المرأة الإسرائيلية الخارقة .. أرجوك لاتحدثني عن السعودية والفقراء!

المرأة الإسرائيلية الخارقة .. أرجوك لاتحدثني عن السعودية والفقراء!
الأربعاء ٢١ يونيو ٢٠١٧ - ٠٧:١٣ بتوقيت غرينتش

لم نَرفع سقف الأمنيات عالياً، حين تمنّينا أن يمنع الأردن عرض فيلم “المرأة الخارقة”، والذي تقوم ببطولته مُمثّلة إسرائيلية تُدعى غال غدوت، بل ومُجنّدة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث سمحت الحكومة بعرضه وأحبطت أمنياتنا، بتبرير أن عرض أي فيلم يخضع لنصوص القانون، لا لمزاجية المسؤول في المملكة الهاشمية!

نحترم بالطبع، تلك القوانين السارية في المملكة الأردنية، ونُقدّر أنها تسعى لأن تكون دولة مؤسسات، لكن القانون الذي يسمح بعرض فيلم بطلته إسرائيلية، ويُبرّر أصحابه بالقول أن ثقافة المجتمع الأردني عميقة، ولا يُمكن أن تتأثر، هذا قانون قاصر وجاهل، ولا يحسب أي حساب، بل لا يحترم كرامة الشعب الأردني الذي يرفض بالتأكيد عرض فيلم من بطولة إسرائيلية، ويعتبر الإسرائيلي عدوّاً غاصباً لأرض فلسطين.

المسألة هُنا برأينا لا مجال لأن تخضع للقوانين، فنحن لسنا أمام فيلم رومانسي، يُقبّل فيه البطل العشيقة البطلة “قُبلة مثيرة” يخدش فيها الحياء العام للأردنيين، أو فيلم يُعزز ثقافة الإرهاب ويصنع “داعشيين”، ويحتاج لتنظر في محتواه لجنة إعلامية، المسألة ببساطة هي أننا لا نجرؤ أن نمنع أمرا يتعلّق بالإسرائيليين، ولو حتى كان مُجرّد إمرأة خارقة!
صديقي السعودي يُفاخر ببلاده!

يقول أحد الأصدقاء السعوديين لي، أن بلاده قرّرت الوقوف إلى جانب الفُقراء المُستضعفين، وستمنع احتكار دولة قطر، للبطولات العالمية والقاريّة الرياضية، عبر شبكة قنوات “بي إن سبورت”، والبديل هو شبكة قنوات “بي بي إس سبورتس″، والتي ستكون “مجّانية” قدر المُستطاع.

الصديق السعودي، راسلني مُفاخراً ببلاده بالطبع، ولأنني أيضاً كنت قد انتقدت في مقال سابق، حصرية بث مُباريات كأس العالم على الشاشة القطرية غير المجانية، باعتباري صوت الفقراء والمظلومين الذين يعشقون مُشاهدة رياضة كرة القدم على وجه التحديد، ويتم حرمانهم منها، و ها هو يجد البديل لي.

صحيح أن قرار العربية السعودية لكسر الاحتكار القطري، وعرض البطولات مجاناً، يصب في مصلحة الفُقراء كما يُفاخر صديقي، لكن هذا القرار يأتي مُتأخّراً، ولم تكن نيّته بالفعل هؤلاء الفُقراء الذين يعجزون عن دفع ثمن “كرت” “البي إن سبورت”، بقدر ما هو “تكسير رأس قطر” كما نقول بالعاميّة، وإغلاق كل الطرق التي تؤدي إليها، ثم لماذا لم تتذكّر بلاد الحرمين الفُقراء المحرومين قبل أزمة حِصار قطر ومُقاطعتها، أرجوك يا صديقي لا تُحدّثني عن السعودية والفُقراء!

خالد الجيوسي.. رأي اليوم