرية البشعة التي لم تستح عن التصريح بها في خطابك العنصري حول البيض والسود؟؟!!.

 ان الحل الامثل للوصول الى مرحلة لا يأبه فيها كل عربي وكل مسلم لاي قرار مشابه لقرار ترامب هو بتحصيل القوة ، وهذه القوة لا يمكن لها ان تتحقق في ظل وجود ال سعود ومصنعهم التكفيري الذي جعل من العرب والمسلمين اضعف حلقة في العالم !!! واما استجدائات الشفقة من ترامب  من قبل امين الجامعة العربية الذي تمنى عى ترامب اعادة النظر في قراريه ؛ فإنها استجداءات تحكي عن الحقيقة التي عليها الانظمة العربية والاسلامية السائرة في محور امريكا و"اسرائيل" التي تعيش  الضعف والخواء والفشل والتحطم  والتدمير الذاتي والتبعية العمياء والانقياد التام والعمالة البلهاء .

اما محور المقاومة والممانعة وعلى راسه الجمهورية الاسلامية الايرانية فإن عالى سائر الشعوب العربية والاسلامية الوقوف معه لان الاقتدار والقوة التي ينتهجها سبيلا لمقارعة امريكا ومن بمحورها هو الذي سيجعل الامة في غنى عن الذهاب الى امريكا بعد تحقيق الانتصار الكبير ، ولهذا وجدنا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعاطت مع قراري ترامب تعاطي الند المقاوم والممانع ، والعالم في هذا العصر لا يحترم الا القوي في حقه والمحق في قوته ، وهو ما عليه محور المقاومة والممانعة .

بقلم الشيخ توفيق علوية

2-4