عباس يتجاهل الأطر القيادية منذ قرار ترامب حول القدس

عباس يتجاهل الأطر القيادية منذ قرار ترامب حول القدس
الإثنين ١١ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

وجهت أوساط سياسية عديدة انتقادات حادة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بسبب امتناعه حتى الآن عن الدعوة لعقد أي إطار قيادي للاجتماع بعد خمسة أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.

العالم - فلسطين

وتجاهل عباس دعوات الفصائل وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى عقد اجتماع عاجل للإطار القيادي الفلسطيني المؤقت لبحث استراتيجية موحدة في مواجهة قرار ترمب.

بل إن عباس امتنع عن الدعوة لأي اجتماعات للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أو حتى اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللتين يترأسهما.

وكان مقررا أن تجتمع اللجنة التنفيذية يوم أمس الأحد في رام الله بغرض التشاور وبدون حضور عباس قبل أن يتم الإعلان لاحقا عن تأجيل الاجتماع دون توضيح أسباب ذلك.

ويشتكي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد من أنه حتى اللحظة لم تتم دعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى الاجتماع، وأن اللجنة معطلة في هذه الظروف والتداعيات الصعبة.

ويشدد خالد على أنه "لا يوجد ما يمنع عقد اجتماع اللجنة التنفيذية بل نحن في أمسّ الحاجة لهذا الاجتماع، كما يجب دعوة الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير للاجتماع في هذه الظروف الاستثنائية من العدوان الأميركي على الشعب الفلسطيني".

ويضم الإطار القيادي المؤقت اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني والأمناء العامين لفصائل العمل الوطني، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي وهو معطل منذ سنوات بسبب امتناع عباس عن الدعوة لانعقاده.

وعوضا عن التشاور الداخلي فضل عباس التنسيق مع زعماء عرب وأجانب عقب قرار ترمب.

إذ عقد عباس اجتماعا مع العاهل الأردني عبد الله الثاني في عمان بعد يوم من قرار ترمب، واكتفى بإجراء سلسلة اتصالات مع قادة ومسؤولي دول.

وتوجه عباس اليوم إلى القاهرة لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي والعاهل الأردني غدا.

وباستثناء خطاب مقتضب وصف بالهزيل فإن عباس لم يظهر على وسائل الإعلام ولم يصرح بأي موقف فلسطيني أو تحرك محدد ردا على قرار ترمب ضد القدس.

ويأتي هذا التخاذل في ظل موجة احتجاجات عربية وإسلامية ودولية واسعة النطاق نصرة للقدس وضد قرار ترمب.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري إن الموقف الفلسطيني من المفترض أن يشكل الرافعة للموقف العربي والإسلامي والدولي المناهض للموقف الأمريكي لكن ذلك لا يحدث حتى الآن بسبب الموقف الرسمي الفلسطيني.

ويشدد المصري على أن "حالة الانتظار التي تتسم بها القيادة الفلسطينية ليست حكيمة ومن الغريب أنه لم يتم عقد أي اجتماع قيادي فلسطيني حتى الآن".

ويشير إلى أن الرئيس عباس كان على علم بقرار ترمب قبل يوم من إعلانه وكان يفترض عقد قيادي فلسطيني عاجل لبحث الرد الفلسطيني وأن تظل القيادة في حالة اجتماع دائمة".

وحول إن كانت الخيارات منعدمة لدى عباس، ينبه المصري إلى أنه من الخطأ تماما القول إنه لا توجد خيارات لدى الفلسطينيين، مضيفا "أي قيادة لا يوجد لديها خيارات عليها التنحي لأن الخيارات تبنى ولا تهبط من السماء".

ويتابع "من لديه شعب مثل الشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ أكثر من مائة عام وفي كل محطة يثبت أن مصمم على الكفاح على استعادة حقوقه مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات لا يمكن القبول أن يقف عاجزا ولا تكون لديه خيارات".

ويعتبر المصري أن الرئيس عباس يريد تجميع المعلومات واستقصاء التوصل إلى مخرج لأزمة قرار ترمب "لأنه لا يزال غير مقتنع بالخروج من مربع التسوية رغم أنها من الناحية العملية تعيش في العناية المشددة منذ العام 2000 ".

ويضيف أن "القرار ترمب أطلق رصاصة الرحمة على عملية التسوية وحولها إلى ميتة بانتظار دفنها فقط والمشكلة ليست أن الوسيط غير نزيه بل كل أركان عملية التسوية تم بنائها على اختلالات واضحة وبدون مرجعية سياسية ملزمة ولا يوجد إطار دولي فاعل لإنجاحها".

ويختم المصري بأن على الرئيس عباس إجراء مراجعة شاملة لنهجه المقتصر على عملية التسوية الفاشلة والبحث عن عملية سياسية وهذا لا يتم من خلال البحث عن وسيط جديد ولا يمكن بدون الاعتماد على عوامل القوة الداخلية.

المصدر: وكالة صفا

216

تصنيف :