السلفيون يحرمون الإحتفال بليلة النصف من شعبان والإفتاء تؤكد "مباح شرعاً"

السلفيون يحرمون الإحتفال بليلة النصف من شعبان والإفتاء تؤكد
الأربعاء ١٠ مايو ٢٠١٧ - ٠٢:١٣ بتوقيت غرينتش

يحرص المسلمون كل عام على الإحتفال بليلة النصف من شعبان، والتقرب إلى الله عز وجل فيها.. فقد ورد في بعض الروايات انها الثانية في السنة بعد ليلة القدر المباركة وفي احيائها فضل كبير.

العالم - مصر

وعلى الرغم من وجود العديد من الأحاديث التى تتحدث عن فضل هذه الليلة إلا أن أعضاء الدعوة السلفية، يصرون على تحريم الإحتفال بليلة النصف من شعبان مثلها كبقية المناسبات التى يحرمها السلفيون، بإصدار تصريحات غريبة لا علاقة لها بالدين.

يقول الداعية السلفي، الشيخ سامح عبد الحميد، أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بدعة محرمة ولا يجوز الإحتفال بها، نظرا لأن هذه المناسبة تعتبر من المحدثات التى إختلقها المسلمون، أما هي فليلة عادية مثل بقية ليالى الشهور الهجرية!!

وأضاف عبد الحميد، فى بيان له، أن ليلة النصف من شعبان لم يميزها الله عز وجل أو خصها بالعديد من الفضائل، لافتا إلى أن الأحاديث التي وردت حول فضل هذه الليلة أحاديث ضعيفة، لذلك من الأفضل ألا يشارك المسلم في مثل هذه الإحتفالات أو يعين على إلقاء الخطب في هذا اليوم.

ولم يقتصر الأمر على فتوى عبد الحميد فقط، بل أن نائب رئيس الدعوة السلفية، الشيخ ياسر برهامي، كان قد أصدر من قبل فتوى سابقة، عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية، يستنكر خلالها مايقوم به المسلمون من تجمع داخل المساجد فى هذه الليلة والدعاء لله عز وجل.

وأشار برهامي، أن الحديث الشريف يقول أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال:

"إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ"

ولم يطالب بأن يجتمع المسلمون من أجل الدعاء لله جل وعلا، مشيرا إلى أن هذه الليلة لا تقتضى أن يدعو المسلم دعاء مخصوصًا كما يسمونه بدعاء ليلة النصف من شعبان أو صلاة معينة جماعة كما يفعل ذلك كثيرون من أهل البدع، فهذا ليس مشروعا!!

وردا على هذه الفتاوى، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الإحتفال بليلة النصف من شعبان التي توافق مساء غدٍ الخميس، وإحياء ليلها وقيامه وصيام نهارها، مباح شرعًا، لما فيه من خير كثير، وليس بدعة كما يدعي بعض المتشددين.

وأوضحت دار الإفتاء، في فتواها أن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، ورد الترغيب في إحيائها في جملةٍ من الأحاديث، منها قول النبي صلى الله عليه (وأله) وسلم:

"إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ"، وقوله صلى الله عليه (وآله) وسلم: "مَنْ أَحْيَا اللَّيَالِيَ الخَمْسَ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ" وذكر منها: "لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان".

وأضافت الدار أن مشروعية إحياء ليلة النصف من شعبان ثابتٌ عن كثير من السلف، وهو قول جمهور الفقهاء، وعليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا، حيث قال الإمام الشافعي رضي الله عنه "وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليالٍ وذكر منها ليلة النصف من شعبان".

كما استدلت الفتوى بقول العلامة "ابن نجيم": "ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان وليلتَي العيديْن وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان كما وردت به الأحاديث والمراد بإحياء الليل قيامُه".

وأكدت دار الافتاء، أن الأمر بإحياء تلك الليلة المباركة ورد مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، فإذا كان الأمر الشرعي محتملًا لأوجهٍ متعددةٍ فإنه يكون مشروعًا فيها جميعًا، ولا يصح تقييده بوجهٍ دون وجهٍ إلا بدليل، وإلا كان ذلك تضييقًا لما وسَّعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فيجوز إحياؤها فرادى وجماعات، سرًّا وجهرًا، في المسجد وغيره مع مراعاة عدم التشويش على المصلين، بل إن الاجتماع لها أولى وأرجى للقبول، لما صح عن النبي صلى الله عليه (آله) وسلم أنه قال:

"إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ" قَالَ: "فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا".

المصدر: الوفد
3ـ 120