بعد الازمة الخليجية.. المعارضة السورية تلفظ انفاسها الاخيرة

بعد الازمة الخليجية.. المعارضة السورية تلفظ انفاسها الاخيرة
الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧ - ٠٥:٠٧ بتوقيت غرينتش

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوري بسام هاشم أنه كان الأولى أن تسمّى "المعارضة السورية" طابوراً خامساً، مشيراً إلى أن الإشكال المفهومي أنها نشأت وترعرعت وطوّرت مصالحها الذاتية والسياسية في المؤسسات والهيئات و”الشركات” الأوروبية والأمريكية والبترودولارية الخليجية.

العالم - سوريا

ولفت الكاتب في مقالته التي نشرتها صحيفة "البعث" السورية إلى أن تلك المعارضة تعيش قطيعة تاريخية مع اهتمامات وتطلعات ومعاناة الشعب السوري على تنوّع شرائحه وأطيافه.

وقال: كان يمكن أن تصنّف، مثلاً، في عداد "النخب المضادة" الحاملة لمشروع سياسي مغاير، غير أن الإشكال أيضاً أنها افتقدت لثقافة النُخبة وفلسفتها، ولم تبد، على امتداد سنوات الأزمة، إلا مظهر الشراذم والحلقات المغلقة المتقاتلة والمتناحرة بدوافع شخصية جشعة وانتهازية. وكان يمكن، أقله، أن تحظى بصفة "معارضة سياسية" لولا أنها مارست الإقصاء المتبادل، والاستقواء بالخارج، وراهنت على الفظاعات الإرهابية، في المدن والأرياف، وضد المؤسسات، في محاولة لتقويض أركان المجتمع السياسي السوري وتدمير ركائز الدولة السورية بثوابتها الوطنية ومصالحها العليا الإستراتيجية، السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأضاف: "رجال المعارضة" — المعارضات السورية، للأسف، ولربما للصدفة الطيبة، هم، في غالبيتهم، رهط من المرتزقة الذين كان يمكن تجنيدهم في أي بلد، وفي أية قضية. فالأساس بالنسبة لهم، كما هو حال كل المعارضات العربية منذ غزو العراق، وبلا استثناء تقريباً، أنهم يأتون على ظهر الدبابات الأمريكية، أو بتعليب من سفراء واشنطن ومكاتب الـ "سي آي إي"،  وأنهم يقاتلون بدماء وأرواح أبناء "بلدانهم الأصلية". لا همَّ إن استأجرهم الأتراك أم الأمريكيون والفرنسيون، ولا تعنيهم في شيء المحدّدات التاريخية التي صنعت وبلورت المصالح الوطنية السورية. بحسب تعبير الكاتب نفسه.

وبيّن الكاتب أن "المعارضة السورية" تعيش اليوم لحظة حقيقة سياسية كاشفة، مشيرا الى أن الأزمة الخليجية دقت إسفيناً عميقاً في مرجعيتها التحريضية واللوجستية، وبات عليها أن تغادر، ولو جزئياً، تلك المساحة الواسعة والعريضة التي كانت تمارس من خلالها "البيزنس" و"النضال" بالوكالة في وقت واحد، لا بل عليها أن تخضع لاشتراطات رب عمل واحد.

واستدرك قائلاً: لقد بات للاستزلام السياسي شروطه القاسية، فالأزمة الخليجية الداهمة تضيّق فجوة خيارات التبعية، والانخراط الحصري في إحدى أجندتين هو الشرط الجديد للحفاظ على استمرار وبقاء "بيئة أعمال" معارضة موصوفة بالسياسية، بات يتعيّن عليها أن تخدم كرافعات وحوامل إضافية في صلب خلافات وصراعات وحروب الإلغاء البينية الخليجية المستجدة، وأن تجازف أيضاً بالمزيد من الارتهان للمطامح والمصالح والعلاقات الشخصية والسياسية لرجالات حقبة المُحمدين في الرياض وأبو ظبي، والعهد التميمي في قطر، علاوة على أنها ستجد نفسها مضطرة للتكيّف مع توجهات ترامبية تقطع مع الصعود الإخواني الشرق أوسطي، وترى في أردوغان شريكاً متطلّباً ومتقلّباً ينبغي ترويضه وإعادة تأهليه.

المصدر: سبوتنيك

106-1