صادم..تسريب فيديو يظهر تصفية الجيش المصري مدنيين في سيناء

السبت ٢٢ أبريل ٢٠١٧ - ٠٥:١٤ بتوقيت غرينتش

أثار الفيديو، الذي نشرته قناة «مكملين» المصرية المعارضة، والذي كشف قتل جنود مصريين لمدنيين في سيناء، موجة غضب، ودعوات للتحقيق بمضمونه.


فقد طالب الناشط السياسي، أحمد خربوش، بأخذ التسريب على محمل الجد، وتشكيل لجنة وطنية للتحقيق فيما يتضمنه بعيدا عن أي فكرة مسبقة عن انتماء القناة السياسي.

كذلك، قال الناشط السياسي، محمد صلاح لـ «القدس العربي»: «قتل الأسرى في الحروب يسمى جريمة، فما بالك بقتل مواطنين معتقلين عزل في يد الدولة».

التسريب الذي نشرته فضائية «مكملين»، أظهر اثنين من المواطنين مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين قبل إطلاق النار عليهم، فضلا عن وجود 4 جثث أخرى فيما تم قتل الاثنين الآخرين خلال التصوير.

كما بين التسريب قيام جنود الجيش بوضع أسلحة بجانب الشبان بعد قتلهم ليتم تصويرهم، ووجود عدد من الضباط الذين وجهوا أوامر للجنود بإطلاق النار قائلين: «إضرب… لا تطلق النار على الرأس».

ويكشف التسريب كذلك، وجود كاميرا للجيش، وقيام أحد الجنود بأخذ السلاح من جوار أحد الضحايا لإطلاق النار على آخر، ثم تصويره بعد قتله ووضع السلاح بجواره، وكذلك، إنزال الضحايا من سيارة تابعة للجيش تمهيدا لتصفيتهم، وإطلاق الرصاص على رأس أحد الضحايا، ويظهر التسريب التحقيق مع مراهق قبل تصفيته.

يذكر أن المتحدث العسكري باسم الجيش المصري نشر صور الضحايا في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2016، ضمن بيان، قال فيه، إن «قوات إنفاذ القانون واصلت إحكام قبضتها الأمنية بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي بشمال سيناء، وتمكنت من القضاء على (8) من العناصر الإرهابية المسلحة والقبض على (4) آخرين من المتعاونين مع هذه العناصر بينهم شقيق أحد الكوادر التكفيرية الخطرة المطلوبة جنائياً».

وأثار هذا التسريب جدلا وغضبا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسم مستخدمو هذه المواقع بين مطالبين بإجراء تحقيق في ما جاء في التسريب، وأخرين شككوا في صحته، معتمدين على اللهجة الخاصة بالجندي الذي أجرى التحقيق، مع الطفل، حيث كانت يتحدث باللهجة البدوية، إضافة إلى وجود بين الجنود من يطلق لحيته، وهو ما اعتبره المشككون دليلا قاطعا على فبركة التسريب.

لكن عددا من أهالي سيناء أكدوا لـ«القدس العربي»، أن «من ظهر بالتسريب يتحدث اللهجة الخاصة بسكان سيناء، هو أحد أعضاء (مجموعة الموت 103) التي تعرف باسم «صحوات سيناء» وهم شباب من قبائل موالية للجيش في سيناء تم تسليحهم و تزويدهم بملابس للجيش من أجل محاربة تنظيم (داعش) في شمال سيناء».

وكانت «فرقة الموت» ظهرت في العام الماضي في شوارع مدينة الشيخ زويد ومنطقة الكوثر وحي الزهور، واكتسب هؤلاء المدنيون المسلحون اسم الكتيبة 103 لتمييزهم عن تمركز قوات الجيش في الكتيبة 101 ومسلحي سيناء من التكفيريين الذين يطلق الأهالي عليهم وصف الكتيبة 102.

وتنتشر «فرقة الموت» داخل الشيخ زويد في مجموعات مقسمة، كل مجموعة تضم 5 أفراد بينهم قائد مسؤول عنهم يكون حلقة الوصل مع الضابط الموجود داخل المعسكر.

وتتمثل مهام هذه المجموعات في تنفيذ «عمليات نوعية» داخل الشيخ زويد، تتمثل أغلبها في القبض على أفراد مطلوبين للجيش من منازلهم.

وقبل الانتشار الميداني في شوارع المدينة كان دور المدنيين المساندين لعمليات القوات المسلحة من أهالي سيناء يقتصر على التواجد داخل معسكرات الجيش الذي كان يستخدمهم في التحقيق مع المحتجزين لتسهيل انتزاع المعلومات منهم، نظرا لانتماء كل من المحتجزين والمحققين لعائلات وقبائل المنطقة، أو مرافقة حملات الجيش أثناء مداهمتها لقرى جنوب الشيخ زويد وجنوب مدينة رفح وغربها وشرق الماسورة.

لكن تطور الحال إلى حمل هؤلاء الأفراد لسلاح الجيش وانتشارهم في شوارع المدينة علنا، ما يعكس إدراك السلطات لصعوبة المواجهة التقليدية للمسلحين في سيناء عبر الحملات البرية، واضطرارها للاعتماد على فرق مشكلة من أهالي المنطقة فيما يشبه تجربة الصحوات السنية في العراق.

المصدر: القدس العربي

112