سوريا: رجال الظل إلى الميدان مجددا.. من هم؟

سوريا: رجال الظل إلى الميدان مجددا.. من هم؟
الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠١٧ - ١٢:٣١ بتوقيت غرينتش

72 شهرا مرت على خروجه من المنزل حاله حال الاف من رفاقه، تاركا خلفه اسرته وحياته الاجتماعية.. في الـ15 من اذار - مارس من عام 2011 خلع ضباط الامن السوري زيهم المدني وارتدوا الزي العسكري ليكونوا جنبا الى جنب مع الجيش السوري في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا.

العالم - مقالات

اجهزة الامن السورية كان لها دور كبير في الكشف عن المؤامرة التي حيكت ضد البلاد، وذلك لما تتمتع به من خبرة واسعة في هذا المجال، فهي التي خاضت حربا ضروسا ضد الاحتلال الاسرائيلي وساهمت بشكل كبير في انتصار تشرين عام 1973، وهي ايضا من وضع حدا لفتنة جماعة الاخوان المسلمين في اواخر السبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.. وكان لها دور بارز في الحرب ضد الاحتلال الاسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية، حيث كشفت عن العديد من شبكات التجسس الاسرائيلية.

وجهاز الامن السوري قدم هدية كبيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات الاولى من ولايته وتحديدا في عام الفين واثنين، حيث ساهم الامن السوري في قتل القيادي السعودي في الشيشان سامر السويلم او الملقب بالخطاب، حيث ساهمت في ارسال رسالة له من والدته سورية الاصل، وبهذه الخدعة تمت تصفية الخطاب.

انجازات الامن السوري لاتنتهي هنا، فبحسب بعض المصادر، فقد وأد الامن السوري الفتنة في ادلب قبل عقد من الزمن، عندما قامت جماعة الاخوان المسلمين اضافة الى عناصر تحمل افكار القاعدة بالتخطيط لاعمال ارهابية في سوريا، الا ان الامن استطاع اقتلاع هذه العناصر من جذروها، وذلك دون ان يشعر احد من السوريين بشيء ليواصلوا حياتهم بشكل طبيعي.

وبالعودة الى الحرب المفروضة على سوريا، فقد ساهم الامن السوري في تحديد عناصر الجماعات الارهابية فردا فردا، وتعقب مصادر تمويلهم وتسليحهم، وساهم بمعرفة العناصر الاجنبية وقبض عليها، واجبر الدول الاوروبية على الاعتراف بقوته وبطلب وده عندما طلبت تزويدها باسماء الارهابيين الذي يقاتلون في سوريا ويحملون جنسياتها.

وساهم الامن ايضا بالحرب العسكرية وحرب الشوارع البعيدة كل البعد عن عمله اساسا، وسقط له الكثير من الشهداء كان آخرهم اللواء حسن دعبول الذي استشهد في حمص اثناء تصديه للارهابيين في الصفوف الاولى مع عناصره.

لكن رغم كل هذه الانجازات يهاجم الكثيرون ضباط الامن وينسون ما قدموه ويقدموه من اجل الوطن. ينسون انهم تركوا عوائلهم ونفروا لخدمة بلادهم، نسوا ان بنات وابناء الضباط ينامون ليلا وارواحهم معلقة عند ابائهم على الخطوط الأمامية في الجبهة، وليسوا في رحلة عمل او استجمام، ينسون عيون ابناء وبنات الضباط التي تذرف الدموع خوفا على ابائهم، ينسون النساء اللواتي يتفرغن لتربية ابنائهم ويمارسون دور الاب والام في غياب هذا الضابط عن منزله فداء لسوريا.

الاعلام والدراما السورية لم يكن على الحياد أيضا فلطالما صدرت منه بعض التهجمات على ضباط الامن والتنميط لشخصياتهم وطبيعة عملهم ومحاولة تعميم صورة تظهرهم بمظهر متخلف يحمل أمراضا نفسية، ولكن في الحقيقة من يقترب من ضباط الامن السوري، يستنتج انهم من اكثر الاشخاص ثقافة وقراءة وانسانية وحنانا، نتيجة التجارب القاسية التي يتعرضون لها.

ضباط الأمن هم من كشف المؤامرة التي تحاك ضد سوريا، ليس من سبع سنوات، بل من سبعينيات القرن الماضي، لا بل منذ تأسيس النواة الأولى لأجهزة الأمن السورية.. فهناك ضابط على رأس جهاز امني كبير في سوريا - دون ذكر اسمه - يقوم اسبوعيا بطلب طبيب خاص لزيارة السجناء كي يطمئن على صحتهم، ويقوم ايضا بتسريع محاكمتهم ومن تثبت براءته لا يتوانى في العمل على تسريع معاملة خروجه من السجن التي تطول عادة خاصة في ظل الأوضاع الحالية.

* ابراهيم شير

3