السعودية على فوهة بركان

الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠٠٩ - ١٢:٣٢ بتوقيت غرينتش

لا احد يعرف بالضبط ماذا يجري من تداعيات وتفاعلات للصراع المحتدم على الحكم في السعودية بين ابناء عبدالعزيز واحفاده خاصة ان الكثيرين منهم بلغوا من الكبر عتيا وكذلك ما يدور في شوارع هذا البلد بين الفينة والاخرى من مناوشات واشتباكات بين ابناء الشعب وقوات الامن بسبب سياسة الباب الموصدة التي تنتهجها حكومة آل سعود التي سيطرت على البلاد عبر الحديد والنار وبدعم مكشوف من الاستعمار العجوز وهذا ما افتخر به عبدالعزيز علنا واعدم من مس القداسة البريطانية التي تركت بصمات خباثتها ولؤمها وجرائمها ونفورها في كل مكان من هذه المعمورة.

واليوم قد وصل الامر بالعائلة الحاكمة المتورطة حتى النخاع بالصفقات والفساد المالي والمتحالفة مع اعداء الاسلام والصهيونية علنا والفاقدة لاي من مقومات الحكم المشروع والقانوني لانظمة الحكم الحالية في الدنيا بسبب تخلفها ورؤيتها القبلية التي تحكم بحد السيف، ان تتطاول على الآخرين، بهدف توجيه رسالة الى الداخل، وذلك عبر التدخل في شؤون الدول المجاورة وغير المجاورة بزرع الخراب والدمار والارهاب والتفجير خدمة لارضاء سياسة الدول الكبرى التي توفر لهم في المقابل الغطاء والدعم للبقاء في الحكم وهذا الامر اصبح واضحا ومن المسلمات لدى الرأي العام العربي والاسلامي وخاصة ابناء الجزيرة العربية.

ويذهب هذا التطاول الى حد الصلافة والبلاهة بايهام الناس بان لهم نفوذا ما في الساحات العربية والاسلامية التي يعتبرونها مقاطعات سعودية وان تدخلهم فيها امر مشروع بحجة وقف التدخلات الاخرى التي هي غير مشروعة من وجهة نظرهم لكن الواقع شيء آخر يعرفه القاصي والداني بان كل التدخلات السعودية غير مشروعة وهدفها كبت الاصوات الحرة والمستقلة للشعوب التي تنادي بخروج هذه الساحات من بيت الطاعة الاميركي.

ان الوعي والتحرك باتا يدبان في الشارع السعودي اسوة ببقية ابناء المنطقة نتيجة لتوسع الصحوة الاسلامية وتعميمها وقد سرى هذا الامر الى كبار العلماء المقربين من آل سعود الذين حرموا مؤخرا الاحتفال بالعيد الوطني لهذه العائلة التي تتحكم بمصير بلد سمته باسمها وصادرت جميع خيراتها وهي تنشر اليوم القمع والتعذيب في الداخل والارهاب والتكفير في الخارج.

ان ازدواجية آل سعود وتشبثهم بجزء من الدين ليس بالامر الجديد فتطبيق القصاص من الدين فقط وترك الامور الاخرى هي جزء من السياسة القمعية لهذا النظام والاّ من لايعرف في هذه الدنيا اين امراء آل سعود من الالتزام بالدين والتطبيل الفارغ لتطبيق الشريعة في وقت لايتورعون عن ارتكاب المحرمات والموبقات عندما يجتمعون باسيادهم في الغرب بحسب الصور والوثائق الموجودة.

ان الدوائر الغربية والاميركية بالذات باتت تتحسس بقلق متزايد خطورة الموقف الهش في السعودية لحدة الصراع المستفحل داخل العائلة المالكة وكذلك حالة الغضب والاستياء المستشري بين ابناء الشعب في الجزيرة العربية تجاه النظام الملكي المستبد، وهي تراقب الموقف عن كثب رغم اتخاذها للتدابير والاحتياطات اللازمة في طرح البديل قبل تفجر البركان المتوقع في اية لحظة لانها ذاقت من قبل مرارة تجربة الشاه المقبور الذي كان اكثر قوة واقتدارا ونفوذا من آل سعود؟
* امير حسين