سوريا تتجهّز لخطاب هامّ.. وقطر تتوسّط لزيارة دمشق!

سوريا تتجهّز لخطاب هامّ.. وقطر تتوسّط لزيارة دمشق!
السبت ١٠ يونيو ٢٠١٧ - ٠٤:١٤ بتوقيت غرينتش

في ذروة تردّدات "الزّلزال" الخليجي الذي تفجّر أزمة غير مسبوقة بين قطر والسعودية، بعد لجوء الأخيرة ولحاق الدّول الحليفة لها، الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدّوحة بشكل جماعيّ، وإغلاق المجال الجويّ امام رحلاتها كما حصارها عبر إغلاق البريّة والبحريّة معها، برزت مؤشّرات قويّة تُنبئ بتحضّر سعوديّ للإقتصاص من الإمارة "المناكفة" قد تصل الى حدّ التدخل العسكريّ المباشر، خصوصا بعدما ردّت قطر عبر وزير خارجيّتها،على الشّروط السعوديّة التعجيزيّة بـ "لا استسلام او تغيير في سياستنا الخارجيّة".

العالم - العالم الاسلامي

المؤكّد انّ تطويع السعوديّة لقطر بالعصا العسكريّة يتمّ بضوء اخضر اميركي، سيّما انّ تقارير استخباريّة غربيّة اشارت الى انّ 6800 جنديّ من عديد القوّات الأميركية في قطر، انتقلوا الى الأردنّ خلال الأيام الماضية، فيما كشف موقع "نيوز وان" العبري، عن توجّه الرئيس الأميركي قريبا، الى نقل القاعدة العسكرية الأميركية من قطر الى دولة خليجية دون تحديدها.

أمّا وقد اشتعلت بين قطر والسعودية وسط توقّع اسوأ ما قد يترتبّ على هذا الخلاف داخل البيت الخليجيّ الواحد، فقد انسحبت ارتدادات هذا الخلاف، معارك عنيفة بين الميليشيات المدعومة من الطرفين على الأرض السورية، وباشر "جيش الاسلام" المدعوم سعوديا، بمعارك ضارية ضدّ "فيلق الرحمن" المدعوم من قطر، تزامنا مع هجمات عنيفة بدأتها "النّصرة" ضدّ مقارّ "فيلق الشام" في ريف حلب الشمالي، ومعارك وتصفيات متبادلة ايضا بين مجاميع "اخوة الجهاد" في ادلب.

وسط كلّ ذلك، لا يجب إغفال انّ الصّراع القطريّ-السعوديّ يخفي في طيّاته صراعا سعوديّا-تركيّا غير معلن. فأنقرة سارعت تحت وطأة الهجوم الجماعيّ على قطر الى انتزاع مشروع قانون من البرلمان التركي يُجيز لها نشر قوات عسكرية تركية على اراضي حليفتها، برسالة مضّادة "الى من يهمّه الأمر".

يدرك اردوغان انّ دور تركيا على لائحة الإستهداف السعودي-الأميركي قادم لا محالة، ولذا تحرّكت انقرة بالشمال السوري بشكل لافت عبر المباشرة بإعلاء وتيرة جمع وتوحيد ميليشيات مسلّحة تتبع لها ولقطر في جسم مسلّح واحد، أكدت تقارير صحافية تركية معارضة، انّ مهمّتها الأولية ستتركز على مقارعة ميليشيات السعودية، وفي الوقت ذاته، ثمّة "أمر ما" جهّزه اردوغان للمرحلة المقبلة، يتمثّل بالضّرب خلف خطوط قواعد القوات الأميركية-التي تضمّ مئات المقاتلين الكرد تحت حجّة "استهداف مواقع كردية معادية لتركيا"-وفق ما كشفت شخصيّة تركية معارضة في برلين لوكالة انباء نروجيّة- الا انّ البارز، يكمن في ما سرّبته معلومات صحافيّة روسيّة كشفت انّ امير قطر –الذي بات يتحسّس نيّة سعوديّة جامحة بتنفيذ انقلاب في امارته تُطيح بحكمه- أجرى اتصالا بالقيادة الروسية عشيّة ايفاد وزير خارجيّته الى موسكو، عرض فيه ترحيب قطر بقاعدة عسكرية روسية في الدوحة! لتُلحق تلك المعلومات بأخرى نقلها موقع "اويل برايس" الهندي، عن دبلوماسي فرنسي سابق في دمشق، زعم وجود عرض قطريّ قدّمه وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن ال ثاني، لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الذي التقاه في بغداد في الثاني والعشرين من الشهر الفائت، تتعهّد فيه قطر بتقديم مساعدة "هامّة" للقيادة السورية-دون توضيح ماهيتّها. واضاف الدبلوماسي انّ الوزير القطري ابدى ترحيب بلده بأيّ وساطة ايرانيّة او روسيّة تُفضي الى ايفاد شخصيّة قطريّة رفيعة المستوى الى دمشق!.

لا يُخفي المحللون والخبراء العسكريون اهميّة تفجّر الأزمة بين السعودية وقطر على مسار العمليات العسكرية لسورية وحلفائها على الأرض. يقول تشارلز شوبريدج-الضابط السابق في الإستخبارات البريطانية- انّ النزاع الذي تفجّر الآن بين الدولتين الأكثر دعما لمجاميع " الثورة السورية" منذ بدء الحرب السورية، يُمثّل هديّة ثمينة لدمشق سيُسرّع نصرها، سيّما انها تتحضّر الآن لمعركة ضخمة في الجنوب السوري على الحدود مع الأردن، على ايقاع زحف القوات السورية والرديفة لها باتجاه الحدود مع العراق، فيما ستتكفّل الميليشيات المسلحة المدعومة من قطر والسعودية بتصفية بعضها البعض ضمن معارك يُتوقّع ان تكون شرسة فيما بينها.

اللافت في المعركة الموعودة جنوبا -وفق اشارة شوبريدج- فيتمثّل بتجهّز قوّات روسيّة هناك، ستشكّل اوّل عملية برّية وُصفت بـ"الأكبر" منذ الإنخراط العسكريّ الروسي المباشر في سورية، الى جانب حشود ضخمة للجيش السوري وحلفائه تهدف الى اطلاق عمليّة عسكرية كبيرة باتجاه درعا، خُصّصت لها نخبة الأسلحة الروسية والايرانية، من ضمنها منظومات صاروخية متطوّرة وصواريخ جولان 400.

وعليه، تلفت معلومات صحافيّة ايرانيّة، الى انّ طهران ستردّ بشراسة على الهجمات الارهابية التي استهدفتها، عبر " عرض عسكريّ غير مسبوق" لدمشق في عمليّاتها ضدّ المحور المعادي، كاشفة انّ الرئيس السوري بات قاب قوسين او ادنى من توجيه خطاب هام الى شعبه، يعلن فيه نصرا مدويّا من احدى أهمّ الجبهات في سورية.
 

ماجدة الحاج / شام تايمز

109-1