البيت الأبيض يعترف بالهزيمة في سوريا

البيت الأبيض يعترف بالهزيمة في سوريا
الأحد ٢٣ يوليو ٢٠١٧ - ٠٤:٠٨ بتوقيت غرينتش

تحت عنوان: «البيت الأبيض يعترف بالهزيمة في سورية» يقول الكاتب السياسي البريطاني في موقع «اوبيدنيوز» فينيان كالينيغ هام: إن «اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأسبوع الماضي عن قراره بالتوقف عن إرسال الأسلحة للمسلحين في سورية هو اعتراف بالهزيمة».

العالم - الاميركيتان

لكنه يحذر من أن هذا القرار تجب متابعة التأكد من تنفيذه لأن وكالة المخابرات المركزية الـ«سي آي إي» قد لا تطيع الأوامر أحياناً، كما أن هذا القرار لا يعني أن واشنطن وحلفاءها سيسحبون ما لديهم من وحدات برية أو تدخل جوي باسم محاربة الإرهاب من سورية رغم أن هذا الوجود غير قانوني وغير شرعي ويعد انتهاكاً للقانون الدولي.

ومع ذلك يعد الاعلان على مستوى البيت الأبيض عن هذا القرار مؤشراً لمرحلة تغلبت فيها سوريا وانتصرت على أكبر الدول التي وظفت كل قدراتها وقدرات حلفائها بهدف «تغيير النظام» وتفتيت سوريا ولم تنجح في تحقيق هذا الهدف.

وإذا كانت المعركة أو المعارك المقبلة في الميدان العسكري والسياسي وفي اقتصاد إعادة البناء مستمرة، فإن هذا الاعتراف الأميركي يشكل بالنسبة للشعب والجيش والقيادة السورية وللحلفاء نصراً معنوياً ورافعة سياسية للانتقال إلى المزيد من الانتصارات التكتيكية في كل هذه المستويات المتنوعة.

الجميع يرى الآن أن جبهة الأعداء على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، تتنازع أطرافها مع بعضها الآخر إلى حد العمل على تغيير النظام القطري وكأن السحر قد ارتد على «السحرة» الذين وظفوا أموال شعوبهم من أجل تغيير النظام في سوريا.

فعلى ساحة الخليج "الفارسي" ما زال الخلاف والنزاع داخل هذه الكتلة مستمرين مع كتلة «قطر تركيا» بينما تقوم اميركا بدور الوسيط ظاهرياً.

يبدو أن مستقبل هذا النزاع سواء اتجه نحو الحل والعودة للماضي، أو اتجه نحو الانشطار، سيحمل تأثيراً لا يمكن تجنبه على المنطقة كلها، بل بشكل خاص على مستقبل تركيا وقطر.

فالجميع يلاحظ أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ازدادت خلافاته وأزماته مع الداخل التركي شعباً وأحزاباً، ومع الخارج العربي والاسلامي وكذلك الأوروبي، وكأنه يدفع ثمن سياساته وأوهامها على كل المستويات، كما نرى أن السعودية تشهد أزمة حكم بين أمرائها غير مسبوقة في ظل تزايد أزمتها المالية والاقتصادية وتعرضها للاهتزاز من الداخل والخارج وفي حربها على اليمن ومن الهزيمة التي منيت بها في سوريا، فإذا كانت الدولة الكبرى التي توظف السعودية في مؤامراتها قد اعترفت بالهزيمة حين أعلنت عن قرار إيقاف إرسال السلاح للمعارضات السورية فماذا ستفعل السعودية؟!

أما الأردن فسوف يجد أن حليفه السعودي والتركي، أصبحا متنازعين في موضوع تغيير النظام في قطر، وهي التي لم تكن تتصور أن يدب نزاع من هذا القبيل بين دولتين خليجيتين هما قطر والسعودية، وكذلك دولتان اقليميتان هما تركيا والسعودية، فالاردن اعتاد دوماً على الاعتماد على دعم كل دول الخليج "الفارسي" مالياً وعلى دعم تركيا سياسياً، وأصبح استهداف سورية منذ عام 2011 من كل هذه الدول يفرض عليها سياسات وأدوار لا تتحمل نتائجها في الجوار بل تعرضها للخطر حين تكشف كل أوراق اللعبة الأميركية في المنطقة.

فالاردن الآن يشعر أنه سيخسر قطر وتركيا حينئذ ويدرك أن العودة إلى وضع ما قبل الحصار على قطر لن يخفف من مخاوفه ما دامت هذه التحالفات خسرت جولة كبيرة في سباقها ضد سورية وحلفائها، وعلى الجانب الآخر من الصورة تزداد متانة العلاقات والتحالف بين سورية و المقاومة اللبنانية وايران وفصائل المقاومة الفلسطينية من جهة وبين روسيا والصين من الجهة الأخرى.

ولذلك يعترف المحللون في وزارتي الخارحية الأميركية والدفاع «البنتاغون» أن سوريا تمكنت من تحقيق جزء مهم من الأهداف التي وضعتها القيادة لحماية البلاد ومستقبلها واستقلالها، وأصبحت السعودية وقطر وتركيا هي المصابة بأزمات في الداخل وأزمات فيما بينها، وأصبح الحليف الروسي لسورية له صدقية أكبر من صدقية الحليف الأميركي للسعودية وقطر وتركيا.

الوطن