من غير المعقول أن تكون هذه الزيارة حدثًا فارقًا ما لم تتغيّر سياسة السعودية على أرض الواقع، خصوصًا أنّ الرياض لم تغيّر سياستها تجاه قضايا المنطقة التي تمثّل محورًا أساسيًّا في أثرها وتأثيرها في الساحة العراقيّة، مثل قضيّة سوريا، فلسطين، العلاقة الحسنة مع "إسرائيل"، والعلاقة السيّئة مع إيران.
مع ذلك مُلئ الفضاء الإعلاميّ بكمّ هائل من التحليلات التي قرأت الزيارة من جانبين نقيضين، أي من جانب متفائل يرى في الزيارة انعطافة جيّدة في السياسة السعوديّة، ومن جانب متشائم لا يرى في الزيارة إلا إملاءات تحاول الرياض فرضها على الجانب العراقيّ؛ للملمة أوراق ما يمكن اسثتمارها، بعدما فقدت «أو تكاد تفقد» ورقة داعش.
يأتي ذلك في ظلّ تنقّل اللاعب التركي من طرف إلى آخر ليكسب خيوط اللعبة في المنطقة، ما يُقرأ فيه عدم استئمان السعوديّة لأنقرة في تحالفها، عوضًا عن أنّ ثمّة انزياحا واضحًا في الجانب المصري عن السعوديّة، بعدما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ أشهر أنّه يقف إلى جانب الجيش السوريّ والجيش العراقيّ والليبيّ ضدّ الإرهاب.
ويأتي ذلك أيضًا، في ظلّ المزيد من الغرق السعودي في وحل اليمن، الذي أنف أن يستسلم على الرغم من فقر موارده والحصار المفروض عليه، وهذا تمامًا ما دفع السعوديّة إلى التفكير مليًّا برفع أسعار النفط في يوليو/ تموز المقبل حسب ما أفادت بعض المصادر الاقتصاديّة.
المصدر : منامة بوست
112