قاسمي: ایران تعتمد سیاسة صون سیادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها

قاسمي: ایران تعتمد سیاسة صون سیادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها
الجمعة ٠٣ مارس ٢٠١٧ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

اعتبر المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة بهرام قاسمي نفوذ ایران الاقلیمي بانه لیس مبنیا بالضرورة على الادوات المادیة والقوة العسكریة، مؤكدا بان ایران تعتمد في سیاستها صون سیادة واستقلال الدول وعدم التدخل فی شؤونها.

العالم - ايران

جاء ذلك فی تصریح ادلى به قاسمي لوكالة "ارنا" حول محاولات بعض الدول الرامیة لترویج التخویف من ایران "ایرانوفوبیا".

واشار الى نفوذ ایران التاریخی والثقافي في المنطقة وقال، ان هذه الارضیة التاریخیة والثقافیة والحضاریة الى جانب تاریخ الثورات ضد الحكام المستبدین وقوى الاستعمار الاجنبي في ایران خاصة في التاریخ المعاصر، ادت الى ان تصبح ایران بعد انتصار الثورة الاسلامیة فیها تحظى بمكانة خاصة في قلوب الشعوب المضطهدة.

واضاف، ان هذا النفوذ معنوي وثقافي وذاتي ولیس اكتسابیا ولا یمكن الحصول علیه بالمال والسلاح والدعایة او تغییر مكانه او ازالته وفي الاساس لیس بامكان ای دولة القضاء على مثل هذا النفوذ لانه خارج عن ارادتها.

وقال قاسمي: ان مصدر هذا النفوذ مبني على التاریخ والحضارة والثقافة واللغة والدین المتبلورة على مدى قرون طویلة وان المهم هو نوع وماهیة هذا النفوذ ومن المؤكد انه یختلف تماما عن ذلك النفوذ الذی تتحدث عنه بعض الاوساط الاجنبیة وبعض الدول هذه الایام وتطرح بصورة سلبیة.

واضاف المتحدث باسم الخارجیة، ان نفوذ الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لیس نفوذا معتمدا على ادوات مادیة او القوة العسكریة بالضرورة، ویمكن الوقوف على هذه الحقیقة من خلال نظرة بسیطة ومقارنة النفقات وسائر المؤشرات العسكریة الایرانیة مع ما لسائر دول المنطقة والعالم.

وتابع، كما ان القوات العسكریة الایرانیة وخلافا لسائر دول المنطقة لیست في مواجهة عسكریة ضد اي دولة وهي في سیاق اهدافها السیاسیة لم تعتد على اي دولة ولم تطمع باراضي اي دولة ولم ترسل قواتها العسكریة الى اي مكان، بل على العكس من ذلك اضطرت للدفاع عن نفسها وعزتها وكرامتها في مواجهة الحرب المفروضة علیها من قبل نظام صدام على مدى 8 اعوام ولیس المقصر في ذلك سوى بعض دول المنطقة التي وفرت نفقات الحرب والعدوان الذى شنه صدام.

وقال قاسمی، ان نفوذ الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة مبنی على احترام وحفظ سیادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلیة، نفوذ مبني على القوة الناعمة وهو عبارة عن تقدیم انموذج ناجح من الاستقلال السیاسي والتقدم والفاعلیة.

واعتبر نفوذ الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة في المنطقة بانه یتضمن 3 اوجه مكملة احداها للاخرى وهي "الثقافة الدینیة" المؤكدة على الوحدة بین الشیعة والسنة وتجنب الطائفیة و"الثقافة السیاسیة وسیادة الشعب الدینیة" و"مقارعة الاستعمار وعدم الاعتراف بالكیان الصهیوني".

واعتبر قاسمي ان السبب وراء القضیة المشبوهة المطروحة تحت مسمى "نفوذ ایران الاقلیمي" بانه یعود الى فشل بعض الدول في المنطقة في تحقیق اهدافها السیاسیة والعسكریة ومحاولة توسیع نطاق نفوذها وسلطتها في المنطقة، وكلها تعتبر ایران بانها السبب في احباطاتها، لذا فانها وبعد مجيء الادارة الامیركیة الجدیدة الى سدة الحكم بادرت من جدید لمتابعة اهدافها اللامشروعة في المنطقة بسلوك انفعالي واحیانا متسرع وصبیاني تحت غطاء احیاء مشروع "التخویف من ایران" الكاذب والمليء بالاوهام تحت مسمى "خطر النفوذ الاقلیمي الایراني".

واكد قاسمي بان النفوذ الاقلیمي للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لم ولن یشكل اي تهدید لاي من دول المنطقة وان هدفها الاساس في المنطقة هو حسن الجوار وتعزیز الامن والاستقرار في المنطقة والتنمیة الاقتصادیة للجمیع ومكافحة الارهاب وایجاد السلام الشامل ومحو المناداة بالحرب واثارها المخربة.

واكد ان بعض القوى الكبرى وحتى دول في المنطقة ارتكبت خلال العقود الماضیة اخطاء استراتیجیة وقاتلة مازالت المنطقة والعالم یدفعان ثمنها بصوة رهیبة، لافتا في هذا السیاق الى انتاج الافكار المتطرفة ورعایة واعداد العناصر المتطرفة ودعم صدام وعدوانه على ایران، واخطاء امیركا المتتالیة التي لا تعد ومازالت تداعیاتها الماساویة ماثلة في افغانستان والعراق وغیرهما وبالتالي الاوضاع الجدیدة الحاصلة وعدم الاستقرار والازمات المتمثلة بالمواجهة مع التطرف والارهاب.

واكد قاسمي انه لو لم یعر البعض الاهتمام لنصائح ایران الصادقة فان ایران لن تتحمل غطرسة اي من القوى الاقلیمیة او الدولیة وستدافع بقوة وحزم عن استقلالها وكیانها.

103-10