فيلتمان في بيروت كخفاش الليل لتفتيت اللبنانيين

الثلاثاء ١٩ أكتوبر ٢٠١٠ - ٠٦:٥٥ بتوقيت غرينتش

طريقة زيارة السفير الاميركي جيفري فيلتمان الى لبنان، وما حمله من رسائل، طَرَحَت الكثيرَ من الاسئلة واثارت الريبة حول الهدف من الزيارة، في ظل المساعي القائمة لمعالجة القرار الظني المسيس للمحكمة الدولية...كخفاش الليل حطت طائرة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان في مطار بيروت، في زيارة مفاجئة دون علم المسوؤلين اللبنانيين المسبق، ومن دون جدول اعمال لهذه الزيارة المكشوفة الاهداف والاسباب والمشبوهة في التوقيت.

طريقة زيارة السفير الاميركي جيفري فيلتمان الى لبنان، وما حمله من رسائل، طَرَحَت الكثيرَ من الاسئلة واثارت الريبة حول الهدف من الزيارة، في ظل المساعي القائمة لمعالجة القرار الظني المسيس للمحكمة الدولية...

 

كخفاش الليل حطت طائرة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان في مطار بيروت، في زيارة مفاجئة دون علم المسوؤلين اللبنانيين المسبق، ومن دون جدول اعمال لهذه الزيارة المكشوفة الاهداف والاسباب والمشبوهة في التوقيت.

 

فبعد ان اشتمت الادارة الاميركية رائحة المحطات الايجابية التي شهدها لبنان والمنطقة، لا سيما الزيارة الناجحة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وقمة الرياض التي عقدت بين الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس الاسوري بشار الاسد، سارعت الى ارسال فيلتمان الذي قطع زيارته المخصصة الى السعودية ومصر وجنح الى لبنان.

ساعات اربع قضاها فيلتمان في لبنان، سعى خلالها الى التذكير بالدور الاميركي الذي لا يريد للبنان ان يشهد استقرارا وهدوئا وابقاء الساحة الداخلية عرضة للتجاذبات بين الافرقاء السياسيين.

 

في هذا السياق، رأى رئيس حزب التضامن النائب اميل رحمة ان هذه الزيارة هي لاثبات الوجود الاميركي، والتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. وقال: "وكأنها نوع من رد على زيارة الرئيس الدكتور احمدي نجاد. على هذا الأساس أقرأ انه نوع من كلام يقول: نحن هنا بشكل غير متوازن مع الدبلوماسية بين الدول أو مع العلاقات بين الدول. وهذا ما جعل منه يردد اقوالاً كلنا نعرفها وخصوصا حول المحكمة الدولية. وكأنهم يريدون تسييس المحكمة الدولية اكثر مما هي مُسيسة".

 

و يرجع سرّ القلق والمخاوف الإسرائيلية وبعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة من زيارة الرئيس الايراني الى لبنان للحضور الاستراتيجي الايراني بين شعوب ودول المنطقة وانهم يرون بام اعينهم ان التأثير الروحي لايران امتد حتى ساحل البحر المتوسط وعلى بعد أمتار من فلسطين المحتلة.

 

وأعلن الأميركيون من موقف العجز انهم سوف يعلّقون صفقة بين واشنطن وبيروت لتزويد الجيش اللبناني بالسلاح بعد اجتماع مختلف اطياف ساسة اللبنانيين مع الرئيس احمدي نجاد الذي دعا الى وحدة جميع اللبنانيين.

 

وقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بعد لقاءه الرئيس الايراني:"على عكس المسؤولين العرب الذين جاؤوا الى لبنان وكانوا يتدخلون في كل التفاصيل فالرئيس أحمدي نجاد لم يخض في التفاصيل وقال لي فقط " لا تعملوا بشكل ينعكس سلباً على الوحدة اللبنانية".

 

من جهته، عضو كتلة وحدة الجبل النائب فادي الاعور اعتبر ان الادارة الاميركية تسعى دائما الى العمل لمصلحة العدو الصهيوني.

 

تابع: هذه الزيارة تندرج بمدى إنزعاج الولايات المتحدة الاميركية بزيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الى لبنان وما رافقها من عوامل إيجابية تساعد الداخل اللبناني على مستوى نظام العلاقات الشعبية كونها كانت زيارة أفادت في الموضوع التهدوي الذي يؤكد على وحدة اللبنانيين. والقسم الثاني من هذه الزيارة يندرج في سياق موضوع المحكمة الدولية وموضوع القرار الظني وشهود الزور. ان مصلحة الاميركي تثبيت كل المسائل التي تخدم إسرائيل".

 

وفي هذا السياق ، اعتبر وزير الأشغال العامة والنقل في الحكومة اللبنانية غازي العريضي ان زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الى لبنان جاءت للتحريض ضد دمشق وطهران مؤكداً انه لا يثق بسياسة الاميركيين.

 

واضاف العريضي : "لا اثق في السياسة الاميركية وكل ما يقدمه الاميركيين من مواقف ووعود هدفه خدمة إسرائيل"، مشيرا الى ان "الالتزام الوحيد الصادق لدى الأميركيين هو خدمة المصالح الأميركية".

 

وقال العريضي إن "اذا كانت اميركا تريد حماية سيادة لبنان والحفاظ عليه يجب ان تضغط على العدو الاسرائيلي لاحترام القرارات الدولية وعدم انتهاك السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا"، لافتا الى ان "زيارة فيلتمان للبنان جاءت ردا على زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد"، مشيرا الى ان "الأميركيين يلهثون وراء سوريا ويتفقون مع إيران ويأتون إلى لبنان للتحريض ضد سوريا وإيران".

 

وراى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان الزيارة المفاجئة للمبعوث الأميركي جيفير فيلتمان الى بيروت تبدو ردا على زيارة الرئيس الإيراني، و"كأن واشنطن تريد أن تقول نحن هنا أيضا".

 

من جهة ثانية رأى العريضي ان "موضوع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري هو الموضوع الأساسي الضاغط على الساحة اللبنانية ومدار نقاش البلد"، داعيا الى "الحوار والتفاهم بين اللبنانيين حول هذا الموضوع"، مشيرا الى ان "اساس التفاهم حول هذا الموضوع هو التواصل بين حزب الله والرئيس سعد الحريري".

 

وقال العريضي ان المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسن الخليل والرئيس سعد الحريري يلتقيان في الساعات المقبلة لبحث الاوضاع الراهنة ومعالجة الامور في الساحة اللبنانية لاستقرار البلاد.

 

وتتواصل في المحافل السياسية قراءة نتائج الزيارة السريعة للدبلوماسي الاميركي جيفيري فيلتمان بيروت فيما ينتظر أن يشرح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في جلسة مجلس الوزراء الاربعاء مضمون الرسالة الاميركية.

 

وربط الكثيرون زيارة فيلتمان الى بيروت رسالة الى "حزب الله"، فيما تأكد من مصادر معنية أن الأميركي لم ولن يكون جزءا من محاولات البحث عن مخارج، بل هو- والكلام للمصادر- يدخل من باب التعطيل لما يمكن إعتباره محاولات على خط دمشق الرياض، ما أكدته " مصادر القصر الجمهوري التي كشفت أن فيلتمان قال ما مضمونه "إن واشنطن لا تشارك في مساعي إيجاد تسوية".

 

زيارة فيلتمان الى لبنان جاءت بعد افول النجم الاميركي في المنطقة منذ فترة ما بعد اتفاق الدوحة. وقد حملت في مضمونها رسالة واضحة، مفادها ان الادارة الاميركية لا تزال تضع هذا البلد المثقل بالاحداث تحت مرمى نظرها. وبعد ان عجزت الادارة الادارة الاميركية عن فتح بابه للدخول الى الشرق الاوسط الجديد، فها هي تُحاولُ الدخولَ مجددًا من نافذةِ الفتنة.

* حسين سلمان + داود حسن عبدالله