معارض سعودي يتوقع اشتداد التوترات السياسية في المملكة

الجمعة ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٩ - ١٠:٠٦ بتوقيت غرينتش

اكد سياسي سعودي معارض ان الاشتباكات التي شهدتها البلاد على خلفية الاحتفالات باليوم الوطني كانت نتيجة احتقانات توقع ان تظهر في المستقبل على شكل احتجاجات سياسية، محذرا من ان الفساد المالي والاداري في المملكة اخذ اشكالا خطيرة جدا.

وقال فؤاد ابراهيم في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الجمعة: انما يشاهد اليوم من توتر في السعودية على خلفية الاشتباكات بين المتشددين والمحتفلين باليوم الوطني السعودي هو انعكاس للازمة الداخلية التي تعيشها السعودية حيث ان هذه التجاذبات بين اجنحة الحكم في المملكة تعكس حالة من التمرد تعبر عن نفسها باشكال تخرج عن السياق احيانا.

واضاف ابراهيم: ان المشاغبات التي ظهرت على الشاشة في السعودية في مناسبة اليوم الوطني انما هي ناجمة عن مكبوتات سياسية او اجتماعية او ثقافية ربما اخذت طابعا معينا في هذا اليوم، ما جعل العيد الوطني يتحول الى مظاهرة سياسية وتكسير المحلات واطلاق الرصاص والاشتباكات وما الى ذلك.

واعتبر ان الاحتقان السياسي والاجتماعي والثقافي في السعودية ليس جديدا، وربما وجدت بعض المجموعات في مناسبة اليوم الوطني فرصة لصرف الانظار عما خططت له لتكون مناسبة للتعبيرات الاحتجاجية بصورة معينة.

واضاف ابراهيم: من المفارقات المثيرة للسخرية ان ترقص مجموعة من الشباب في اليوم الوطني على انغام الموسيقى الغربية ما يعني ان الغالبية العظمى لا يعرفون ما طبيعة اليوم الوطني وما المراد منه، لذلك عبروا عن انفسهم باحتجاجات قد تتطور الى تحركات احتجاجية ضد النظام.

واشار الى وجود خلافات داخلية بين جناح معتدل وجناح ليبرالي في السلطة وان كان ذلك يأتي في اطار تقاسم الادوار بين الاسرة الحاكمة، معتبرا ان هناك تيارات ايضا في داخل المجتمع متصارعة بينها على المستوى الاجتماعي.

من جانب آخر، اكد ابراهيم ان العقود الحكومية مع اي شركة اجنبية كانت مشوبة بالفساد دائما خاصة صفقات السلاح وبارقام مذهلة، مثل صفقة اليمامة التي تم الكشف عن تورط الامير بندر بن سلطان فيها، مشيرا الى ان الامراء السعوديين ساهموا في افساد سياسيين في الغرب لم يكونوا قد تعرفوا على مثل هذه الرشاوى تحت عنوان العمولات.

واضاف: ان صفقة بناء احدى الجامعات تضمنت بيع ارض كان قسم منها يعود للدولة وآخر للاهالي وقد قدرت قيمة المتر الواحد بسبعة ريالات فيما تم بيعها للدولة بالف ريال للمتر الواحد، في صفقة بلغت 24 مليار ريال تقاسمها نجلا الملك عبد الله والملك الراحل فهد، والامير بندر بن سلطان.

وحذر ابراهيم من ان الفساد المالي والاداري في المملكة العربية السعودية اخذ اشكالا خطيرة جدا بسبب تدفق مداخيل النفط الى البلد بكميات هائلة ودون حساب او كتاب.