الجيش السوري يسبق "الأسد المتأهب" ويُمسك البادية.. الأنظار نحو التنف

الجيش السوري يسبق
الجمعة ١٢ مايو ٢٠١٧ - ١٢:٠٥ بتوقيت غرينتش

في عمق البادية السورية أقام جنود الجيش السوري ومقاتلون من حزب الله خيامهم على عَجَل، هي معركة السرعة والسباق المحموم نحو الحدود العراقية السورية، التطورات الميدانية والسياسية ومناورات الأسد المتأهب الجارية على مرمى حجر من ساحات الاشتباك التي يخوضها الجيش السوري وحلفاؤه لا تسمح بإقامة معارك على نار هادئة، لابد من كسب الحرب بأقل زمن ممكن.

العالم - سوريا

من وسط العاصمة دمشق الى آخر نقطة انتصب فيها العلم السوري قبل الحدود من العراق سرنا مسافة تزيد عن مئة وثمانين كيلو متراً كلها تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه، توسيع الجغرافيا الصديقة في عمق البادية السورية مكسب جديد حققته دمشق في غفلة من خصومها، عبرنا بلدة عدرا ثم الضمير ومطارها العسكري وقطعنا مطار السين الاستراتيجي الشهير وتجاوزنا منطقة المثلث وسط البادية السورية ومنها نحو منطقة السبع بيار ثم الى نقطة ظاظا وبتنا قبل منطقة التنف الحدودية بأقل من ثمانين كيلو متراً، ضمن هذه المسافة الطويلة وخلال عشرة أيام فقط استعاد الجيش السوري السيطرة على منطقة صحراوية بطول مئة كيلو متر، جنود الجيش ينفذون تلك العملية مدعومين بقوات من حزب الله، الموقف الميداني حتى الان لم يستلزم تدخلا واسناداً من سلاح الجو الروسي الفعال لكن الكيلو مترات المتبقية التي تفصل الجيش السوري عن الحدود العراقية قد تستلزم هذا الاسناد الروسي.

وسط هذا السكون المخيف في البادية السورية عصر يوم الأربعاء والذي لا تقطعه سوى رشقات غزيرة من رشاشات الشيلكا، كان لابد أن نسأل من التقيناهم من ضباط الجيش السوري عن سر هذه العملية وفي هذا التوقيت بالذات، الإجابات كثيرة لدى المؤسسة العسكرية السورية لكن أبرز ما يمكن التوقف عنده نقطتين اثنين: أن دمشق وحلفاءها الروس والايرانيين ومعهم حزب الله ومن خلال تلك العملية الجارية حتى الان يرسمون لأعدائهم في قوات التحالف الدولي وتحديداً لواشنطن حدود التمدد داخل الجغرافيا السورية وكأن دمشق تقول لواشنطن: أينما يصل جنودنا فالمنطقة تحت سيطرتنا.

الهدف الثاني من تلك العملية وهو أن دمشق كأنما تقول للأردن أنه وبعد هذه العملية لن يكون هناك مسلحون من تنظيم داعش في البادية السورية الاردنية وبالتالي ليس هناك خطر على الأمن الأردني في ظل انتشار الجيش السوري في تلك البادية وعليه لاداع لتوغل أدرني مدعوم من الغرب.

التعزيزات القادمة الى عمق العمليات في البادية السورية توحي أن العملية لن تتوقف قريباً والأسلحة المتطورة المغطاة بوسائل الاخفاء والتمويل والموجودة في مسرح العملية توحي أيضا أن دمشق جادة في فرض معادلة صراع دولي واقليمي جديدة.

كامل صقر/ شام تايمز

103-10