قاضي عسكر: لمسنا رغبة من السعودية بحل موضوع الحج.. وهذا العام سيكون وفق رغباتنا

السبت ٠٨ أبريل ٢٠١٧ - ٠٢:٢١ بتوقيت غرينتش

اكد السيد علي قاضي عسكر ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة الايرانية وامير الحجاج، في حوار مع قناة العالم، انه خلال المحادثات التي اجريت بين الوفد الايراني مع المسؤولين السعوديين، لمسنا رغبة سعودية بحل موضوع الحج هذا العام، مشيراً الى انه قد تمت حل جميع القضايا العالقة بين الطرفين، وستتم عملية استئناف ارسال الحجاج الايرانيين الى بيت الله الحرام.

العالم - ايران

وبشأن آخر أخبار الحج والتفاهم الموقع مع الجانب السعودي، قال السيد قاضي عسكر: الحمد لله خلال الأیّام القلیلة المنصرمة فقد وصلت وفود خبرائنا إلی السعودیة بهدف إتّخاذ خطوات عملیة تخصّ إستئجار المنازل للحجیج، وما تمّ الإتّفاق علیه للتحضیر لوصول أکثر من 86 ألف حاجّ ایراني في الموسم القادم للحجّ.. نحن نأمل إقامة موسم حجّ جیّد ووفقاً لما نرغب به في القادم من الأیام.

وفي رده على سؤال: ما الذي أدى الى حلحلة الأوضاع رغم التصعيد القائم بين البلدين سياسياً؟، قال أمير الحجاج: نحن ذکرنا هذا الموضوع مراراً وتکراراً في الماضي، ویتمثّل في أن کون الحج مسألة شرعیة وواجب علی کلّ من إستطاع إلیه سبیلا القیام به، لذا من الواجب أن نفصل هذا الموضوع عن العلاقات السیاسیة بین البلدین المعنیین، والسبب أنّه لایمکن تعطیل مناسك الحج، وقد وردت جملة لأمیر المؤمنین علي بن أبي طالب (عليه السلام) في خطبه وأحادیثه وحتّی وصیّته مفادها: "الله الله في بیت ربّکم فلا یخلو منکم ما بقیتم، فإنّه إن تُرك لم تُناظَروا".

من الطبیعي أنّنا لم نتّخذ أيّ خطوة في أيّ زمان بهدف تعطیل أعمال الحجّ، وهذا التوجّه غیر موجود لا في سیاسة القیادة لدینا ولا في النظام ولا حتّی لدی اولئك المسؤولین في هذا المجال.. لو کانت هذه الظروف التي توفّرت لنا هذا العام متوفّرة العام الماضي أیضاً، لکنّا من المؤکّد نؤدّي شعائر الحجّ علی الرغم من وجود توتّر سیاسي ومشکلات سیاسیة بین الدولتین، لکن هذه الظروف للأسف لم تتوفّر في السابق، إلا أنّنا شعرنا ولمسنا هذا العام من أنّ الدولة المضیفة لدیها رغبة أیضاً بحلّ هذا الموضوع عن طریق المحادثات أو المفاوضات.

نعم سمعت منكم مراراً تتحدثون عن دبلوماسية الحج؟ نحن أیضاً من دعاة الحوار المنطقي، لاحظ معي، حینما یکون هناك تفاهم في صدد التبلور بین دولتین ویتحوّل إلی محادثات، هذا لا یعني بأنّنا بصدد إعداد مجموعة من التعلیمات ونخبر الطرف المقابل بوجوب تنفیذ هذه التعلیمات إلی خطوات عملیة، فهذا لا یُطلق علیه إسم "تفاهم"، بل من المفروض أن نجلس ونضع مشکلاتنا بین بعضنا البعض من خلال المنطق والبرهان کي نصل إلی تفاهم بشأنها.

خلال موسم الحجّ الماضي لم یکن هذا الشعور یراودنا، وللأسف فأنّ الکثیر من الأمور التي قُبلت هذا العام لم تکن موضع ترحیب في العام الماضي، ولهذا السبب مُنع الایرانیون من اداء مناسك الحج.

أمّا هذا العام، فالحمدلله وُجدت الأرضیة من خلال المحادثات، ونحن بدورنا رحّبنا بها، وقد توفّرت الظروف حالیاً کي نؤدّي مناسك الحج.

ورداً على سؤال مقدم البرنامج حول: ما هي القضايا التي تم التفاهم حولها وتعهد السعوديون بالألتزام بها؟ أجاب السيد قاضي عسكر: أنا أطرح الأمر کنموذج، علی سبیل المثال، في الماضي کان النقاش یتمحور حول الحصول علی تأشیرات الدخول عن طریق دولة ثالثة، لم یکن بمقدورنا قبول مثل هذا الشرط والسبب أنّنا وفقاً لإعترافات المسؤولین السعودیین من أفضل من یؤدّي أعمال ومناسك الحج وکنّا کذلك في السابق. من جانب حینما تتدفّق هذه الجموع الکبیرة علی دولة من الدول، وکما تعلمون للأسف وقعنا في مصیبتین کبیرتین في المسجد الحرام ومنی، من الطبیعي أن تدعم المساندة القنصلیة حجیجنا، فلو تعرّض أحدهم لحادث ما أو فارق الحیاة أو لاسمح الله تعرّض لمشکلة أخری ، یجب أن یکون هناك أفراد یساندون الحجیج ویدعمونهم ویتابعون شؤونهم وفقاً لقوانین الدولة المضیفة ، لم یکن السعودیون قد قبلوا بهذا الموضوع في السابق، أي أن تکون قنصلیتنا موجودة في المکان، إلا أنّهم قبلوا بهذا الأمر هذا العام، إضافة إلی أمور أخری لربّما أشیر إلیها لاحقاً، وعلی هذا الأساس أعلنّا عن إستعدادنا للتوقیع علی هذا التفاهم، والحمدلله فقد تمّ التوقیع علیه.

****
یوجد قانون أعلنت عنه وزارة الحجّ السعودیة مفاده أنّه یمکن لجمیع الدول الإسلامیة دون إستثناء إقامة مکاتب لممثّلیات الحجّ والزیارة من بدایة شهر شوّال وحتّی نهایة شهر محرّم الحرام ومزاولة أنشطتها خلال الفترة الآنفة الذکر. بالنسبة لنا فأنّ بعثة قائد الثورة (حفظه الله) ومکتب الحجّ والزیارة في حقیقة الأمر یتواجدان في مکان واحد، وبسبب القانون الذي أشرنا إلیه فإن شاء الله سوف یُفتتح مکتب الممثّلیة في المستقبل القریب. لکن بصرف النظر عن هذا الموضوع، تمّ الإتّفاق علی أن تذهب وفود خبرائنا في وقتٍ مبکّر، بسبب إنقضاء عدد من الأشهر وضیق الوقت، والبدء بأعمالها. وبعد التوقیع علی مذکّرة التفاهم، تمّ تزوید الطرف المقابل بالأسماء، ومن جانب المسؤولین السعودیین فقد قاموا بإصدار تأشیرات الدخول ، وحالیاً یوجد عدد من أفرادنا هناك وفي المستقبل القریب سوف یلتحق أفراد آخرون بالموجودین ، والسبب أنّه یجب علی الطرفین الإلتقاء علی مستوی الخبراء في مجالات مختلفة، وإنهاء الأعمال والشؤون المتعلّقة بالطیران والتغذیة والأمور الأخری المختصّة بالحجیج وشؤونهم إن شاء الله. ما شاهدناه ولمسناه من العملیة الجاریة خلال الأیّام القلیلة المنصرمة کان والحمدلله وفقاً للإحترام وجمیع الأعمال تنفّذ علی أحسن وجه. 

***
ما کان نصب أعیننا بشکلٍ إجمالي سوف ألقیه علی مسامعکم کي یکون مشاهدونا الأعزّاء في صورة التطوّرات. الموضوع الأوّل تمثّل في تأشیرات الدخول، وقد تمّ الإتّفاق علی تزویدنا بها بصورة الکترونیة داخل ایران، علینا إدخال البیانات اللازمة وبعدها یتسلّم الأفراد أوراق تُعتبر بمثابة تأشیرات دخول، وحینما یصلون إلی السعودیة وعلی وجه التحدید إلی مطاريْ جدّة والمدینة المنوّرة تُصدر لهم تأشیرات الدخول. هذا ماتمّ الإتّفاق علیه.

الموضوع الثاني کان یتعلّق بالطیران، ووفقاً للإتّفاق السابق تمّ الإتّفاق علی أن تقوم ایران بتحمّل مسؤولیة نصف الرحلات بینما تتقبّل السعودیة النصف الثاني، لم تکن هناك مشکلة في هذا المجال، والآن أیضاً فأنّ المحادثات مستمرّة وإن شاء الله یتبلور هذا الموضوع أیضاً وینتهي.

أمّا الموضوع الثالث فیتعلّق بالمجال القنصلي، وقد وافق المسؤولون السعودیون بتواجد عشرة أفراد من قنصلیتنا في المکان وقد أوضحت هذه النقطة في السابق ولن أشیر إلیها من جدید. موضوع آخر یتعلّق بالمشکلة التي حصلت في مطار جدّة، حسناً، کان شعبنا منزعج جدّاً من هذا الموضوع.

***
ونحن أیضاً کنّا نعلم من خلال محادثات ممثّلینا مع المسؤولین السعودیین أنّهم هم أیضاً منزعجون ممّا حصل والسبب أنّ مثل هذا الأمر یوجّه ضربة لهیبة البلد. أعلنوا هم کتابة، علماً أنّه لم تکن هناك وثیقة مکتوبة في حوزتنا، فقد أعلنوا بشکل مکتوب بأنّهم حکموا علی المتّهمین بالحبس لمدّة أربع سنوات وألف جلدة ولاحقاً أعلنوا أنّ هؤلاء قد طُردوا من أعمالهم ولن یعد بإمکانهم العودة إلی وظائفهم السابقة. کان یتبادر إلی أذهاننا بسبب إستقلال القضاة في الأحکام التي یصدرونها علی أیّة حال، لربّما أنّهم توصّلوا إلی النتیجة المشار إلیها، لکنّهم أعلنوا صراحة أنّهم طالبوا بإنزال أشدّ العقوبات بالمتّهمین إلا أنّ القضاة أصدروا هذه الأحکام، وحالیاً فانّ المتّهمین یقضون مدّة حبسهم ویتحمّلون العقوبات المفروضة علیهم. وهذا کان أحد المواضیع.

کان لدینا موضوعان أو ثلاثة مواضیع مهمّة جدّا أیضاً،أحدها یتعلّق بشهداء المسجد الحرام، وقد ذکروا أنّهم یقومون بالخطوات وفقاً لما تعهّدوا به، وقد تسلیم جوازات السفر، کان لدینا أربعة عشر شخصاً من الذین أستشهدوا هناك. علی هذا الأساس فأنّ هذا الجزء تمّ حلّه أیضاً. هناك جزء کان یتعلّق بمؤسّسة بن لادن وقد إنتخبنا أحد المحامین الذي یتابع الموضوع  بعیداً عمّا ذکره الملك وتعهّد به لأسر الشهداء وأقاربهم،لذا فأنّ المحامي یتابع الجزء المتعلّق بمؤسّسة بن لادن وإن شاء الله یتوصّل إلی نتیجة.
کما کان هناك موضوع منی الذي کان یُشار إلیه في وسائل الإعلام وقد تمّت الإشارة إلیه هنا أیضاً، ویتمثّل في أنّ حجیج الدول الإسلامیة کان لهم دور في تبلور وظهور حادث منی، نجحنا في إقامة البرهان من أنّ هذا المنطق غیر صحیح، ویجب علی لجنة الکشف عن الحقائق الإستمرار في اداء عملها کي نصل إلی نتیجة، نحن لدینا أدلّة وبراهین متعدّدة إضافة إلی لقاءات کثیرة متوفّرة لدینا لأفراد کانوا متواجدین في مسرح الحادث، أفراد جرحی أو مصابین أو من الأفراد الذین شاهدوا الحادث من قرب. حسناً، قبل المسؤولون السعودیون بالأمر.

أمّا فیما یخصّ دعاء کمیل بن زیاد والذي أشرتم إلیه، لاحظ معي، الجمهوریة الإسلامیة في ایران، وعلی الأخصّ في مجال الحجّ والزیارة، نحن نفکّر بشکل منطقي ونتحرّك وفقاً للبرهان والدلیل، قام المسؤولون السعودیون بطرح ما یطلقون علیه وفقاً لتقدیراتهم "المحاذیر الأمنیة"، نحن نعلم أنّ ما یسود العالم الإسلامي من إضطراب وفوضی وما تشهده الدول الإسلامیة من أضرار فادحة وجدّیة، لذا کان هؤلاء یصرّون علی وجود مجموعة من المحاذیر الأمنیة وقلقون من إحتمال وقوع حادث ما. لذا ووفقاً لهذا الدلیل، فقد أعلن المسؤولون السعودیون أنّه یمکنکم في المواقع المخصّصة للحجیج، سواء في مکّة أم المدینة أم المشاعر المقدّسة، بإمکانکم، وفقاً لتعبیرهم، إقامة وتنظیم إجتماعاتکم ومراسیم الدعاء من دون أيّ مانع، کما أعلنت وزارة الحجّ السعودیة عدم وجود أيّ مانع ، إلا أنّنا قبلنا هذا العام إلی أن تعود الظروف إلی سابق عهدها إن شاء الله، بالإضافة إلی ماسبق، عليّ أن أذکر أنّنا في الماضي کنّا نسعی دائماً إلی القیام بالأعمال الآنفة الذکر عن طریق التفاهم ، لم نکن نهدف للقیام بأيّ عمل یخالف قوانین أيّ بلد، وفي موسم الحجّ السابق حینما ذهبنا إلی هناك کان المسؤولون قد أعلنوا بعدم إقامة مراسیم دعاء کمیل، ولکن لاحقاً وبعد أن کتبتُ شخصیاً رسالة لولي العهد السعودي، السیّد محمد بن نایف، نظراً للإتّصالات التي کانت موجودة بیننا في السابق، وافق علی مضمون الرسالة، ونتیجة لهذا فقد أُقیمت مراسیم دعاء کمیل الأربعة في المدینة المنوّرة قبل اداء المناسك وبعدها آنذاك. علی هذا الأساس، إذا ما تحسنّت الظروف إلی الأفضل وتمکّنا من الوصول إلی تفاهم، نحن نأمل أن یتمّ هذا الأمر ویتبلور هناك، ولو کانت المحاذیر الأمنیة لاتزال موجودة وقائمة، من الطبیعي أن نقبل بالأمر هذا العام أیضاً، ونأمل أن تتوفّر ظروف أفضل للسنوات القادمة.

لذلك، ومن أجل تجنّب إطالة أمد الحدیث، بشکل عام فانّ المواضیع التي سبّبت في ظهور المشکلات في مسیر ذهاب الحجیج الایرانیین إلی السعودیة قد حُلّت.

موضوع آخر مهمّ جدّاً، أشعر بضرورة وأهمّیة ذکره هنا، مسؤولونا وقائد الثورة الإسلامیة حفظه الله وأفراد شعبنا، دائماً یستندون علی هذا الکلام وهو إذا ما ذهبنا لاداء مناسك الحجّ یجب أن یقترن ذهابنا بالعزّة والأمن والسلامة والهدوء.

****
ما تمّ تدوینه في مذکّرة التفاهم هذه بصراحة لا لبس فیها، هو أنّ وزیر الحجّ في السعودیة قد ذکر صراحة أنّ بلاده ترحّب بحجیج الجمهوریة الإسلامیة في ایران وحجیج الدول الإسلامیة الأخری، وهناك ضمانات وتعهّدات لهم، حیث قال المسؤولون السعودیون بأنّنا سوف نسخّر جمیع إمکانیاتنا وذلك من أجل الحفاظ علی العبارة الخاصّة بالعزّة والأمن والسلامة والهدوء لجمیع الحجیج دون إستثناء.

حسناً هناك وجهان لهذا الموضوع، أنا أرید الإجابة علی السؤل الذي طرحتموه،جزء من هذا تنفّذه السعودیة بصفتها الدولة المضیفة، ولکي تبحث عن أسباب حصول تلك الکارثة ولماذا تبلورت، إذا کانت الشوارع ضیّقة فعلیهم توسیعها، وإذا لاتوجد إمکانیات صحّیة أو علیهم تطویر مستشفیاتهم وزیادة حجم الأسرّة فیها إضافة إلی توفیر الإمکانیات اللازمة لثلاجات حفظ الموتی مثلاً، أو أمور من هذا القبیل، أو تقویة فرق الإغاثة وتطویرها، من الطبیعي أن تقوم الدولة المضیفة بتنفیذ الأمور السالفة الذکر.

بالنسبة للدول الإسلامیة، ونحن بدورنا سوف نسایر في هذا المجال بطبیعة الحال، سوف نقوم بتعلیم وإرشاد جمیع الأفراد الراغبین باداء مناسك الحجّ، من أجل منع حدوث أيّ ضرر إن شاء الله وذلك من خلال التعاون المشترك، ومنح الحجیج الضمانات اللازمة ، والسبب أنّ الحجّ لا یتعلّق بدولة واحدة فحسب، فالحجّ رایة الإسلام، وهو علامة علی قوّة المسلمین في جمیع أنحاء العالم ، وکلّما تمّ اداء مناسك الحجّ من دون أيّ أضرار وبعظمة تامّة فانّ هذا مانطالب به ونصبو إلیه، وإن شاء الله سوف نتعاون نحن من جانبنا ، کما أنّ الأفراد الذین یرغبون باداء مناسك الحجّ سوف یتلقّون التعلیم الضروري في هذا الشأن بحمدالله، ونأمل ألا نواجه أيّ حادث في موسم الحجّ القادم.

****
لم یتمّ التطرّق إلی هذا الموضوع هذا العام علی الإطلاق، منذ أعوام ونحن نسعی إلی مثل هذا الأمر، ولکن لأنّ القوانین في السعودیة لم تکن تسمح لنا، لذا لم نرغب في العمل بشکل یتعارض مع تلك القوانین. کنّا قد قمنا بتصمیم هذه الأساور الالکترونیة التي تشتمل علی نظام جي بي إس والذي یوضّح لنا مکان وجود الحاج أو الزائر، سواء من الشیب أم العجائز، إذا ما ضلّ طریقه،ویمکن تحدید مواقعهم بدقّة، والأمر الأهمّ من کلّ ماسبق یتمثّل في الملف الطبّي للحاجّ، الذي یشتمل علی الأمراض التي عانی منها الحاجّ في الماضي ، مثلاً إذا کان هناك حاجّ مصاب بداء البول السکّري الشدید ووقع في مکان ما وتمّ نقله إلی أحد المستشفیات، یمکن للطاقم الطبّي أن یعرف بسرعة تاریخ المرض لدیه وأن یتجنّبوا مثلاً وصل مصلاً سکّریاً بجسمه ونتیجة لذلك تسوء حالته أکثر. لاحظ معي، هذا أمر ضروري، بالنسبة للبطاقات التي کنّا نزوّدها للحجیج کانت توضع في قطعة من البلاستیك وعلی شکل کرتون، فقد أثبت الحادث في منی أنّ هذا الشئ لایفي بالغرض المطلوب، فإما کان ینفصل عن جسم الحاجّ، أو أنّه حینما کان یلمسه الماء یتلاشی أو لربّما کان الحبل الخاصّ به ینقطع ومن ثمّ تسقط البطاقة علی الأرض. لهذا، یتبادر إلی أذهاننا أنّ هذا العمل ضروري، والآن إذا أراد السعودیون القیام بهذا العمل بطریقة مرکزیة تشمل الجمیع فسوف نتعاون نحن معهم، ولکن إذا لم ینفّذوا هذا العمل فسوف تکون لدینا خطّوات تمهیدیة في هذا الشأن هذا العام والذي سوف یمنع حدوث الأضرار التي أشرتم إلیها أنتم، بمعنی إذا کنّا نرغب بالحفاظ علی أمن وسلامة الحاجّ أو الزائر، یجب أن توضع هذه النقاط الخاصّة بأمنهم دون إستثناء في الإعتبار أثناء المحادثات الخاصّة بأمن الحجیج بهدف تجنّب تعرّضهم لأيّ أضرار،وحیث أنّ الجوّ حارّ والفصل هو فصل الصیف، إن شاء الله ننجح في إرسال الحجیج وإعادتهم إلی الوطن بأقلّ ضرر ممکن، وهذا الأمر یشمل جمیع حجیج المسلمین أیضاً، ما نتمنّاه لحجیجنا نتمنّاه أیضاً لبقیّة الحجیج من الدول المختلفة، نحن ندعو للأخوّة الدینیة، نحن نری في الحجّ تجمّعاً ومکاناً للوحدة الإسلامیة، لهذا فأنّ سعینا یترکّز علی نقل تجاربنا وخبراتنا لبقیّة الدول، وإن شاء الله عن طریق التعاون بین بقیّة بعثات الحجّ للدول الأخری والسلطات في السعودیة، نأمل أن یتمّ تحقیق هذا الأمر المهمّ.

****
لقد أسلفتُ لکم، فیما یخصّ حادث المسجد الحرام فقد وافقت السلطات السعودیة بشکل کامل وسوف یحدث هذا الأمر، أمّا بالنسبة لحادث منی فقد تمّ الإتّفاق علی أن تستمرّ لجنة تقصّي الحقائق بعملها ونقوم نحن بتزویدهم بالوثائق الموجودة بحوزتنا. هنا طرحنا موضوعاً یُعتبر مهمّاً جدّاً. یوجد بحث في فقهنا، کما هو موجود في فقه المسلمین السنّة أیضاً ویحمل عنوان "قتیل الزحام". توجد روایات في هذا الصدد توضّح إذا ما حصل حادث للفرد بسبب شدّة الزحام أثناء الطواف أو یوم الجمعة أو حتّی في المشاعر وفقاً لتعابیر أخری، ولیست هناك جهة مذنبة في الموضوع، فان دفعّ دیة ذاك الفرد یکون من مسؤولیة بیت مال المسلمین. قمنا بإجراء بحث في هذا الموضوع، وفي الآونة الأخیرة سلّمنا السلطات السعودیة مذکّرة في هذا الشأن، وتمّ الإتّفاق علی تسلیمها لوزیر العدل، کما سنقوم بعرض جمیع الوثائق الموجودة بحوزتنا. أنا شخصیاً أعتقد إذا کانوا سیتصرّفون وفقاً للوثائق، من الطبیعي أن تُدفع هذه الدیة، أما إذا قالوا أنّنا لم نجد مذنب خاصّ لهذا الحادث، فهنا یجب التصرّف وفقاً للقانون الفقهي "قتیل الزحام" الذي توجد بشأنه روایة صریحة من الخلیفة الثاني عمر بن الخطّاب الذي أعلن وجوب دفع دیّة قتیل الزحام من بیت مال المسلمین، إضافة إلی فقهاء المسلمین الشیعة الذین یعتقدون بهذا الموضوع وفقاً للأحادیث والوثائق المتوفّرة، علی هذا الأساس، أعتقد شخصیاً أنّ هذا العدد الموجود لدولة ثریّة کالسعودیة لیس بمشکلة.

**
علی أیّة حال، هذا المبلغ یجب أن یُدفع کمساعدة لعوائل الشهداء وأن یتمّ تعویض هذه الحادثة المرّة في جزء منها، کي نستطیع في المستقبل إن شاء الله من تهیئة الأرضیة اللازمة لتعاون أکثر.

***
ما یخصّ العمرة المفردة، سوف تتهیّأ أرضیتها بالتأکید، والسبب لاحظ معي أنّنا أعلنّا آنذاك أنّه لو تمّ إنزال العقوبة بالمتّهمین من الطبیعي أنّ الطریق إلی العمرة سیُفتح ویکون سالکاً. حسناً، هذا الأمر قد تبلور الآن وقد بُلّغنا بصورة کتابیة. ولکن نحن لدینا موضوع أکبر ویحظی بأهمّیة أکثر، ویتمثّل في الحفاظ علی کرامة الحجیج الایرانیین. لاحظ معي، الحجّ واجب شرعي بینما العمرة المفردة عمل مستحب. لو رأینا أنّ الکرامة لا سمح الله تُنتهك من أجل القیام بعمل مستحب،تأکّدوا من أنّ هذا الأمر سوف لن یحصل، کما ذکرنا هذا في الإجتماعات الخاصّة بالمحادثات. لاحظ معي، یحدث مرّات أن تُطرح أمور ضدّ المسلمین الشیعة في المواقع الخبریة، أو لا سمح الله، کما تفضّل قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله یقوم البعض من الشیعة المسنودین من بریطانیا بطرح مواضیع ضدّ المسلمین السنّة، علماً أنّنا لا نعتقد بأيّ منهما علی الإطلاق ونعتبرهما نوع من الخیانة، من الطبیعي أن یکون المسؤول لربّما هو مسؤول الموقع، ولکن في مرّة نجد أنّ المسؤول هو خطیب صلاة الجمعة أو وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، بشکل طبیعي لایمکن القول من أنّ الحکومة لا دور لها في هذا الموضوع. نحن طالبنا أن یشحذ هؤلاء الهمم ویسخّروا قدراتهم کي تکون الأجواء في السعودیة مهیّأة لتواجد الحجیج الایرانیین وأن لایجرؤ کائن من کان بإهانة المسلمین، لأنّ الروایات الشیعیة والسنّیة مشترکة، "سباب المسلم فسوق وقتاله کفر". علی هذا الأساس، لو توجّه المسلمون إلی المطار بهدوء وهناك لم یحدث مایؤذي الحجیج بل ساد الإحترام، فلو حدثت هذه الأمور ورضینا عن حجّ هذا الموسم، تیقّنوا من أنّنا سنبرمج للعمرة أیضاً . أنتم تعلمون علی أیّة حال أنّ عدد معتمرینا مقارنة بالدول الأخری عدد کبیر جدّاً.

***
کان لدینا حوالي سبعمائة وخمسین ألف معتمر، کما لدینا عدد کبیر من الأفراد الذین ینتظرون دورهم منذ سنوات، إذا ماتوفّر هذا الأمر إن شاء الله وساد الإحترام ولم تواجه زائرینا مشکلة ما، نحن نأمل أن یتمّ تنفیذ العمرة المفردة أیضاً.
103-3